حفظ الله بحسن الخلق..
التاجر الحاج عبدالله العوضي حفظ الله بضاعته بسبب نيته الحسنة:
من المعلوم في ديننا الإسلامي العظيم أن من أسباب حفظ الله سبحانه وتعالى للعبد نيته الصالحة، فكلما صلحت النية كان توفيق الله وعنايته لعباده أقرب وأشمل، وصلاح النوايا مرتبط بصلاح القلب وحسن سريرته، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لابن عباس رضي الله عنه: “يا غلام، إني أعلمك كلمات؛ احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف” (أخرجه الترمذي، برقم 2516، وأخرجه أحمد، برقم 2802)، وفيه توجيه للأمة بأسرها إلى مراقبة المولى سبحانه وتعالى في الأقوال والأفعال، وأن من حفظ الله في كافة شؤون حياته من كسب مال أو تجارة أو بيع أو شراء حفظه الله تعالى وحفظ له كل ذلك، بل إن الأمر يتعدى مجرد الحفظ إلى حدوث البركة والثواب والأجر العظيم.
وقد ضرب أهل الكويت الكرام أروع الأمثلة في التوكل على الله وإصلاح النية، فحفظهم الله سبحانه وتعالى وحفظ تجارتهم وأموالهم، وفازوا برعاية الله لهم في أشد الأوقات وأصعبها محنة وأشدها بلاءً، وهذا ما سوف نستعرضه في ذكر بعض هذه القصص الواقعية، القصة الأولى عن التاجر عبدالله العوضي رحمه الله فيما يرويه لي الأخ الباحث في التراث الكويتي د. يعقوب يوسف جاسم الحجي.
يقول د. يعقوب: إن التاجر عبدالله العوضي رحمه الله كان يمتلك مخزناً للأقمشة “الخام” ضمن المخازن التي كان يمتلكها معظم تجار الكويت في ميناء بومباي بالهند، وحين قامت الحرب العالمية الثانية عام 1939م، وكان التاجر العوضي أميناً في معاملاته التجارية، صادقاً في تعاملاته، فبارك الله له في تجارته، وكان يوماً في رحلة تجارية بعيداً عن تلك المخازن، وبلغته أخبار أن مخازن الخام قد تلفت وخسر معظم التجار ما لديهم من أقمشة خام كانت في مخازنهم، فلما سمع تلك الأخبار فقد الأمل فيما لديه من أقمشة، وخاف على مخزنه من الخسارة والتلف، ولكنه توكل على الله وتعلق قلبه بالرجاء ولهج بالدعاء فدعا ربه ألا يصيبه أذى وأيقن أنه كما أحسن نيته سيحسن الله عاقبته، وحين عاد من رحلته التجارية بعد أن توقفت الحرب، وذهب مسرعاً يتفقد مخزنه، فإذا به على حاله لم يصبه أذى، فشكر الله وحمده على حفظه ورعايته واستجابة دعائه، ومن الجدير بالذكر أن أسعار الخام قد ارتفعت ارتفاعاً ملحوظاً، وكثر الطلب عليه، فباع عبدالله بأسعار السوق العالية وربح أرباحاً وفيرة، واتجه لشراء العقارات في الكويت دون غيرها، وقد بارك له ولغيره من أهل الكويت بصفاء نياتهم.
يستكمل في المقال القادم بإذن الله.