لم يكن الاعتداء الذي استهدف مسجدا في مدينة كيبيك الكندية أواخر يناير 2017 الأولَ على المساجد في كندا ولا في الغرب، لكنه بالتأكيد من أكثرها خطورة ودموية حيث قُتل فيه ستة أشخاص وأصيب ثمانية حين أطلِق عليهم الرصاص وهم يؤدّون صلاة العشاء في المركز الثقافي الإسلامي بالمدينة.
وقد اعتبرت هيئات إسلامية وحقوقية كثيرة الحادث مؤشرا على تصاعد خطير في تجليات ظاهرة الإسلاموفوبيا بالغرب، خاصة مع تنامي جماهيرية تيار اليمين المتطرف والأحزاب الشعبوية.
وفيما يلي استعراض لأبرز الهجمات على المساجد في الدول الغربية منذ عام 2010:
2010:
– أغسطس: اندلاع حريق في موقع لبناء مركز إسلامي بمدينة ميرفيسبورو في مقاطعة روثرفورد بولاية تينيسي جنوب شرقي الولايات المتحدة، والسلطات الأميركية تعتبره “حادثا مدبَّرا”.
– 12 أكتوبر: “مجهول” يطلق الرصاص على “مسجد أيا صوفيا” في العاصمة الهولندية أمستردام الذي يرتاده في الغالب مصلون من أصول تركية، لكنه أصاب فقط الباب الخارجي للمسجد.
2011:
– 10 نوفمبر: مجموعة فرنسية تحمل اسم “لي زيشابي بيل” (الجميلات الفارات) تحرق جزئيا أحد المساجد في منطقة مونبليار شرقي فرنسا.
2012:
– 1 يناير: استهدف مركز إسلامي في حي كوينز بمدينة نيويورك بقنبلتين حارقتين، لكنهما لم تلحقا بالمكان إلا أضرارا طفيفة رغم أن نحو مئة شخص كانوا داخله.
– 12 مارس: إشعال النار في مسجد بحي أندرلخت في العاصمة البلجيكية بروكسل بإلقاء زجاجات مولوتوف داخله، مما أسفر عن مقتل إمام المسجد مختنقا بدخان الحريق، وإصابة شخص آخر بجروح، وتدمير قسم كبير من المسجد.
– 6 أغسطس: حريق يدمر بالكامل مسجدا في مدينة جوبلين بولاية ميسوري الأميركية قبل ساعة من وقت صلاة الفجر، ولم يُصَب أحد في الحادث الذي أثار شكوكا -خصوصا لدى الجالية المسلمة- في أنه “مدبر ويعبر عن عداء للإسلام”.
– 30 سبتمبر: الأميركي راندولف لين يدخل مسجدا في مدينة توليدو بولاية أوهايو الواقعة شمالي الولايات المتحدة، ويطلق النار من مسدسه ويسكب البنزين على سجادة المسجد ويضرم فيها النيران. وقد لوحق قضائيا بتهمة “ارتكاب جريمة كراهية” فاعترف بذنبه.
– 20 أكتوبر: ناشطون فرنسيون ينتمون إلى اليمين المتطرف يحتلون بضع ساعات مسجدا قيد البناء في بواتييه وسط فرنسا، وذلك أثناء مظاهرة وصفتها الحكومة بأنها “تحريض على الحقد”.
2013:
– يونيو: إحراق مركز إسلامي يُستخدم مسجدا بضاحية مازويل هيل شمال لندن، والشرطة تفتح تحقيقاً لمعرفة ما إن كان ناجماً عن عمل متعمَّد بدوافع عنصرية.
– 23 يونيو: الشرطة البريطانية تخلي نحو أربعين منزلاً من سكانها بعد العثور على عبوة ناسفة داخل مسجد في مدينة والسول بمقاطعة ميدلاندز الغربية
– 26 يونيو: “مجهولون” يرسمون الصليب المعقوف المرتبط بالنازية على جدران ونوافذ مسجد قيد الإنشاء في مدينة ريديتش بمقاطعة ورتشتسرشاير ببريطانيا، كما كتبوا عبارات عنصرية وأسماء جماعات يمينية متطرفة من بينها “رابطة الدفاع الإنجليزية”.
