الفصل الرابع
قال الراوي:
بدا لعلي أن صاحبه معروف يواجه الغربة باستهتار عظيم، وأنه دخل في حالة زهد عن العمل والمال وعدم مبالاة بالعواقب.. هل تصوّر أن عثوره على صديق الطفولة سيوفر له أسباب الحياة، ويحميه من الناس، أو إن ما صنعته به العرّة أخرجه عن طبيعته المألوفة في الكلام والسلوك وعدم الحرص على الدرهم؟
استدان معروف من كبار التجار آلاف الدنانير، ووزعها على الفقراء والمساكين بغير حساب، كان يكبش الكبشة ويضعها في أيدي السائلين، ويظل يفعل هذا حتى ينفد ما في جيبه فيميل على واحد من كبار التجار ويقترض المزيد..
انتحى به على جانبا وهما في السوق، وقال له بغضب حانق:
– ستخرب بيتي، لأن التجار لا يعرفون غيري، وسيطلبون ديونهم مني؟
رد بهدوء غريب:
– لا عليك. يحلّها الحلال.
زادت وتيرة الغضب:
– تحدثت عن قافلة، وعن بضائع ستلحق بك، وأنا وأنت نعلم أن لا قافلة ولا بضائع!
تبسم معروف، وذكره بالمثل الذي ذكره له من قبل:
“الدنيا فشْر وحيلة، والبلاد التي لا يعرفك فيها أحدٌ مهما شئت فافعل فيها!”.
اشتاط علي غضبًا، وقال له:
– ذكرت لك المثل كي لا تتكلم عن وضعك الحقيقي المزري، لا لكي تأخذ أموالا وتبعثرها على الفقراء دون أن تستطيع ردها لأصحابها. حسبتك تقترض لتتاجر، وتعيد ما اقترضته وتعيش حياة أفضل من حياتك مع العرّة والزرابين؟
ضحك معروف، وابتعد مع صاحبه عن الناس، وراح يذكّره بأن شهد له أنه من أكبر التجار في المحروسة السعيدة، وورث أموالا كثيرة عن أبيه وأجداده، وأن له شركاء في الهند والسند واليمن..
توقف علي وهما يمضيان معا بعيدًا عن السوق، وقال له:
– لقد أردت أن أرفع مقامك، وأهيّئ لك الجو المناسب كي تتاجر وتربح، لا أن تبعثر أموال الناس بلا حساب، ودون أمل في ردها لصاحبها.
– لا تغضب يا صاحبي. سأكون عند حسن ظنك إن شاء الله.
ومضيا إلى البيت!
بعد عشرين يوما أخذ التجار يتململون، وراحوا يسألون عليا عن صاحبه، وعن أموالهم التي تقاضاها ولم يردها، وعن البضائع التي وعد باستقدامها ولم تصل. قال لهم علي:
– اصبروا فإن قوافله وبضائعه لا بد أن تأتي عن قريبٍ.
وراح يردد في نفسه بعضا من كلام سمعه في صغره من شاعر الربابة:
“صاحب ابن الأصول اللي اتربّى على العز
وابعد عن الجربان اللي اتربّى على الجوع
حتى ولو صار من أصحاب العز.. “
يئس علىّ من معروف، وتوعده في سرّه: ” لا بد من ردع قليل الأدب هذا، ويجب أن أؤدبه على كذبه وعدم حيائه. لقد مدحتُه من قبل ويصعب أن أذمَّه الآن، سيقولون عني لو ذممْته إنني كذاب. سأصبح ضمن قولهم: من شكر وذم كذب مرتين”..
ومع ذلك حار عليّ في أمر معروف حين جاءه التجار، وأخبروه أنه استدان منهم ستين ألف دينار وهو مبلغ ضخم، ويريدون سداده على الفور، فردّ عليهم:
– إني أستحي منه، ولي عنده ألف دينارٍ ولا أستطيع أن أطلبها منه.
