استمر ظهور حالات إنجاب أطفال بتشوه خَلقي يتسم بصغر حجم الرأس في البرازيل، حيث قال الباحثون أمس الأربعاء: إنهم توصلوا لأدلة جديدة تربط بين زيادة هذه الظاهرة بفيروس زيكا الذي ينتشر في الأمريكتين.
وقالت وزارة الصحة البرازيلية: إن عدد حالات الاشتباه بصغر حجم الرأس – وهي عبارة عن اضطراب عصبي يتسم بصغر حجم الجمجمة والمخ للمواليد – زاد إلى 3893 حالة في 16 يناير الجاري من 3530 حالة قبل ذلك بعشرة أيام.
وقال مسؤولو الوزارة: إن عدد حالات وفيات المواليد المشوّهين المسجلة ارتفع إلى 49 طفلاً.
كان ارتفاع عدد هذه الحالات منذ اكتشاف فيروس زيكا الذي ينقله البعوض لأول مرة العام الماضي بالبرازيل قد دفع الوزارة إلى الربط بينه وبين تشوه رأس الأجنة والمواليد، فيما قال مركز للطب الحيوي بمنطقة فيوكروز بمنطقة كوريتيبا بالبرازيل: إنه رصد فيروس زيكا في مشيمة امرأة تعرّضت للإجهاض، ما يؤكد وصول الفيروس للرحم.
وكان سبق أن رصد الباحثون الفيروس في السائل الامنيوسي المحيط بالجنين لدى امرأتين.
وقال جان بيرون خبير الأوبئة الذي يجري تجارب على الفئران في مراحل الحمل المختلفة بمعهد علوم الطب الحيوي بجامعة ساو باولو: “إنه تطور مهم لكن لازلنا عاجزين علمياً عن القول بأن فيروس زيكا مسؤول عن حالات صغر حجم الجمجمة”.
ولم يكن فيروس زيكا – الذي رصد بإفريقيا في عام 1947- معروفاً في الأمريكتين حتى العام الماضي، حيث ظهر في شمال شرق البرازيل ثم واصل انتشاره بسرعة في أمريكا اللاتينية عبر البعوض من جنس (ايديس ايجبتاي) الذي ينقل أيضاً حمى الدنج والحمى الصفراء وفيروس التشيكونجونيا.
وأصدرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الأسبوع الماضي تحذيرات بعدم سفر الأمهات الحوامل إلى 14 دولة ومنطقة بمنطقتي الكاريبي وأمريكا اللاتينية التي ينتشر بها الفيروس.
وأصدرت المراكز نشرة تعليمات موجهة لأطباء النساء والتوليد بشأن تعرض النساء الحوامل لفيروس زيكا. وتتضمن الإرشادات الجديدة التي كانت رويترز أول من أعلن عنها توصيات للأطباء الذين يتابعون حالات الحوامل اللائي يسافرن إلى مناطق انتشار الفيروس.
وأكد مسؤولو الصحة يوم السبت الماضي ولادة أول طفل يعاني من حالة صغر حجم الرأس بالولايات المتحدة المرتبطة بفيروس زيكا. وولد الطفل في هاواي لأم أصيبت بالفيروس عندما كانت في البرازيل في مايو الماضي.
وقال أليخاندرو جافيريا وزير الصحة الكولومبي أمس: إن فيروس زيكا أصاب أكثر من 13500 شخص بالفعل في البلاد وقد يصيب نحو 700 ألف شخص بها. وقال للصحفيين: إن منظمة الصحة بمنطقة الأمريكتين أشارت إلى أن كولومبيا تجيء في المركز الثاني للإصابة بزيكا بعد البرازيل.
ولا يوجد لقاح لعلاج فيروس زيكا الذي يتسبب في ارتفاع درجة حرارة جسم المريض وفي الطفح الجلدي ولم تظهر على 80 في المئة من المصابين بالفيروس أي أعراض.