– 11 أغسطس: السلطات الفرنسية تقول إنها أوقفت جنديا شابا (برتبة رقيب في سلاح الجو) “قريبا من أفكار اليمين المتطرف المتشدد” قرب ليون وسط البلاد، للاشتباه بعزمه مهاجمة مسجد بالمنطقة وبتهمة “حيازة ذخائر.. متعلقة بعمل إرهابي وتحقير مكان عبادة”، مشيرة إلى أنه تعرض سابقا بشكل عنيف لمسجد آخر في منطقة بوردو.
2014:
– 25 ديسمبر: إضرام النار في مسجد بمدينة إسكلستونا وسط السويد أثناء وجود نحو عشرين شخصاً داخله، مما أدى إلى اشتعال حريق كبير وإصابة خمسة أشخاص أدخِل اثنان منهم المستشفى. والسلطات السويدية تصفه بأنه “عنف بغيض”، وتعتبره “اعتداءً جبانا على الحريات الشخصية والدينية، ولا يمكن قبوله في السويد”.
– 29 ديسمبر: حريق يجتاح مسجدا في بلدة إسلوف جنوبي السويد، والشرطة السويدية تقول إنها تعمل “وفق فرضية أن هذا الحريق متعمد”.
2015:
– 1 يناير: مجهولون يرمون عبوة مولوتوف حارقة على مسجد في مدينة أوبسالا السويدية (70 كم شمال العاصمة ستكهولم)، ويكتبون شعارات “عنصرية قبيحة” حسب تعبير شرطة المدينة. لكن العبوة لم تسفر عن اندلاع حريق ولا أضرار بشرية لأن المسجد كان خاليا عند وقوع الهجوم.
– 7-8 يناير: تعرض ثلاثة مساجد لاعتداءات لم توقع ضحايا في ثلاث مدن فرنسية؛ حيث ألقيت ثلاث قنابل يدوية صوتية على مسجد بمدينة لو مان (غرب)، بينما أطلقت رصاصتان على قاعة صلاة للمسلمين في بور لا نوفيل (جنوب)، ووقع اعتداء ثالث في فيل فرنش (قرب مدينة ليون) لكن خسائره اقتصرت على تضرر واجهة مطعم محاذٍ للمسجد.
– 13 فبراير: حريق يلحق أضرارا جسمية بمركز قباء الإسلامي في ضواحي مدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية، وإمام مسجد المركز يقول للجزيرة إن الحريق ناجم عن “عمل متعمد”، ومصادر في الشرطة المحلية تفيد بأن الحادث “عمل إجرامي”.
– 12 ديسمبر: السلطات الأميركية تبدأ تحقيقا في حريق “قد يكون متعمدا” استهدف مسجد إسلاميك سوسايتي (المجتمع الإسلامي) في بالم سترينغ الواقعة في كواشيلا بولاية كاليفورنيا. وأدى الحريق إلى انبعاث دخان وألسنة لهب في باحة المسجد، ولكن تم احتواؤه بسرعة ولم يوقع إصابات.
– 20 ديسمبر: مجموعة من الشباب اليميني المتطرف -تطلق على نفسها “حماة الهوية”- تحتل مسجد الفتح بمدينة دوردريخت جنوب غربي هولندا، وترفع عليه أعلاما ولافتات معادية للإسلام والمسلمين. وقد تمكنت قوات الأمن من محاصرة الطرق المؤدية إلى المسجد وإيقاف المجموعة المعتدية.
– 25 ديسمبر: مجموعة من المتظاهرين تهاجم مصلى للمسلمين داخل حي شعبي بأجاكسيو في جزيرة كورسيكا جنوبي فرنسا، وتخرّبه وتحرق مصاحف فيه وتكتب عبارات معادية للعرب. ورئيس الوزراء الفرنسي آنذاك مانويل فالس يعتبر الاعتداء على المصلى “تدنيسا غير مقبول”، ويطالب باحترام قانون الجمهورية.
