أعلنت الدولة الإسلاميةمقتلالمتحدث الرسمي باسمها المدعو أبو محمد العدناني، وذلك يوم الثلاثاء الماضي، وهو ربما يشير ذلك إلى فقدان مناضل كبير لديها والذي قاد الفرق لتحقيق عمليات العنف في الغرب.
لذلك فمن المحتمل أن يكون رد فعل داعش عنيفاً حيث ستستمر في:
1- الاستخدام الفاعل لوسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى جمهور عالمي.
2- استعدادها لتوظيف أنماط العنف في مناطق شتى خارج العراق وسورية.
وستكون بمثابة الضربة الموجعة في الوقت الذي تصد فيه الفرق الهجمات الغربية المدعومة على الأرض المصحوبة بعامين من الحملات الجوية والتي حرمتها من أراضيها ومواردها.
وفي تويتة خاصة بوكالة الأعماق الإخبارية، الذراع الإعلامية للدولة الإسلامية، قالت: “قتل العدناني أثناء تفقّده للقوات العسكرية في حلب بسورية” ولم يذكر بالضبط متى وأين وكيف تم.
وبعد ساعات، أكد البنتاجون شن هجوم دقيق ضد العدناني في شمال حلب، وقال بيتر كوك المتحدث باسم البنتاجون في بيان له: “نحن لا نزال نقيم نتائج الهجوم، ولكن إزالة العدناني من ساحة المعركة سيشكّل ضربة ضارية أخرى للدولة الإسلامية”.
حتى بعد إعلان وفاة العدناني، تباهت وكاله الأعماق بصمود الفرق. وقالت في برقية وفقاً للبيان الصادر عن عنها: “ستجعل دماء الشيوخ الفرق أكثر ثباتاً على طريق الجهاد، وتعطيهم عزماً على الأخذ بالثأر والاعتداء”.
ومن المعروف أن العدناني “له علاقات مباشرة بأبي مصعب الزرقاوي، المتطرف الأردني الذي ارتبط بتنظيم القاعدة في العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003م”.
وبحسب ماكنتس، مسؤول سابق بوزارة الخارجية، والخبير في”الدولة الإسلامية”، “كان المتحدث الأكثر تواجداً وانتشاراً”.
كما صرّح مسؤولون أمريكيون وخبراء مكافحة الإرهاب أن العدناني لعب دوراً مهماً في اختيار المتطوعين من أوروبا وغيرها الذين يمكن إعدادهم وإرسالهم مرة أخرى للقيام بالهجمات. وكان أيضاً مسؤولاً أساسياً عن إلغاء دعوة المتطوعين الأجانب عندما بدأت الدولة الإسلامية فقدان أراضيها في سورية والعراق وسط وابل من الضربات الجوية الأمريكية وقوات التحالف.
وقد كان العدناني على غرار أبي بكر البغدادي، زعيم “داعش”، حيث احتجز في السجن العسكري الأميركي في العراق قرابة عقد من الزمان، ونظراً لأنه سوري الجنسية، تم اعتماده من القاعدة لمساعدة داعش لوضع موطئ قدم في سورية، بل صنفته “داعش” بأنه سليل قبيلة وعائلة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن المحتمل أن العدناني كان يتم تحضيره حتى يكون بديلاً للبغدادي إذا ما تم مقتله كزعيم لداعش، كما قال ماكنتس.
وكان للعدناني وجود صخب في دعوة المتعاطفين لتنفيذ هجمات إرهابية في جميع أنحاء العالم. وفي أحد مقالات مجله دابق، مجلة “داعش” باللغة الإنجليزية، حثّ تحديداً الذين يعملون بمفردهم لشن هجمات ضد أهداف غربية باستخدام كل الوسائل المتاحة. “إذا لم تتمكن من العثور على قنبلة أو رصاصة، قم بتحطيم رأسه بحجر أو الذبح بالسكين، أو دهسه بالسيارة أو تلقي عليه من مكان مرتفع أو خنقه أو تسميمه”.
ولم يتضح تماماً ما أثر تلك المواعظ على مؤيديه خارج العراق وسورية، أم أن لهم دوراً في الهجمات الإرهابية التي وقعت مؤخراً، مثل هجوم شاحنة في نيس بفرنسا في منتصف تموز/يوليو.
كما كان أيضاً المهندس الرئيس لجهاز الدعاية الواسعة والتي أنتجت آلاف الفيديوهات – والتي تتراوح بين تسجيلات الذبح البشعة للسياح وتصورها في الأسواق المزدحمة والتي ساهمت في ضم آلاف المتطوعين الأجانب لصفوف الدولة الإسلامية في العراق وسورية.
ونظراً لدوره المؤثّر في تعزيز رؤية الفرق، كان العدناني مستهدفاً من العمليات العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف. ويعتقد أنه تم استهدافه في غارة جوية أمريكية العام الماضي ولكنه نجا منها.