أيام معدودة تفصل الأمازيغ عن احتفالهم ببداية العام الأمازيغي 2967 وهي ثاني أقدم سنة في العالم بعد السنة العبرية، وهي السنة التي ترجع بداياتها إلى حدث عظيم وهو انتصار الأمازيغ على فراعنة مصر بقيادة الملك الأمازيغي شيشناق، وانتصاره على ملك مصر الفرعون رمسيس الثالث سنة 950 قبل الميلاد، وجرت هذه المعركة على ضفاف نهر النيل بعد محاولة فاشلة للفراعنة بالاستيلاء على الأراضي الأمازيغية الشرقية واستنجاد أمازيغ شرق “تامزغا” بالملك شيشناق.
وبهذا الانتصار العظيم اعتلى عرش الفراعنة وحكم الأسرة الثانية والعشرين واستمر حكم الأمازيغ لمصر إلى حدود الأسرة السادسة والعشرين ليعيدوا الحكم للفراعنة من جديد .
كما أن السنة الأمازيغية أو ما يسمى “بئيض يناير” يصادف بداية الموسم الفلاحي عند الأمازيغ، وأصبح الاحتفال احتفالين؛ احتفال النصر، واحتفال بداية موسم فلاحي جيد، فأصبحت كل شعوب شمال أفريقيا تحتفل بهذا الحدث العظيم سواء الأمازيغ الناطقين أو المستعربين بالقرى وبالمدن وبأسماء مختلفة منهم من يسميه “حاكوزة”، ومنهم من يسميه “ئيض يناير” ومنهم من يسميه “السنة الفلاحية”، وكلها مسميات تنطبق على السنة الأمازيغية.
فالسنة الأمازيغية تختلف عن السنوات الأخرى كالهجرية والعبرية والمسيحية كونها ليست دينية أو عقائدية، فهي سنة تتعلق بحدث تاريخي والانتصار على الفراعنة، ويحتفل الأمازيغ بهذه السنة بمجموعة من المأكولات والطقوس، وهي متنوعة وغنية بحسب المناطق ونوع الزراعة المنتشرة بمناطقهم، ولكن هناك ما يجمعهم حيث يحتفل أغلبهم بالكسكس وهو أكلة مشهورة بالجزائر بسبع أنواع من الخضروات واللحم وأكلة أخرى اسمها الحريرة ويوضع فيها بذرة التمر ومن وجدها أثناء احتسائه لها يعتبر من المحظوظين وسنته ستكون مليئة بالأفراح والسرور والرزق الوفير.
كما تتميز مأكولات رأس السنة الأمازيغية بالتمر والتين المجفف والفواكه الجافة، وتصاحب هذه المأكولات بوضع الحناء للأطفال الصغار والعرائس المقبلات على الزواج وبألبستهن التقليدية، ويعم الفرح والرقص والغناء، أما عند الرجال فتجد أن العائلات يجتمعون ويشربون الشاي ويتشاطرون الحديث حول الفلاحة وأمور القبيلة والماشية، أما عند الشباب فيجتمعون في ندوات أو في تجمعات ويتداولون تاريخ الأمة الأمازيغية بأحداثها في الماضي والحاضر والتحديات التي لا تزال تعيق السير للأمام، والمشكلات التي لا تزال تعارض ترسيم اللغة وإعادة التاريخ الحقيقي للمدارس بدل التاريخ المزيف، وهكذا تمر هذه السنة وفي كل سنة نأمل أن تأتي سنة أخرى وتجدنا في أفضل حال.