في كتابه «الشوك والقرنفل»، أشار الشهيد بإذن الله يحيى السنوار إلى الممارسات القمعية التي قامت بها السلطة الفلسطينية ضد المقاومين الفلسطينيين بعد اتفاقية أوسلو عام 1993م.
حيث كانت تطارد المقاومين وتعتقلهم وتعذبهم، وكانت تعمل جاهدة على إفشال أي عملية ضد الكيان الصهيوني، بل وصل الأمر إلى تسليم المقاومين إلى جيش الاحتلال كما حصل مع «خلية صوريف» عام 1997م!
هذه الممارسات القمعية لم تتوقف عنها السلطة الفلسطينية إلى يومنا هذا، ولعل من أكبر شواهدها تلك الحملة الأمنية التي تشنها ضد المقاومين في جنين؛ حيث تطارد المقاومين وتعتقلهم، وتهاجم أماكن تواجدهم بالقذائف، وتداهم المنازل وتحرقها، وتعتقل المدنيين وعوائل المقاومين، وتقتحم المستشفيات وتعتقل الطواقم الطبية بتهمة التعاون مع المقاومين، وتنكل بطواقم الإسعاف التي تخلي الجرحى، وفي بعض الأحيان تعيق حركتهم وتمنعهم من الدخول إلى أماكن الاشتباكات!
كما ظهرت مقاطع لتعذيب بعض المدنيين المتعاطفين مع المقاومة وإلقاء بعضهم في حاويات القمامة كي يكونوا عبرة لغيرهم!
ومن الممارسات القمعية مطاردتها للإعلاميين، وإغلاقها مكاتب القنوات الفضائية التي تفضح ممارساتهم كقناة «الجزيرة».
بل إن من مواقفها المخزية قيامها قبل يومين بتسليم فتاة فلسطينية إلى قوات الاحتلال بحجة الاشتباه في قيامها بعملية طعن!
أي خزي وعار سيلحق هذه السلطة إن لم تصحح مسارها وتنحاز إلى شعبها!
هي لم تقبض من اتفاقية الاستسلام مع العدو إلا الوهم، وما وعود الصهاينة إلا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء!
فإلى الآن لا توجد دولة فلسطينية، ولم يرجع اللاجئون، ولم يتوقف بناء المستوطنات، وما يزال المسجد الأقصى يتعرض لاقتحامات المستوطنين وبأعداد متزايدة، وعملية التقسيم الزماني والمكاني مستمرة، ولم تتوقف عمليات الحفر أسفله بهدف هدمه وبناء «الهيكل» المزعوم!
لا بد أن تدرك السلطة بأن التاريخ لا يرحم خونة الأوطان، وليأخذوا العبرة من غيرهم من عملاء المحتل في أفغانستان والعراق وكيف كانت نهايتهم ومآلهم!
على السلطة أن تصحو من نومها وتنتبه من غفلتها وتعلم بأنه لا بقاء لمحتل، وبأن زوال الكيان الصهيوني قادم لا محالة طال الزمان أو قصر.
فهل تغسل السلطة عار التنسيق الأمني مع الكيان المحتل وتقف في صف شعبها، أم تستمر في ممارستها التي سيظل التاريخ يلعنها إلى يوم الدّين؟
___________________
X: @abdulaziz2002