كتبت منشوراً بعنوان «غزة النموذج.. ولا فخر»، جاء فيه: في مسيرة تربية الأجيال، لا غنى عن وجود القدوة والنموذج الذي يلهم الأفراد للسير في طريق الحق، ويعينهم على الثبات فيه، ومن المألوف أن تُستَدْعَى قصص الصحابة والتابعين كمثال يُحتذى به، وهذا بلا شك أمر محمود.
لكن، مع كل ما تحمله هذه النماذج التاريخية من عظمة وإلهام، فإننا بحاجة إلى نموذج معاصر، قريب من واقعنا وزماننا، نموذج يشاركنا ذات الظروف، وربما يعمل بإمكانات أقل، ولكنه يحقق نتائج تقترب من تلك التي حققتها النماذج القديمة، فالقول بأن الصحابة كانوا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتابعين كانوا قريبين من زمنه، حيث الصلاح غالب والدواعي متوفرة، قد يُستخدم أحيانًا لتبرير التقصير أو اعتقاد أنها نماذج عصية على التكرار، لذلك، فإن ظهور نموذج معاصر يصبح أكثر إلهامًا وتأثيرًا؛ لأنه يؤكد أن القوة الحقيقية تكمن في الإرادة والإيمان، لا في الظروف أو الإمكانات.
عند الحديث عن الإيمان والجهاد، عن التضحية والثبات، عن حمل النفس على الصبر والرضا والشكر، عن اليقين بوعد الله رغم شدة الابتلاء، وعن الاستماتة في الدفاع عن الأرض، يبرز النموذج الغزي كأحد أعظم النماذج الحية لهذه المعاني.
في كل يوم يمر خلال معركة «طوفان الأقصى» يتخلَّق لنا رمز جديد وقدوة حية، بدءًا من قائد المعركة يحيى السنوار، مرورًا برجال شعبنا ونسائه وأطفاله، وليس آخرهم د. الحُسام أبو صفية، الذي ضرب في الثبات مثلًا عظيمًا، حتى قيل فيه: أثبت من أبي صفية! هذه النماذج لا تقف عند حدود الإلهام الذي يبعث الأمة من مرقدها، بل تتجاوزه لتجعل أهل غزة شهداء على الناس في الدنيا قبل الآخرة، فهم النموذج.. ولا فخر.
على إثر كتابة هذا المنشور، سئلت: هل يمكن أن يكون بعض رجال وأبطال غزة أفضل من بعض الصحابة؟ وبرأيي لا يقتصر السؤال على رجال الأرض المقدسة وأبطالها؛ لأن الخير في الأمة -وإن قلَّ- لكنه لا ينقطع.
مشروعية التساؤل وبواعثه
بداية هذا التساؤل مشروع، إذا كان السائل حَسَنَ الاعتقاد في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، معظِّمًا لهم، ولم يكن الباعث على تساؤله توهم النقص فيهم أو الغض منهم أو الإزراء بهم.
والحديث عن التفاضل بين المخلوقات (البشر والأمكنة والأزمنة) مسألة بحثها العلماء قديمًا، سواء عند اتحاد الجنس كالتفاضل بين الأنبياء أو الملائكة أنفسهم، أو عند اختلافه كالتفاضل بين الملائكة وصالحي البشر.
وإذ قد أثار العلماء قديماً مسألة التفاضل بين الملائكة وصالحي البشر، واختلفوا فيها على ثلاثة مذاهب، فمن المنطقي إذن أن يحصل التساؤل: هَل يُمكِنُ أن يَأتيَ بَعدَ الصَّحابةِ أحَدٌ أفضَلُ مِن بَعضِهِم؟ وأن يختلف العلماء في الإجابة عنه.
والذي يبعث من يعظّم الصحابة على هذا التساؤل أمور، في مقدمتها: قياس رجال الأمة ورواحلها في هذا الزمان على الصحابة، بجامع غربة الدين وقلة النصير وكثرة الأعداء في كلٍّ، خاصة إذا ما اقترن هذا القياس بعدم إدراك حقيقة ما فعله الصحابة من جهد عظيم في نصرة الدين، واستعظام حجم البلاء الذي نتعرَّض له، بما يخيِّل للسائل أنه لم يُصِب أحد قبلنا ما أصابنا، إضافة إلى طول العهد بالنموذج الملهم الذي يكون قدوة للأجيال.
