خليل أية بلال: الوضع خطير ويتطلب أخذ الاحتياطات اللازمة لحماية رواد المساجد
أطلقت خمسة مساجد في هولندا مبادرة لإغلاق أبوابها وقت الصلاة بعد مقتل ستة أشخاص في هجوم على مسجد في مقاطعة كيبيك الكندية، معتبرة أن هذا الهجوم يمكن أن يتكرر في أي لحظة وفي أي مكان أمام انتشار خطاب الكراهية والتحريض ضد المسلمين في الغرب.
وحملت المبادرة في بيان السلطات الأمنية والسياسية بهولندا المسؤولية عما يمكن أن يحدث للمساجد وزوارها في حال تواصل هذا الخطاب.
وقال الناطق الرسمي باسم المبادرة خليل أية بلال: إن الفكرة انطلقت بأربعة مساجد، ولكن عدد المنضمين إليها يتزايد بشكل ملحوظ منذ إعلانها، موضحا أن المساجد صاحبة المبادرة هي المسجد الأزرق بأمستردام، ومسجد السُّنة في لاهاي، ومسجد السلام في روتردام، ومسجد عمر الفاروق في أوتريخت، ومسجد الإمام مالك في مدينة ليدن، وفق “الجزيرة”.
وشدد بلال على أن الأمر خطير جدا ويستوجب أخذ الاحتياطات اللازمة لحماية رواد المساجد، قائلا: إنهم طلبوا نصب كاميرات مراقبة وفرض حراسة إضافية حول المساجد.
وأشار إلى أن الاتصالات لم تنقطع من المصلين وأولياء الأطفال الذين يدرسون في المساجد بعد هجوم كيبيك للسؤال عن الوضع الأمني واحتمال تكرار الحادث في هولندا، وقال إن الجهات الأمنية المختصة طمأنتهم وأبلغتهم بعدم وجود شيء مثير للقلق في هولندا.
توخي الحذر
من جهته قال الإمام ياسين الفورقاني، وهو أحد رعاة المبادرة: إنه يتعين على المصلين الحذر من مثل هذه الهجمات واتخاذ إجراءات احتياطية، وقال: إن مسؤولي المساجد على اتصال وثيق بالمنسق الوطني الهولندي للأمن ومكافحة الإرهاب.
وأشار الفورقاني إلى تنامي الخطاب اليميني التحريضي ضد المسلمين في الآونة الأخيرة، حيث عُقدت مؤخرا مائدة حوارية في قاعة “دي بالي” بالعاصمة الهولندية أمستردام وكان الحديث في غالبيته يدور حول الطرق المثلى لِإخراج المسلمين والتخلص منهم.
وحول إمكانية اتخاذ المساجد إجراءات أخرى، أوضح السيد بوزيت نائب رئيس مؤسسة مسجد الإمام مالك في ليدن أن أي إجراءات جديدة يجب أن تتخذ وفق توجهات الجهات الأمنية الهولندية والبلدية ومركز مقاومة الإرهاب في هولندا.
وقال بوزيت في تصريحات صحفية: إنه من السذاجة الحديث أن هولندا في منأى عن مثل هذه الحوادث، معتبرا أن توفير حماية كاملة للمساجد أكبر بكثير من قدرات المسؤولين عنها.
وكانت منظمات ومراكز مختصة قد حثت المسلمين على تقديم بلاغات للشرطة والنيابة عن كل حركة مريبة أو رد فعل يوحي بعنصرية أو تفرقة أو كراهية.
يشار إلى أن أحد مساجد مدينة “أنسخديه” شرق هولندا تعرض في فبراير الماضي لهجوم بقنابل المولوتوف نفذته مجموعة من الشباب المحسوبين على اليمين المتطرف، مما أدى إلى إصابة عدد من زوار المسجد.
وقضت المحكمة في أكتوبر الماضي على خمسة من الجناة بالسجن أربع سنوات بتهم إرهاب المصلين.