يواصل المعتقلون في سجن طرة شديد الحراسة (العقرب) إضرابهم عن الطعام لليوم الخامس على التوالي؛ احتجاجاً على وصفوه بجرائم قتل بطيء بحقهم، والتعنت في زيارات أسرهم والاعتداء بالضرب والسب عليهم خلال الزيارة.
ففي يوم 24 فبراير الماضي بدأ 3 معتقلين (جهاد الحداد، ومحمود البربري، وعصام سلطان) إضراباً مفتوحاً عن الطعام؛ احتجاجاً على منع أسر المعتقلين من زيارة ذويهم، وما سبقه من التعدي عليهم، والتعنت في تواصل المعتقلين مع ذويهم خلال الزيارة، ثم انضم إليهم في اليوم التالي أحمد عبدالعاطي، مدير مكتب د. مرسي، وفي يوم 27 فبراير، انضم للإضراب 9 صحفيين، (هم هشام جعفر، ومجدي حسين، وهاني صلاح الدين، وأحمد سبيع، وحسن قباني، ووليد شلبي، وأحمد صالح، ومحمد نوارج، وحسام السيد)، بالإضافة إلى عدد من المعتقلين الآخرين.
وتتلخص مطالب “إضراب العقرب” فيما يلي:
١- استقلال مصلحة السجون وعدم انحيازها لصف السلطة، وخرقها للقانون بلا خوف من مساءلة على حساب المعتقلين المعارضين.
٢- إنهاء حالة القتل البطيء بالحصار الطبي للمعتقلين ومنع العلاج والأدوية والتريض، والتي تعتبر حقوقاً يكفلها لهم القانون.
٣- إزالة الحاجز الزجاجي في الزيارة، وإطالة مدة الزيارة إلى ساعة – بموجب القانون – والسماح بإدخال لوازم الحياة الضرورية إليهم.
٤- انتهاء سياسة التجويع بمنع دخول أي أطعمة من الخارج، وإجبار المعتقلين على شراء طعام السجن غير الصحي والفاسد أحياناً.
٥- مساواة سجن العقرب بباقي السجون، وألا يكون التعامل فيه مع المعتقلين وأسرهم خارج إطار القانون.
الزيارة المستحيلة
ووفقاً لبيان صادر عن رابطة أهالي “سجناء العقرب”؛ فإن الإضراب جاء بعد أسبوعين من الإهانات والاعتداءات على الأهالي بدأت منذ 10 فبراير، حيث منعت الزيارة عن السجن منذ 24 يناير حتى 10 فبراير، وتم إغلاق نظارة باب الزنزانة في بعض العنابر بحواجز حديدية وهي الفتحة الوحيدة الغير مغلقة في الزنازين.
وأضاف البيان أنه بعد إعادة فتح الزيارات في 10 فبراير، تم السماح بـ20 زيارة حد أقصى في اليوم، ثم أصبح الحد المسموح به في حدود 30 زيارة أي 180 زيارة في الأسبوع في سجن به قرابة ألف معتقل.
من جهتها، ذكرت زوجة عصام سلطان، أحد المضربين في سجن العقرب، بعض الأسباب التي دفعت ذويهم إلى الدخول في الإضراب:
– زيارة الأسرة الأصل لأنها ممنوعة طوال العام الماضي بأكمله، وإذا فتحت فهي “الزيارة المستحيلة”، فالباب يفتح من ٦:٣٠ صباحاً إلى ٦:٣٥ صباحاً أيضاً.
– الأهالي يبيتون من الليلة السابقة نساء وأطفال ليدركوا هذه اللحظات الثمينة وغالباً لا يدركونها.
– الطابور غير آدمي، والغالبية لا يسمح لهم بالدخول، ومن تعترض قد تصفع على وجهها أو تسب بأقذع الألفاظ، والأطفال يُضربون ويُداسون، والطفطف (عربة نقل الزوار) قد ينقلب بمن حالفهم الحظ ودخلوا كما حدث منذ يومين.
– الزيارة إذا تمت فقد تصل بالكاد إلى عشر دقائق، ومن وراء حائل زجاجي وكل كلمة مسجلة في التليفون.
– السجين بالعقرب محروم (كده كده) من الأكل؛ فلماذا لا يجعلها بإرادته وكرامته؟
فهو محروم من الطعام من خارج السجن بسبب منع الزيارة ومنع الطبلية، وإذا سمح بها كل عدة أشهر يتم تخفيض كميته إلى وجبة لا تكفي طفلاً صغيراً (عدة جرامات في كيس نايلون حقير)، وطعام السجن فاسد، وكميات قليلة من الأرز يعد حباته.
والكافيتريا مغلقة أغلب الوقت، حتى المياه يحرمون من شرائها، وليس أمامهم إلا الشرب من مياه طينية مخلوطة بالمجاري.
٦- في رمضان الماضي تم منع الزيارات والطعام بصورة متواصلة؛ فالصيام ممتد أياماً وأياماً.
٧- السجين يتعرض للمصادرة والتجريد طوال الوقت من كل المستلزمات والملابس الشتوية، والبطاطين يتم مصادرتها وحرقها.. وفجأة يجدون أنفسهم ينامون على الأرض بلا غطاء مهما كان السن أو الحالة الصحية في عز البرد.. فأنت في مقبرة العقرب الداخل مفقود والخارج مولود، على حد قولها.
التصفية الجسدية
من جهة أخرى، نقل بعض المعتقلين عن حسن السوهاجي، مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، تهديده للمعتقلين لفك إضرابهم قائلاً لهم: “لدي الإذن في التعامل مع الإضراب بداية من تكدير وإهانة الأهالي، ومروراً بمنع الزيارات، ووصولاً إلى التصفية الجسدية إن لم يتم فض هذا الإضراب”.