الخلاف في المسألة.. عرض ومناقشة
أما بالنسبة لإجابة سؤال: هل يوجد فيمن يأتي بعد الصحابة من هو أفضل من بعض الصحابة أم لا؟
فيقتضي قول النبي صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» (متفق عليه) أن تكون الصحابة أفضل ممن جاء بعدهم من التابعين وأتباع التابعين وغيرهم، لكن هل هذه الأفضلية بالنسبة إلى المجموع أو الأفراد؟ هذه المسألة محل خلاف بين أهل العلم، ومذهب الجمهور أن الأفضلية بالنسبة للأفراد، بمعنى أن كل واحد من الصحابة أفضل عند الله من كل واحد ممن جاء بعدهم، في حين ذهب ابن عبد البر إلى أن الأفضلية بالنسبة للمجموع، فقد يكون فيمن يأتي بعد الصحابة أفضل ممن كان في جملة الصحابة، باستثناء أهل بدر والحديبية، فلا يأتي أحد من غير الصحابة أفضل منهم؛ لِلتَّنصيصِ عَلى فضلِهِم عَلى كُلِّ هَذِه الأمَّةِ.
ويرى ابن حجر في «فتح الباري» أن الخلاف ينبغي أن يُحصَر فيمن لم يحصل له من الصحبة إلا مجرد مشاهدة الرسول، أما من اتفق له الذب عنه والسبق إليه بالهجرة أو النصرة وضبط الشرع المتلقي عنه وتبليغه لمن بعده، فإنه لا يعدله أحد ممن يأتي بعده؛ لأنه ما من خصلة من الخصال المذكورة إلا وللذي سبق بها مثل أجر من عمل بها من بعده، فظهر فضلهم على من بعدهم (فتح الباري).
يُقدَّر عدد الصحابة الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم بنحو 114 ألف صحابي، كما ذكر الحافظ أبو زرعة الرازي، من بين هذا العدد الكبير كان عدد المشاركين في «بدر» و«الحديبية» 1819 صحابيًا تقريباً (ما يقارب 1.6% من إجمالي الصحابة)، بافتراض أن من شهد «الحديبية» غير من شهد «بدرًا»، أما الصحابة الذين حصل لهم أيٌّ من الخصال ذكرها ابن حجر آنفاً، فهم معظم الصحابة.
فعلى سبيل المثال، بلغ عدد الصحابة الذين شاركوا في غزوة مؤتة (9هـ) نحو 30 ألفًا على أقل تقدير، ثم إن الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم تفرَّقوا في الأمصار في سبيل نشر الإسلام وتبليغ رسالته، وقد دفن معظمهم (100 ألف تقريباً 88%) في مختلف بقاع الأرض نتيجة جهودهم في الدعوة والجهاد، مثل الشام والعراق ومصر وغيرها.
بناءً على هذا، يهدي تحرير محل الخلاف في هذه المسألة إلى أن عدد الصحابة الذين قد يُفَضَّل عليهم بعض من جاء بعدهم يُعَدّ كبيراً جداً وَفقًا لرأي ابن عبد البر، بينما يُعتبر العدد قليلاً جداً وَفقًا لرأي ابن حجر.
بالنسبة لجمهور العلماء، فقد استدلوا بأدلة منها، حديث: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» (متفق عليه)، وحديث: «لو أنفَقَ أحَدُكم مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا ما بَلَغَ مُدَّ أحَدِهِم ولا نَصيفَهُ» (متفق عليه)، وقالوا: إن من حَصَلَت لهُ مَزيَّةُ الصُّحبةِ أفضَلُ من كُلِّ مَن يَأتي بَعدَهُ، وأنَّ فضيلةَ الصُّحبةِ لا يَعْدِلُها عَمَلٌ.
أما الحافظ ابن عبد البر، فاستدل في «التمهيد» بأحاديث كثيرة، منها: حديث أبي ثَعْلبةَ الخُشنيُّ، عن النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وسلم أَنَّهُ قال: «إنَّ أمامكُم أيّامًا، الصّابر فيهنَّ كالقابِضِ على الجمرِ، للعامِلِ فيهم أجرُ خمسِينَ رجُلًا يَعملُ مِثل عملِهِ»، قيلَ: يا رسُولَ اللَّه منهُم؟ قال: «بل مِنكُم» (سنن أبو داود والترمذي)، وحديث أنس بن مالك أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: «أُمَّتي كالمطرِ، لا يُدْرَى أوَّلُهُ خيرٌ أم آخِرُهُ» (سنن الترمذي).
وقال عُمرُ بن الخطّابِ، في قولِهِ عزَّ وجلَّ: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) (آل عمران: 110)، من فعلَ مِثل فِعلِهِم، كان مِثلَهُم، ثم قال ابن عبد البر: وهذه الأحادِيثُ تَقْتضِي مع تَواتُرِ طُرُقِها، وحُسنِها، التَّسوِيةَ بينَ أوَّلِ هذه الأُمَةِ وآخِرِها (أي: في فضل العمل).