– 25 ديسمبر: اندلاع حريق في مسجد داخل مركز تجاري بمدينة هيوستن الأميركية لكن لم يُصَب أحد بأذى. والسلطات تؤكد أن الحادث “مفتعل” لأنه ناجم عن إطلاق نار من نقاط عدة.
2016:
– 10 يونيو: السلطات الأميركية تعتقل ضابط احتياط في جيشها برتبة رائد اسمه راسل توماس لانغفورد، بعد أن هدد رواد أحد المساجد بولاية كارولينا الشمالية أثناء استعدادهم للصلاة في شهر رمضان.
وأضافت السلطات أن الضابط “يواجه اتهامات بالترهيب العرقي بعد تركه لحم خنزير عند المسجد، وتوجيه تهديدات بالقتل لرواده، والخروج مسلحا لإرهاب الناس وتوجيه تهديدات والسلوك غير المنضبط”.
– 13 أغسطس: إطلاق نار على إمام مسجد الفرقان بمنطقة كوينز في نيويورك فقُتل هو ومرافقه وهما خارجان من المسجد حيث أديا صلاة الظهر، وأكدت جماعة المسجد أن الحادث “جريمة كراهية”.
– 11 سبتمبر: اندلاع حريق ليلا في مسجد المركز الإسلامي بمنطقة فورت بيرس في مدينة أورلاندو الأميركية، ولم تقع إصابات. وقالت الشرطة إن فيديو المراقبة أظهر شخصا يقترب من المسجد قبل أن تشتعل النيران ثم لاذ بالفرار، مما يدل على أن الحادث “كان متعمدا”.
– 28 سبتمبر: انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع في مسجد بمدينة دريسدن شرقي ألمانيا، وافترضت شرطة المدينة “وجود دافع معادٍ للأجانب” وراء الحادثة.
– 16 أكتوبر: مجهولون يستهدفون مسجد رانشلاندس التابع لجمعية “شمال غربي كالغاري الإسلامية” في مدينة كالغاري بمقاطعة ألبرتا الكندية، ويرشقونه بالحجارة مما أدى إلى تحطم نوافذه. وذلك بعد أسبوع من تعرض مسجد المركز الإسلامي جنوبي المدينة لاعتداء مشابه، حيث حُطمت النوافذ وأحرِق مصحف وتُرِكت رسالة تتضمن عبارات كراهية.
– 28 نوفمبر: تدنيس مسجد في ضاحية “مريغناك” بمدينة بوردو الفرنسية بكتابة شعارات معادية للمسلمين على جدرانه. ونددت الجمعية التي يتبع لها المسجد بالاعتداء، ووصفته بأنه عنصري ويندرج ضمن جرائم الكراهية للإسلام، وتقدمت بشكوى إلى الجهات المعنية.
– 1 ديسمبر: مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) يطالب بتوفير حماية إضافية من الشرطة الأميركية لمسجد يسمى “المسجد الكريم” في مدينة بروفيدنس بولاية رود آيلاند، قائلا إنه تلقى رسالة كراهية وتهديد تصف المسلمين بأنهم “حقراء وقذرون”، وإن ذلك تزامن مع تلقي خمسة مساجد في كاليفورنيا خطابات تهديد مماثلة.
2017:
– 28 يناير: حريق يلتهم معظم مبنى مسجد في بلدة فيكتوريا التابعة لمدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية، وسط مخاوف من ارتفاع جرائم الكراهية إثر قرارات أصدرها الرئيس الأميركي دونالد ترمب تستهدف المسلمين واللاجئين.
– 29 يناير: مقتل ستة أشخاص وجرح ثمانية آخرين في إطلاق ثلاثة مسلحين النار على نحو أربعين شخصا كانوا يؤدون صلاة العشاء في “مسجد كيبيك الكبير” داخل المركز الثقافي الإسلامي بمدينة كيبيك الكندية. ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يدين الهجوم ويصفه بـ”الاعتداء الإرهابي على مسلمين”.