من حقك أن تعبّر عمّا تريد، وأن تقول رأيك فيما حولك، لكن دون أن تتجاوز الثوابت الدينية، ودون أن تمسّ أعراض الناس، فيما عدى ذلك، لك أن تقول وأن تنتقد.
أدوات التواصل الاجتماعي أتاحت للناس منابر لإبداء الرأي والرأي الآخر، ووهبتهم مناخاً خصباً من الحرية والتعبير.. لكن يظل الجهل ملازماً للبعض، وإن تغيرت الأزمان والأدوات.
كثيرة هي “الهاشتاقات “التي تتفجّر بين يدينا، وتنهمر علينا من وقت لآخر.. “هاشتاقات” مسيئة تنال من الإسلام، ومن أحكامه، وتشكك في ثوابته، وتطعن في علماء المسلمين سواء منهم من قضى نحبه أو من ينتظر.. تشعر وأنت تتصفح هذه الهاشتاقات أن هدفها هدم الإسلام وإن تسترت بشعارات إسلامية.
وهناك هاشتاقات تناوئ بلادنا، وتؤلب على مجتمعنا، تلاحظ وأن تلقي عليها نظرة أنها تُدار من خارج بلادنا، ممن يحمل لنا الحقد ، ويضمر لنا الكراهية.. هذه الحسابات تستغل كل حدث لتستهدف بلادنا ودينها وقيمها.. وأحياناً تكون “الهاشتاقات” سيئة من حيث الهدف الذي ترمي إليه وكمثال على ذلك “هاشتاقات” من نوع “زواج نملة من أسد”.. “فيل يغتصب وزغة”!!
ولا ننسى “الهاشتاقات” المسيئة لأعراض الناس، خاصة تلك التي تسيء إلى الشخصيات الرياضية، فالمجال الرياضي يحوز على اهتمامات الناس، لذا تتصدر هاشتاقاته تويتر، وحتى لو كان “الهاشتاق” عادياً، لكن لا يخلو من تعصب، وشتم، والأسوأ أن يكون عنوان “الهاشتاق” بكامله مسيئاً لشخصيات رياضية، من مثل: “فلان اغتصب قاصراً”.. “فلان فعل كذا…”، أتوقع أن من يقف خلف هذه “الهاشتاقات” هم أشخاص أعماهم التعصب، وغطى على عقولهم هوى الجهل.. وإلا فكيف بإنسان يفتري على عباد الله، ويغتابهم، وينشرها بين الناس!
“الهاشتاقات” المسيئة يروم أصحابها البحث عن الشهرة عبر السخافات وقلة الأدب، وفي انتشارها إضاعة لأوقات الناس وإشغالهم بما لا يفيد، وفيه استهداف لشبابنا وأخلاقهم، وجرهم إلى بذيء القول، وفيه إلهاء المجتمع وأصحاب الرأي عن القضايا الأساسية التي يفترض هشتقتها وتسليط الضوء عليها.
لا نتوقع أن “الهاشتاقات” المسيئة ستنقطع فجأة، إنما وعي وإدراك المجتمع هو الذي سيضع حداً لها، ويقلل من وجودها، وكذا جهات الاختصاص تحركها لتطبيق عقوبات الجرائم الإلكترونية على المخطئ سيخفي هذه الإساءات.. فمن لم يتربَ في بيته، فللحكومة أن تربيه!
فإزاء هذه “الهاشتاقات” المتناثرة نحتاج أمرين.. الكف عن المشاركة فيها، فمشاركتنا فيها تؤدي إلى انتشارها، والكف عن المشاركة يميتها، وننقذ جيلاً من الشباب من الولوغ في هذا الوباء الآسن.. ونحتاج إلى قيام الجهات المسؤولة بواجبها تجاه “الفضائحيين”؛ أي من يحبون الفضائح للناس.. فغالبية “الهاشتاقات” إما لإثارة المجتمع أو لاستدراج السذج لكي يشاركوا فيها، وقد كُتبت بلغة الحقد والتشفي والكراهية!
* قفلة..
قال تعالى:
“خذِ الغفوَ وأمر بالعُرفِ وأعرض عن الجاهلين”.. قاعدة ربانية تختصر لك كل الحلول لمواجهة “السافاهات”!
ولكم تحياااااتي
=====================================
• كاتب إعلامي
للتواصل
تويتر: @alomary2008
إيميل: alomary2008@hotmail.com