واحتج أيضاً بأن السبب في كون القرن الأول خير القرون أنهم كانوا غرباء في إيمانهم، لكثرةِ الكُفّارِ، وصَبرِهِم على أذاهُم، وتَمسُّكِهِم بدِينِهِم، وإنَّ آخِر هذه الأُمَّةِ إذا أقامُوا الدِّينَ، وتمسَّكُوا به، وصَبرُوا على طاعَةِ ربِّهِم في حِينِ ظُهُورِ الشَّرِّ، والفِسقِ، والهَرْج، والمعاصِي، والكبائرِ، كانوا عِندَ ذلك أيضًا غُرَباءَ، وزَكَتْ أعمالُهُم في ذلك الزَّمنِ، كما زكَتْ أعمالُ أوائلِهِم، وممّا يشهدُ لهذا، قولُهُ صلى اللَّه عليه وسلم: «إنَّ الإسلامَ بَدَأ غرِيبًا، وسيعُودُ غرِيبًا، فطُوبَى للغُرَباءِ» (أخرجه مسلم).
وأجاب ابن عبد البر عن حديث: «خيرُ النّاسِ قَرْني» بأجوبة، منها: أن لفظ الحديث خرَجَ على العُمُوم، ومَعناهُ الخُصُوصُ، فلا يَلزَمُ من تَفضيلِ مَجموعِ القَرنِ الأوَّلِ عَلى مَن بَعدَه تَفضيلُ كُلِّ فردٍ فردٍ مِنَ القَرنِ الأوَّلِ، عَلى كُلِّ فَردٍ مِمَّن بَعدَهم؛ بدليل أن القرن الواحد يجمع الفاضل والمفضول، وقد جمع قرن النبي صلى الله عليه وسلم مع السّابِقِين من المُهاجِرِين والأنصارِ جماعةً من المُنافِقِينَ المُظهِرِينَ للإيمانِ، وأهل الكبائرِ الذين أقامَ عليهم أو على بَعضِهِمُ الحُدُود، وقال مخاطبا مَن في قرنه: «لا تسُبُّوا أصْحابِي، فلو أنفَقَ أحدُكُم مِثل أُحُدٍ ذَهَبًا، ما بلغ مُدَّ أحَدِهِم ولا نَصيفهُ»، وقال لخالدِ بن الولِيدِ في عمّارٍ: «لا تسُبَّ من هُو خيرٌ مِنكَ»، ومن إجاباته عن الحديث أن مَعناه: خَيرُ النَّاسِ في قَرني، وهم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ومن سلك مسلكهم، فهؤلاء أفضل الأمة والمراد بالحديث، وأما من خَلَّطَ في زمانه وإن رآه وصحبه ولم تكن له سابقة ولا أثر في الدين، فقد يكون في القرون التي تأتي بعد القرن الأول من يَفْضُلُهم.
لم ينكر الجمهور أن يكون لبعض المتأخرين من الأجور ما يفوق ما للعامل من الصحابة، لكنهم لم يعتبروا هذا دليلا على أفضلية غير الصحابة على الصحابة؛ لأن مجرد زيادة الأجر لا يستلزم ثبوت الأفضلية المطلقة، ثم إن التفاضل في الأجر إنما يقع عند المماثلة في العمل، وما فاز به من شاهد النبي صلى الله عليه وسلم من زيادة فضيلة المشاهدة للرسول صلى الله عليه وسلم، لا يعدله فيها أحد.
يقول ابن تيمية: فإن الذي سبق إليه الصحابة من الإيمان والجهاد، ومعاداة أهل الأرض في موالاة الرسول وتصديقه، وطاعته فيما يخبر به ويوجبه؛ قبل أن تنتشر دعوته وتظهر كلمته، وتكثر أعوانه وأنصاره، وتنتشر دلائل نبوته، بل مع قلة المؤمنين وكثرة الكافرين، وإنفاق المؤمنين أموالهم في سبيل الله ابتغاء وجهه، في مثل تلك الحال؛ أمر ما بقي يحصل مثله لأحد» (مجموع الفتاوى).
وفي سياق هذا النقاش، يشير الشوكاني إلى فكرة مهمة تُظهر التوازن بين الجيلين، إذ يقول: «إنَّ لِلصَّحابةِ مَزيَّةً لا يُشارِكُهم فيها من بَعدَهُم، وهيَ صُحبَتُهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومُشاهَدَتُهُ والجِهادُ بَينَ يَدَيه وإنفاذُ أوامِرِه ونواهيه، ولِمَن بَعدَهم مَزيَّةٌ لا يُشارِكُهمُ الصَّحابةُ فيها، وهيَ إيمانُهم بالغَيبِ في زَمانٍ لا يَرونَ فيه الذَّاتَ الشَّريفةَ الَّتي جَمَعَت مِنَ المَحاسِنِ ما يَقودُ بزِمامِ كُلِّ مُشاهِدٍ إلى الإيمانِ إلَّا من حَقَّتْ عليه الشَّقاوةُ» (نيل الأوطار).
