على وقع التقارير التي تشير إلى إحراز تقدم في المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، شهدت الساحة السياسية الصهيونية انقسامات حادة وتصريحات متضاربة، وسط جدل واسع حول تأثير الصفقة على الكيان الصهيوني.
تصريحات متطرفة من سموتريتش
نقلت صحيفة «إسرائيل هيوم» العبرية، اليوم الإثنين، تصريحات لوزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريش، الذي وصف الصفقة بأنها «كارثة على الأمن القومي لدولة إسرائيل».
وفي تغريدة عبر منصة «إكس»، قال: «لن نكون جزءًا من صفقة استسلام تشمل إطلاق سراح قادة «إرهابيين» كبار، ووقف الحرب، ومحو إنجازاتها التي تحققت بثمن دموي باهظ، بالإضافة إلى إطلاق سراح عدد كبير من الرهائن، حان الوقت للاستمرار في الحرب».
وأضاف سموتريش: «علينا استخدام كل قوتنا لاحتلال قطاع غزة بالكامل، وتطهيره، واستعادة السيطرة على المساعدات الإنسانية من قبضة «حماس»، يجب فتح أبواب الجحيم على غزة حتى تحقيق استسلام كامل لـ«حماس» وضمان عودة جميع المختطفين».
مواقف صهيونية داعمة للصفقة
في المقابل، نقل موقع «واي نت» التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» تصريحات رئيس «معسكر الدولة» بيني غانتس، الذي رد قائلاً: «تحقيق مخطط عودة مختطفينا قيمة عليا وضرورة إستراتيجية، عدم إعادتهم وتركهم مجهولي المصير يمثل كارثة وطنية»، وأكد أن معسكره سيقدم الدعم السياسي الكامل لأي خطة تهدف إلى عودة المختطفين.
بدوره، أكد وزير الخارجية الصهيوني جدعون ساعر دعم الجهود الدولية لإبرام الصفقة، وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الدنماركي لارس لوكا راسموسن، قال ساعر: «نعمل على صفقة الرهائن بالتعاون مع شركائنا الأمريكيين، أبلغت زميلي أنه تم إحراز تقدم، وسنعرف قريبًا ما إذا كان الجانب الآخر يشاركنا الهدف نفسه».
كما أبدى عضو الكنيست يعقوب آشر، من حزب «يهودية التوراة»، دعمه للمخطط المقترح، قائلاً: «سندعم أي تحرك لتحرير المختطفين، نحن في وضع يستدعي إنقاذ الرهائن الموجودين في غزة بأسرع وقت ممكن، كل ساعة تحدث فرقًا».
رسالة من عائلة أسير
في جلسة استماع داخل لجنة المالية، خاطب أوفير إنغريست، شقيق الجندي الأسير متان، وزير المالية سموتريش عقب تصريحاته، قدم له صورة شقيقه وقال: «أريد أن أريك من الذي تضحي به، أنت تضحي بجندي في جيش الدفاع «الإسرائيلي»، قاتل بشجاعة في 7 أكتوبر في ناحال عوز، وتم اختطافه بعد إصابته بجروح خطيرة وفقدانه الوعي، بقراراتك، أنت تحكم عليه بالإعدام».
ضغوط وانقسامات في حكومة نتنياهو
أفادت القناة الـ12 العبرية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطًا من وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، لعرقلة صفقة تبادل الأسرى، إلا أن هناك أغلبية داخل الحكومة تؤيد المضي قدمًا في الصفقة.
وأوضحت القناة أن الصفقة تحظى بدعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزراء حزب الليكود (18 وزيرًا)، بالإضافة إلى وزراء حزب شاس (6 وزراء)، ووزراء حزب يهودية التوراة (وزيران)، ووزراء حزب دولة اليمين (وزيران).
في المقابل، يعارض الصفقة وزراء حزب عوتسما يهوديت (3 وزراء) حاليًا، إلى جانب وزراء حزب الصهيونية الدينية (3 وزراء)، مما يعكس انقسامًا واضحًا داخل الائتلاف الحكومي بشأن هذا الملف.
تفاصيل حول الصفقة المرتقبة
من جهة أخرى، كشفت وكالة «معا» الفلسطينية عن تفاصيل المرحلة الأولى من الصفقة الإنسانية لتبادل الأسرى، وفقًا لما أفاد به رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين قدورة فارس.
وذكر فارس أن المرحلة الأولى ستشمل الإفراج عن 25 أسيرًا «إسرائيليًا» محتجزين في قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح 48 أسيرًا من محرري صفقة شاليط وإعادتهم إلى منازلهم، بالإضافة إلى 200 أسير محكوم عليهم بالمؤبد، وألف أسير آخر، بينهم نساء وأطفال ومرضى.
وأشار إلى أن الأسرى سيعودون إلى منازلهم في القدس وغزة والضفة الغربية، باستثناء المحكوم عليهم بالمؤبد، الذين قد يتم إبعادهم إلى 3 دول، هي: قطر، ومصر، وتركيا، معتبرًا أن هذا الخيار يهدف لتجنب تهديدات الاحتلال باغتيال الأسرى المحررين.
وأفاد فارس بأن الاحتلال يسعى لزيادة عدد الأسرى «الإسرائيليين» المُفرج عنهم في المرحلة الأولى، عبر إضافة 9 آخرين، بينهم جنود جرحى، مقابل ثمن إضافي قيد التفاوض حاليًا، يتضمن إطلاق سراح مزيد من أسرى المؤبدات.
____________________
1- صحيفة «إسرائيل هاليوم»: https://www.israelhayom.co.il/news/politics/article/17142418.
2- موقع «واي نت»: https://www.ynet.co.il/news/article/bkpdplmdke#autoplay.
3- «القناة 12» العبرية: https://www.mako.co.il/news-politics/2025_q1/Article-3aabc48625e5491027.htm?partner=lobby.
4- وكالة «معا» الفلسطينية: https://www.maannews.net/news/2132347.htm.