قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، د. عبدالله الشايجي: إنه في موقف موحد ومتضامن مع المملكة السعودية، وأعلنت مملكة البحرين، التي عانت من التدخل الإيراني واستدعت سفيرها قبل شهرين، قطع علاقتها الدبلوماسية مع إيران، مشيراً إلى أن كرة النار “الخليجية – العربية” تكبر وتتدحرج، حيث قررت الإمارات أيضاً خفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران لمستوى قائم بالأعمال، وتخفيض عدد دبلوماسيي إيران.
وتساءل في تغريدات له على حسابه بموقع “تويتر”: “كم موقف خليجي تجاه إيران؟”، لافتاً إلى أن “التوجه الغالب بقيادة السعودية هو احتواء وردع إيران بالصدمة، ولكن تفتقد تلك الإستراتيجية لإجماع خليجي”.
وأضاف الشايجي: “لطالما راهنت، وكانت محقة، إيران بأن دول مجلس التعاون الخليجي لن تتمكن من تشكيل جبهة موحدة تتصدى وتردع إيران”، متابعاً: “المطلوب تغيير تلك المعادلة، ليس بالضرورة أن تسحب بقية الدول الخليجية سفراءها.. ولكن المطلوب الالتفاف حول موقف السعودية ورفض التدخل”.
وأشار إلى أن المشروع الإيراني ليس موجهاً للسعودية بقدر أنه موجه ضد مصالح وأمن واستقرار منطقة الخليج العربي، والعرب بشكل عام، قائلاً: “على الدول الخليجية إرسال رسالة مدوية، ولا مانع من عقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري الخليجي لوزراء الخارجية ووزراء الخارجية العرب، لتشكيل جبهة عربية متراصة وموحدة بمن يحضر من العرب، ومن يغيب منهم بات معروفاً.. لتكون الرسالة قوية ومدوية، أنه كفى وكفى.. لم يعد مقبولاً من إيران زعزعة أمننا واستقرارنا، ونبقى بلا حول ولا قوة وندير الخد الآخر.. انتهى زمن الاستكانة والمهادنة.. نحن أمام شرق أوسط جديد لا وزن لمن لا يأخذ موقفاً واضحاً”.
ولفت الشايجي إلى أن هذا الموقف العربي بقيادة السعودية وشركائها الخليجيين، يشكل نواة لمشروع عربي جامع يعطي العرب وزناً وثقلاً افتقدناه لعقود، ويرسل رسالة ليس لإيران وحلفائها من دول وتنظيمات تدور في فلكها، وأصبحت وكلاء لها ووقوداً لمشروعها التوسعي الذي يتلقى ضربات متتالية.
وأكد الشايجي أن هذا الموقف العربي الصلب يرسل رسالة قوية ومدوية لأمريكا وأوروبا، الذين يسعون لتعويم إيران بعد الاتفاق النووي – ويكتفون بمطالبة السعودية وإيران بخفض التوتر والتهدئة – ويساوون بين الضحية والمعتدي، وكل خشيتهم من صراع مذهبي.