الحمد لله الغني ذي الرحمة، ألهمنا السداد والحكمة، ووجهنا للخير ونفع الغير؛ «فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره»، ونصلي ونسلم على رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، دعا إلى ربه بالحكمة والرحمة، وأكمل البناء ووضع اللبنة.
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّ مَثَلي ومَثَلَ الأنبياءِ من قبلي، كمَثَلِ رجلٍ بنى بيتاً، فأحسَنه وأجمَله إلَّا موضِعَ لبِنةٍ من زاويةٍ، فجعَل النَّاسُ يطوفونَ به، ويعجَبونَ له ويقولون: هلَّا وُضِعَت هذه اللَّبِنةُ؟ قال: فأنا اللَّبِنةُ، وأنا خاتمُ النَّبيِّينَ» (صحيح البخاري).
والعمل المؤسسي عمل تظهر فيه الشفافية والمصداقية والجد والنظام والتواصل الفعال مع مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني؛ بما يخدم الوطن والأمة والفرد والمجتمع، إذا اجتمعت له عوامل النهضة والنجاح، والتي منها:
– وضوح الرؤية والرسالة والأهداف والإستراتيجيات من معايير ومؤشرات النجاح وغيرها.
– مساحة كافية ومعتبرة وقانونية من الحرية التي ترسم معالم الإبداع والابتكار في كل مؤسسة.
– تفريغ العنصر البشري وتشجيعه أدبياً ومادياً.
– التواصل الإعلامي مع المجتمع لتسويق الأنشطة والبرامج.
– الجودة والتميز المعتمد في أعمال المؤسسة وفق أرقى معايير الجودة والتميز.
– الشراكة المجتمعية الواضحة والمحددة في برامج وأعمال مع مؤسسات تتناغم مع أهداف المؤسسة وبرامجها.
– التقييم المرحلي والتقويم التصحيحي.
إذا كانت المؤسسة تربوية توجيهية إرشادية متميزة فستستفيد منها مؤسسات الدولة كوزارة التربية والإعلام ورعاية الشباب وغيرها.
وإذا كانت المؤسسة مالية زكوية مثلاً ستستفيد منها وزارة الشؤون ورعاية المسنين.
والأمثلة على ذلك كثيرة؛ مما يثبت ويدلل على أن العمل المؤسسي المدني رديف وعضيد للعمل الحكومي بما يخدم الدولة والوطن إذا كانت انطلاقته – العمل المؤسسي – سليمة وفق المعايير المؤسسية المتعارف عليها عالمياً.
إن قناعة من يدير المؤسسة بأنه يخدم الوطن والأمة والناس والمجتمع يجعله متحلياً بالصدق والأمانة والشفافية والتعاون مع المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني بما فيه المصلحة العامة ومصلحة الوطن على وجه الخصوص، وهذه القناعة – العمل المؤسسي وطني دعوي – يجب أن يفهمها كل العاملين في المؤسسة الدعوية، وهل دعوة الإسلام إلا دعوة للخير؟ (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) (آل عمران:104)، (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {77}) (الحج).
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الدالَ على الخيرِ كفاعلِه».
ومَنْ أولى بالخير من الوطن؟!
اللهم وفقنا لتقديم الخير ونفع الغير، والحمد لله رب العالمين.