رام ايتوارينا
كان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أغلو ضيف الشرف في القمة الاستثنائية للاتحاد الأوروبي يوم الأحد المنقضي في بروكسيل.
وقد دعا الاتحاد الأوروبي رؤساء الدول والحكومات للانعقاد في بروكسيل يوم الأحد، رغم رفع حالة الـتأهب في العاصمة البلجيكية إلى المستوى الثالث، بسبب تحذيرات من هجمات إرهابية محتملة، وناقشت القمة مع رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أغلو، المجهودات المشتركة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا فيما يتعلق بمسألة اللاجئين، وهو ما يعكس مراهنة أوروبا على دور أنقرة في اتخاذ إجراءات من شأنها وقف تدفق اللاجئين عبر الأراضي التركية.
وفي مقابل تعاون تركيا في حل مسألة اللاجئين، ستتمكن أنقرة من الحصول على مساهمات مالية تقدر بثلاثة مليارات يورو لتحسين ظروف اللاجئين في المخيمات الموجودة على الأراضي التركية، وقد تطرقت القمة أيضاً لإمكانية إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة الدخول للدول الأوروبية، وملف انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، فقد استقبلت دول الاتحاد الأوروبي منذ بداية السنة أكثر من 700 ألف لاجئ من العراقيين والسوريين، القادمين أساساً عبر الأراضي التركية؛ ما ساهم في خلق أزمة في إدارة مشكلة اللاجئين لدى الدول الثماني والعشرين للاتحاد الأوروبي.
وقد جاءت القمة الأخيرة بدعوة من أنقرة التي يبدو أنها صارت “في موقع قوة”، كما صرح بذلك مدير المكتب التركي في صندوق مارشال الألماني، أوزغور أونلوهيتشا، وقد قال أوزغور: إن أوروبا تبقى غير قادرة على إيجاد حل لمسألة اللاجئين دون مساعدة تركيا، ولذلك من المنتظر أن تستغل تركيا موقفها القوي في قمة بروكسل لتطرح مسألة إلغاء التأشيرة على الأتراك، ولتدفع بمسألة انضمامها للاتحاد أشواط أخرى إلى الأمام، وبحسب مدير المكتب التركي المختص في الشؤون السياسية، فإنه من الخطأ الاعتقاد بأن تركيا ليست مهتمة سوى بالمساعدات المالية الأوروبية، فتركيا تسعى لتقاسم الأعباء مع الاتحاد الأوروبي بعد استقبالها لأكثر من مليوني لاجئ.
وسبق وأن صرح يوم الجمعة الوزير التركي للشؤون الأوروبية، فولكان بوزكار، في صحيفة “هوريات تايمز” التركية، أن بلاده على استعداد لمناقشة كل المسائل مع الاتحاد الأوروبي، باستثناء مسألة “المنافسة” و”المواد الأساسية”، حيث اعتبر الوزير التركي أن دول الاتحاد سباقة في هذا المجال، كما أعرب فولكان عن استعداد بلاده لمناقشة كل الحلول فيما يتعلق بالصراع حول جزيرة قبرص، ودعا في الوقت نفسه دول الاتحاد الأوروبي إلى بناء علاقات ثنائية أكثر جدية مع تركيا، باعتبارها صارت تمثل شريكاً مهماً لحل المشكلات الكثيرة للاقتصاد الأوروبي.
وفشلت دول الاتحاد الأوروبي حتى قبل يومين من القمة في تحديد ماهية العرض الأوروبي لتركيا، حيث تواصلت المفاوضات بين الممثلين الأوروبيين حتى وقت متأخر من يوم الجمعة المنقضي، ومثلت المساعدة المالية، المتكونة من 3 مليارات يورو، التي وعدت الدول الأوروبية بتقديمها لتركيا، أهم نقاط الخلاف، ورغم تعهد فرنسا، والمملكة المتحدة، وإيطاليا وألمانيا بالتكفل بالقسط الأكبر من هذه المساعدة المالية، بقيت بعض الدول الأخرى مترددة ودعت ميزانية الاتحاد للتكفل بالإشكالات المادية، وفيما يتعلق بمسألة انضمام تركيا للاتحاد أكد عدد من الدول الأوروبية أن الأمر يجب أن يرتبط بشروط موضوعية أكثر من ارتباطه بمسألة اللاجئين.
ومما لا يدعو للدهشة أن بعض الدول الأوروبية مثل قبرص واليونان عبرت عن ترددها فيما يتعلق بفتح الحدود الأوروبية أمام تركيا، وذلك بسبب قضية جزيرة قبرص، بينما رفضت دول أخرى مثل المجر مسألة انضمام تركيا للعائلة الأوروبية الموسعة، حيث صرح رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان بأنه لا يمكن الجلوس لمفاوضة تركيا وكأنها فرصتنا الأخيرة.
ولا تزال بعض الأطراف تتمسك بموقفها الرافض لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، تحت ذريعة اتهام أنقرة بانتهاك حقوق الإنسان وحرية التعبير، خاصة بعد أن اعتقلت السلطات التركية يوم الجمعة المنقضي صحفيين متهمين بنشر معلومات كاذبة، وفي تعليق على هذه الاعتقالات، صرح المتحدث باسم اللجنة الأوروبية بأنه إذا أرادت تركيا الانضمام للاتحاد الأوروبي، فإنه يتوجب عليها احترام الحقوق والأساسية، ولكن الاعتقالات الأخيرة لا يمكن أن تدعم هذا التوجه.
المصدر:
http://www.letemps.ch/monde/2015/11/27/europe-deroule-tapis-rouge-turquie