لم يكن فوز الكتلة الإسلامية في جامعة “بيرزيت” مفاجئا للمحللين وللطلبة أنفسهم، بالرغم من احتدام المنافسة مع حركة “الشبيبة” الذراع الطلابي لحركة “فتح”، فالكتلة الإسلامية ذراع حركة “حماس” لها تاريخ في جامعة “بيرزيت” من حيث الانتصارات في السنوات السابقة.
إنجازات
مناظر الكتلة الإسلامية الطالب إبراهيم جاك يقول لـ”المجتمع”: انتصار الكتلة الإسلامية في انتخابات مجلس طلبة بيرزيت جاء بناء على عملية تراكمية من الإنجازات التي قام بها المجلس السابق برئاسة الكتلة الاسلامية فالطالب شعر بقدرة الكتلة الاسلامية على إدارة المجلس وتقديم خدمات لهم في مجال الدراسة يستفيدون منها في حياتهم الطلابية، مضيفاً أن الكتلة الإسلامية تتحسس احتياجات الطلاب وتصل اليهم ولا تنتظر حتى يأتيها الطلبة، وهذا الأمر زاد من ثقتهم المطلقة بالكتلة.
وأشار جاك إلى أن الطالب اختار خيار المقاومة، وحركة “حماس” والكتلة الإسلامية ذراع الحركة الطلابي لهم الدور الأساس في المقاومة، لذا كان الاختيار للكتلة على هذا الخيار في ظل انتفاضة القدس وثورة الدفاع عن المقدسات.
وتابع قائلاً: كما أن الطلبة في جامعة بيرزيت يعلمون من الصادق والكاذب، ومن يتبنى الأكاذيب وينشرها وبين من يملك الحقائق ويطبقها على الأرض، فكتلة الشبيبة مارست في دعايتها الانتخابية أكاذيب لم تنجح من خلالها تضليل الرأي العام لدى الطلبة.
وعن المرتكزات التي اعتمدت عليها الكتلة الإسلامية في المناظرة الانتخابية قال جاك: الكتلة الإسلامية عرضت انجازات داخلية وسياسية على صعيد برنامج حركة حماس وانجازاتها العسكرية، وما يمارس من تنسيق أمني يخذل الشعب واحباط مئات العمليات وتفتيش المدارس والطلاب والطالبات والاستماع إلى اغاني “اسرائيلية” وغيرها من الاخفاقات القاتلة للنهج الذي تتبعه حركة الشبيبة الطلابية.
انتصار أسطوري
وعن رؤيته للمجلس القادم قال جاك: نحن في البداية نسعى إلى تحقيق الوحدة الوطنية مع كل أطياف العمل الطلابي، وقد قمنا بتجربة العام الماضي ولمسنا أثرها الايجابي في هذا الموضوع، وسنطرح التمثيل النسبي كي لا يكون هناك إقصاء للآخر.
وعن التحليلات التي تنشرها حركة “الشبيبة” لنتائج الانتخابات وانها تقدمت عن العام الماضي قال جاك: الأمور تقاس بما هو حجم الضغوط التي تعرضت له الكتلة الإسلامية خلال العام وقبل فترة الانتخابات، فالاحتلال اعتقل 32 طالبا من أبناء الكتلة الإسلامية وزجهم في السجون من بينهم الرئيس السابق للمجلس سيف الاسلام دغلس والرئيس الفخري لمجلس اتحاد الطلبة الأسير بلال البرغوثي وغيرهم من فرسان الكتلة، حيث تم اعتقال الصف القيادي الأول حتى يتم التاثير على الانتخابات ونتائجها، واصفاً الانتصار بـ”الأسطوري” في ظل الظروف التي جرت بها الانتخابات، مشيراً إلى أن الملاحقات الأمنية وسياسة الترهيب والتخويف كان لها أثر ومع ذلك لم تحرف البوصلة عن نتيجة الانتصار والتقدم بمائة صوت عن العام الماضي بالرغم من التراجع بمقعد واحد.
أما المحلل السياسي خالد العمايرة قال لـ”المجتمع”: نتيجة جامعة بيرزيت أكدت أن حركة “حماس” لا يمكن أن تطمس في الضفة الغربية، حيث تسعى السلطة و”اسرائيل” معاً الى الوصول الى هذه النتيجة، مضيفاً أن حملات القمع والاستدعاءات والاعتقالات من الجانبين لم تنجح في ثني الطلبة عن انتخاب الكتلة الإسلامية والفوز في ظروف يمكن تسميتها بالقاسية لغياب الحريات العامة واستمرار الملاحقة والمطاردة، مشيراً إلى وجود 90 طالب من أبناء جامعة بيزيت في سجون الاحتلال جلهم من أبناء الكتلة الإسلامية.
وقال: إن انتصار الكتلة الإسلامية في ظل هذه الظروف كان خارج نطاق التوقعات الموضوعية، وأثبتت النتائج قدرة حركة “حماس” على التأطير الممنهج للطلاب بالرغم من انقطاع الحركة عن الحركة الطلابية في المدارس والتي كانت هي الرافد الأساس للكتلة الإسلامية في الجامعات، ولوكانت الأجواء فيها حرية وديمقراطية لكانت المقاعد الفائزة كبيرة جداً وتفوق توقع المحللين.
ولفت العمايرة إلى أن “حماس” لها شعبها الذي يؤيدها منطلقا من دوافع أيدلوجية، ولن تستطيع كل قوى القمع ان تحول بين “حماس” وشعبها.
يشار إلى أن الكتلة الإسلامية تحت اسم كتلة “الوفاء” فازت بـ25 مقعداً، وكتلة “الشهيد ياسر عرفات” بـ21 مقعداً، و”القطب الطلابي” بـ5 مقاعد، ولم تنجح كتلة “المبادرة والتحالف”، و”فلسطين للجميع” من اجتياز مرحلة الحسم.