وهداه تفكيره إلى أن الهجوم عليهم خير من الدفاع فالتقط من إجابته خيطا ليخاطبهم قائلًا:
– هل تشاورتم معي قبل إقراضه؟
وأضاف في لغة من ينفض يده من الأمر تمامًا:
– طالبوه بأنفسكم، وإن لم يستجب، يمكنكم رفع شكوى، إلى ملك المدينة ليخلصكم منه وأخبروه: أنه نصاب نصب عليكم.
لم يحصل التجار من معروف على شيء. فقد أخبرهم أنه ينتظر القافلة وسيضاعف لهم حقوقهم بعد وصولها. فتشاوروا واتفقوا على التوجه إلى الملك. ذهبوا وأخبروه بما وقع، وقالوا بلسان الشاه بندر:
– يا ملك الزمان أننا تحيّرنا مع هذا التاجر. كرمه زائدٌ وقد وزّع ما أخذه منا على الفقراء.. يكبش الكبشة ويضعها في يد الفقير أو حجره، فلو كان بخيلا أو مقلاّ ما كانت تسمح نفسه أن يكبش الذهب ويعطيه للفقراء هكذا، ولو كان من أصحاب النعم لظهر لنا صدقه بمجيء حملته التي ادّعى أنها في الطريق وأنه سبقها. وكلما ذكرنا له صنفا من أصناف القماش يقول: عندي منه كثير وقد مضت مدةً ولم يبن عن حملته خبرٌ، وصار لنا عنده ستون ألف دينارٍ وكل ذلك فرقه على الفقراء وصاروا يشكرونه ويمدحون كرمه.
لما سمع الملك بكرم معروف وسخائه تحركت في أعماقه شهوة الطمع التي عرف بها، لدرجة أن الناس وصفوه بأنه أطمع من أشعب، مع أنه طيب وعادل، فقال لوزيره:
– يبدو أن هذا التاجر عنده أموالٌ كثيرةٌ. إنه يتصرف تصرف من يملك مالا بغير حدود. ولا بد أن حملته ستأتي ويجتمع هؤلاء التجار عنده ويرد إليهم أموالهم، بل يغدق عليهم أموالاً كثيرةً ولا بد أن يصيبنا شيء من هذا المال!
بدا الوزير مقطبا، وغير مقتنع بكلام الملك، فقال له:
– وماذا تريد أن تفعل معه يا صاحب الجلالة؟
قال الملك ووجهه يمتلئ بالفرح والسرور:
– أريد أن أتعرف عليه وأتودّد إليه حتى تأتي حملته لنظفر ببعض ماله، ثم أزوّجه ابنتي وأضم ماله إلى مالي.
فقال الوزير ومازال العبوس يملأ فضاء وجهه:
– يا ملك الزمان ما أظنه إلا نصاباً، والنصاب خرب بيت الطماع!
استغرب الملك كلام الوزير، فقال له بلغة الواثق المطمئن:
– أنا أعرف هل هو نصابٌ أو صادقٌ.
– كيف يا صاحب الجلالة؟
– أمتحنُه يا وزير!
قال الوزير:
– عفوا يا مولاي! كيف ذلك؟
– ادعه، وأكرمه، وأعطيه “الجوهرة”، فإن عرفها أو عرف ثمنها يكون صاحب خيرٍ ونعمٍ. وإن لم يعرفها فهو نصّاب محدث فأعاقبه بما يستحق.
كان الملك يجلس في حديقة قصره الخضراء الغناء التي تضوع منها روائح الياسمين والزهور والورود، وكانت السماء صافية، ونجوم الليل تزيّنها وتلمع على صفحتها، والقمر يبدو بأحد أركانها في تمامه حيث أخذ يظهر بعد مرور الهزيع الأول من الليل، والنسمات الصيفية الرقيقة تملأ المكان بعد يوم حارّ، فأرسل إلى معروف، ولما حضر سلم عليه، ورد الملك السلام، وأجلسه بالقرب منه، وقال له:
– هل أنت التاجر معروف؟
انحنى وردّ عليه بالإيجاب:
سأله الملك في استفهام مبطن بالتهديد:
– إن التجار يزعمون أن لهم عندك ستين ألف دينارٍ فهل ما يقولونه حق؟
ردّ من فوره:
– بلى.