ثمة مسلك ثالث لأهل العلم في هذه المسألة، يرى أصحابه أن أعمال الصَّحابةِ -خاصة السابقين منهم- فاضِلةٌ مُطلَقًا (من غَيرِ تَقييدٍ بزمان معين أو عمل معين)، كما يَدُلُّ عليه حديث: «لو أنفَقَ أحَدُكم مِثلَ أُحُدٍ»، وأمَّا أعمالُ مَن بَعدَ الصَّحابةِ فلَم يَرِدْ ما يَدُلُّ عَلى كونِها أفضَلَ عَلى الإطلاقِ، إنَّما ورَدَ ذلك مُقَيَّدًا بزمان مخصوص كأيام الفِتنةِ وغُربةِ الدِّينِ كما يرى الشوكاني أو بعمل مخصوص وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما يرى العز بن عبد السلام، فأعمالُ الصَّحابةِ فاضِلةٌ، وأعمالُ مَن بَعدَهُم مَفضولةٌ، إلَّا في مِثلِ تِلكَ الحالات.
الأثر المترتب على الخلاف.. سؤال يستحق التوقف
يبدو لي مذهب الجمهور أكثر رجحانا من قول ابن عبد البر، وهو -في الوقت ذاته- لا يتعارض مع ما ذهب إليه العز بن عبد السلام والشوكاني؛ إذ إن الفضل الجزئي لا يستلزم الفضل الكلي، بمعنى أن زيادة الأجر أو تحقق الفضائل في مواقف معينة لا يعني بالضرورة أولوية التفضيل الكلي على الواحد من الصحابة.
لكن بعيداً عن مسلك الترجيح المعهود عند العلماء في المسائل الخلافية، ثمة تساؤل في هذا السياق مفاده: تبرز قيمة أي خلاف من قيمة الفائدة أو الأثر الذي يترتب عليه، وحينئذ: ما الفائدة المترتبة على هذا الخلاف، وهل ينبني عليه عمل (والأصل أن يشتغل المسلم بالسؤال عما ينبني عليه عمل)؟ قد يقال: تبرز الفائدة في معرفة قدر هؤلاء الرجال وتعظيمهم وإنزالهم منازلهم التي تليق بأهل الفضل، ولكن، هل نحن بحاجة أصلًا إلى هذه المقارنة لإثبات فضل رجالنا وأبطالنا؟ بالنسبة لي، لست أرى أننا بحاجة إلى هذا؛ لأن رجالنا صدَّقوا الدين وعزروه ونصروه وافتدوه بأموالهم وأنفسهم، حين رضي الناس بالزرع وتبعوا أذناب البقر وتركوا الجهاد في سبيل الله، لقد امتحنوا في سبيل الحق امتحانا عظيما فما ردَّهم ذلك عن دينهم، لقد بلغوا الرسالة، وأدوا الأمانة، ونصحوا للأمة، وأعدوا ما استطاعوا كما أمرهم الله، وجاهدوا في الله حق جهاده، وصبروا وصابروا ورابطوا، فاستحقوا أن يكونوا النموذج والقدوة للأمة بل المحرك والموجِّه لجهودها وطاقاتها في سبيل تحرير فلسطين، بدلًا من تركها تتبخر سدى أو تسير بشكل عشوائي على غير هدى، ولعل هذا مما يستدرك في المراحل القادمة من الصراع مع المحتل.
من أجل هذا؛ فكل ما جاء في فضل القائمين بأمر الله في آخر الزمان فإنهم يدخلون فيه دخولا أوليا، فهم من الغرباء القابضين على الجمر، ومن الطائفة المنصورة، ومن عباد الله أولي البأس الشديد الذي سيسيؤون وجه العدو ويتبرون علوه تتبيراً، وكونهم كذلك يجعلنا في غنى عن مناقشة كون بعضهم أفضل من بعض الصحابة، وبهذا يوضع كل نموذج في موضعه المستحق من غير إسراف في التعظيم ولا غبن للحقائق.
إننا نعيش في زمن، شاعت فيه الردة عن الأديان (الإلحاد) والردة عن الفطرة (انتكاس الفطرة)، ولو كان ثمة نبي يُبعَث بعد نبينا صلى الله عليه وسلم لبعثه الله في هذا العصر، كما يقول الشيخ الطريفي، الذي أعتقده أن رجالنا لن يكونوا من أصحابه فحسب، بل من حوارييه والسابقين للإيمان به ونصرته.