في خطوة تعكس الأمل وتجسد صمود الشعب الفلسطيني، أعلنت جمعية الإصلاح الاجتماعي في بيان رسمي مباركتها لاتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار في غزة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني.
وجاء في بيان «الإصلاح»:
(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ {4} بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (الروم).
فقد جاءت البشرى بإعلان الهدنة واتفاق وقف إطلاق النار بين إخواننا الصامدين في أرض غزة، والكيان الصهيوني المعتدي، وما تضمنه هذا الاتفاق من انسحاب عن الأراضي وتبادل للأسرى.
وإننا في جمعية الإصلاح الاجتماعي نبارك لإخواننا في غزة خاصة، ولأمتنا الإسلامية والعربية عامة، هذا النصر العظيم، الذي لم يكن لولا توفيق الله تعالى، ثم ثبات الشعب الفلسطيني وبطولاته وتضحياته.
إن ما قام به الكيان الصهيوني يعد جريمة القرن ضد الإنسانية جمعاء، الذي خلَّف عشرات الآلاف من الشهداء؛ أطفالاً ونساء، رجالاً وشيوخاً، وتدمير للبنى التحتية والمدن كاملة، فلم يستثن مدرسة ولا مستشفى ولا مسجداً من ذلك، فقد مارس هذا الكيان المجرم ما يعجز العقل البشري عن تصوره من قتل جماعي، وحصار وتجويع، وكان ذلك أمام مرأى العالم أجمع بمنظماته ودوله، حتى أضحت هذه الممارسات جريمة حرب تستدعي ملاحقة مرتكبيها بعد ثبوتها في محاكم دولية.
إن مَن ساند الكيان الصهيوني وقدَّم له الدعم العسكري والمالي والغطاء السياسي مشاركٌ له في هذه الجريمة، والتآمر على الشعب الفلسطيني ونقض مواثيق حقوق الإنسان؛ (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال: 30).
اليوم نفرح بانجلاء الغمة عن إخواننا، ونبدأ صفحة من التكاتف والتلاحم بما يسد حاجتهم بعد نزوح آلاف الأسر، وما خلفته آلة القتل الصهيونية من آلاف الأيتام الذين لا يجدون ملجأ بعد هدم المنازل والمدارس، وتدمير المنظومة الصحية والغذائية والبنية التحتية.
إننا في جمعية الإصلاح الاجتماعي نهيب بالجميع؛ حكومات ومجتمعات، ومؤسسات دولية وإقليمية، أن تقوم بواجب الإنسانية في تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني في غزة، ففي صحيح مسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
ولا يفوتنا في هذا اليوم التاريخي المشهود أن نتوجه إلى الله سبحانه بأن يرحم شهداءنا الأبرار، ويشفي جرحانا، ويعافي مبتلانا، ويرد غائبنا، ويجمع شمل كل أسرة ببعضها.
ثم نتوجه بالشكر والامتنان لموقف دولتنا الحبيبة الكويت المشهود، وشعبها المعطاء المساند والداعم لحقوق كل فلسطيني وعربي، وقد أفرحنا موقف صاحب السمو أمير دولة الكويت، حفظه الله ورعاه، بأن تباشر الكويت الجسر الجوي لإغاثة غزة، وما هذا عن كويت الإنسانية بغريب.
في الختام، نوصي إخواننا في غزة باستمرار الحرص والحذر من هذا العدو الذي عُرف بمواقف الغدر، ثم نوصيهم بشكر الله تعالى وإدامة حسن الصلة به، فإنه نعم المولى ونعم النصير.