فقال له الملك:
– لمَ لمْ ترد عليهم أموالهم؟
أجاب معروف بهدوء وثقة:
– عليهم أن يصبروا قليلا حتى تجيء حملتي وأعطيهم المثل مثلين، وأن أرادوا ذهباً أعطيهم، وأن أرادوا فضةً أعطيهم، وأن أرادوا بضاعةً أعطيهم، والذي له ألفٌ أعطيه ألفين، في نظير ما أستر به وجهي مع الفقراء، عندي يا مولاي من المال والبضائع شيءٌ كثيرٌ.
حانت لحظة الامتحان، فصفق الملك بيديه، فجاء بعض العبيد في ثيابهم المميزة، وهم يحملون طبقا بلّوريا مفروشا بقطعة من القطيفة، وعليه كرة صغيرة، فأشار إلى العبد بيده نحو معروف، وقال:
– يا تاجر خذ هذه وانظر ما جنسها وما قيمتها.
رأى معروف جوهرةً قدر البندقة، فأخذها بيده وضغط عليها بالإبهام والسبابة فانكسرت. كانت الجوهرة رقيقةٌ فلم تحتمل ضغط الإصبعين في يد معروف. كان الملك قد اشتراها بألف دينارٍ ولم يكن عنده غيرها، وكان يعتز بها جدا. فلما رآها قد انكسرت بين إصبعي معروف، سأله الملك:
– لماذا كسرت الجوهرة؟
فضحك وقال:
– يا ملك الزمان؛ هذه ليست جوهرةٌ. إنها قطعة معدن تساوي ألف دينار. كيف تسميها جوهرة؟ واستطرد قائلا: إن الجوهرة يكون ثمنها سبعين ألف دينارٍ! الجوهرة ما لم تكن قدر الجوزة لا قيمة لها عندي ولا أعتني بها.
ثم رفع عينيه ووضعهما في عيني الملك قائلا له:
– كيف تكون ملكاً وتسمي هذه جوهرةٌ، وهي قطعة معدنٍ قيمتها ألف دينارٍ؟ ولكن أنتم معذورون لكونكم فقراء وليس عندكم جواهر ذات قيمة!
سأله الملك:
– هل عندك جواهر يا تاجر مما تخبرني به؟
– كثيرٌ!
غلب الطمع على الملك، وتحركت في داخله شهوة الجمع والاستحواذ، فقال له:
– هل تعطيني جواهر حقيقية؟
– عندما تجيء الحملة أعطيك كثيراً منها، كل ما تطلبه عندي منه كثيرٌ وتأخذه من غير مقابل.
شعر الملك بالنشوة، وخاطب التجار بعد اللقاء، وقال لهم:
– اذهبوا إلى حال سبيلكم، واصبروا على الرجل حتى تجيء الحملة، ثم تعالوا خذوا مالكم مني.
انتحى الملك جانبا بوزيره، وهمس في أذنه أن يتلطف مع معروف، ويقربه إليه، ويقنعه بالزواج من ابنته. ليغنم شيئا من الخيرات التي يملكها.
بدا الوزير غير مستريح لكلام مليكه، وظهر ذلك بوضوح على ملامحه، فقال:
– يا ملك الزمان إن حال هذا الرجل لم تعجبني، وأظن كما قلت لجلالتكم من قبل إنه نصابٌ وكذابٌ. وسوف يضيّع ابنتك!
شعر الملك بالغضب على وزيره، وفهم أنه لا يريد لابنته أن تتزوج من أحد غيره، وكانت قد رفضته من قبل، فقال للوزير:
– إنك لا تريد الخير لي. لقد خطبت ابنتي من قبل، ولكنها لم ترض بك زوجا، وتحاول الآن أن تمنع زواجها، لتبقى بائرة دون زواج. اترك هذا الأمر ولا شأن لك به.
– مولاي.. مو…
قاطعه الملك:
– كيف يكون نصاباً أو كذاباً مع أنه عرف ثمن الجوهرة الحقيقي؟ لقد كسرها لأنها لم تعجبه. إن هذا التاجر لديه جواهر كثيرةً ومتى تزوج ابنتي ورأى جمالها، فإنها تسلب عقله ويحبها ويعطيها ذهبا وجواهر.
ووجه إليه الكلام وهو حانق عليه:
– إنك تريد أن تحرم ابنتي وتحرمني من الخيرات والنعم.
سكت الوزير وخاف غضبة الملك، وتراجع عن موقفه، ثم استأذنه لينفرد بمعروف، فأفهمه أن جلالته يحبه، ويريد صداقته، ويودّ أن يتوج هذه الصداقة بالزواج من ابنته ذات الحسن والجمال.
انصرف معروف من قصر الملك تتنازعه مشاعر مختلطة لا يدري أيفرح أم يحزن؟ كيف يرد على الوزير في أمر الزواج من ابنة الملك وهو لا يملك شيئا؟ كيف لو اكتشفوا كذبه ومزاعمه؟ تذكر فتحية العرّة وما فعلته به. لقد سوّدت حياته، فما كانت امرأة مخلصة بحق لزوجها. كانت تحب نفسها أولا وآخرا. لم تمنحه لحظة صفاء أو تعاطف. لم تقل له كلمة حلوة في يوم من الأيام التي جمعتهما. لقد عاملته بوصفه عدوا مهزوما استسلم لها، ففرضت عليه شروط المنتصر، بينما حياؤه يفرض عليه ألا يبدو أمام الناس رجلا خشنا عنيفا يعاملها بالقسوة المستحقة. إنه يراعي الأخلاق ومشاعر الناس، فلا يسب ولا يلعن ولا يضرب. كان يلتمس لها العذر بالفقر الذي يعيشه، ولكن كم من أناس فقراء عاشوا معًا بالحسنى، تعاونوا على مصاعب الحياة ومتاعبها؟ إنها لا تعرف معنى الحسنى ولا التعاون، ولا مراعاة المشاعر. تريد أن تأكل قبله، وتتناول ما تحبه هي لا ما يحبه هو، لم تفكر يوما أن تقول له ماذا تحب يا زوجي العزيز، ولا فكرت أن تسأله: ماذا تتمنى من الطعام أو الشراب؟ إنها تتحدث عن نفسها وحدها. وتستخدم معه لغة الأمر والنهي بصوتها العالي الصارخ الذي يسمعه الناس في أقصى الشارع الكبير. لم تفكر يوما أن تكنس الغرفة، وتنفض الحصير، وترقع الفراش المتهرئ، أو تهيئ له نومة مريحة.
كان معروف يرى النساء اللاتي يساعدن أزواجهن، ويتفاهمن معهم، ويتقاسمن الحلو والمرّ، ولكن العرّة كانت أحرص الناس على أن تفرض على زوجها السمع والطاعة، وتستخدم لسانها الزفر في إعلاء إرادتها. تحولت إلى “دكر” لا تعمل وتنسف كل قرش يأتي به فيما يشبع بطنها ورغبتها، لا تفكر في الاقتصاد أو التدبير، لا تنظر إلى الغد، ولا تفكر في المستقبل. لا تتعب ولا تمل من الجلوس أمام الباب والثرثرة مع شبيهاتها من النساء اللاتي تراهن أو يقتربن منها وهي جالسة تحدق في الناس، وترمي بعضهم بكلامها. إنه يحمد الله على أنه لم ينجب منها، ولم يرتبط معها بولد وإلا كانت الكارثة بغير حدود، كانت تستخدم الولد سلاحا يقصم ظهره، ويفتت كبده، وآه من كيد النساء الفاشلات الخائبات!
معروف لم يكن طامعا في الدنيا، كان زاهدا لا يريد غير لقمة ثم الستر.. كان يردد ما يقوله شعراء الربابة وكتاب الزجل مما سمعه في صباه على المقاهي عن الرضا بالقسمة والنصيب، الرضا لا تعرفه العرّة أبدا. إنها متوحشة بلسانها وسلوكها إذا لم تجد ما تريده. معروف كان يقف أمام دكان الحاج أحمد العطار ويسمع ما يردده العجائز وكبار السن عن الرضا والصبر والعمل، وما زال يحفظ كلاما رقيقا، قاله أحدهم ويتطابق مع مشاعر ه في الزهد والقناعة:
“قال ايه مراد ابن آدم؟ قلت له: طقه
قال: إيه يكفي منامه؟ قلت له: شقّه
قال: إيه يعجّل بموته؟ قلت له: زقه
قال: حـد فيها مخلّد؟ قلت له: لأه
قال لي: ما دام ابن آدم بالصفات دي
نويت أحفظ صفات ابن آدم كل ما اترقى”.
لا يعرف معروف كيف يرد على الوزير حين يطلب إجابته على عرض الملك. إنه على البلاط كما يقولون، لا يملك شيئا، ولا يعلم ماذا سيحدث إذا انكشفت الحقيقة. في الغد قد لا يجد قوت يومه ولا يجد مأوى إذا تخلى عنه صاحبه عليّ، ولكن الوزير عاجله في أحد مقاهي السوق وهو جالس يفكر:
– ماذا قلت يا معروف؟
فكر قليلا، ثم أجاب الوزير:
إنه لشرف عظيم يا معالي الوزير أن يصاهر مثلي جلالة الملك. ولكنّي أود أن يصبر قليلا حتى تجيء القافلة.
– لماذا؟
قال معروف، وكأنه يكمل التمثيلية التي أداها على مسرح مدينة كرمستان:
– إن مهر بنات الملوك كبيرٌ، ومقامهن عظيمٌ، ويجب أن يكون المهر مناسبا لقدرهن، وأنا لا أملك شيئا الآن. وأنتظر القافلة لأقوم بما يليق بجلالة الملك وابنته.
– ماذا تعني بهذا الكلام؟
– إنني رجل غنيّ، والخير عندي كثير ولا بد أن ادفع صداقا قدره خمسة آلاف كيسٍ، وأحتاج إلى ألف كيسٍ أوزعها على الفقراء والمساكين ليلة الدخلة، وألف كيسٍ أخرى أعطيها لمن يمشون في الزفة، وألف كيسٍ ثالثة من أجل إطعام الجنود والضيوف، كما أحتاج إلى مائة جوهرة أهديها للعروس صبيحة الزفاف، ومائة جوهرة أخرى أمنحها للجواري والخدم تعظيماً لمقام العروس.
لاحظ معروف أن الوزير يبدو قلقا مضطربا، ويتململ في وقفته، ويستعجله في إنهاء الكلام، وكأنه لا يريد أن يستمع إليه، أو يتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه ليختفي من أمامه، فأضاف معروف في هدوء وثقة دون مبالاة به:
– إني يا معالي الوزير أحتاج أيضا إلى أن أكسو ألف عريانٍ من الفقراء، ولا بد من توزيع صدقاتٍ كثيرة، وهذا الأمر وغيره من أمور العرس لا يمكن أن يتم إلا إذا جاءت القافلة فهي تحمل خيرا كثيرا.
لم ينبس الوزير بكلمة، وانصرف من فوره.
يتبع…