في حديث لموقع “نون بوست”، قال العميد مصطفى الشركسي – آمر سرايا الدفاع عن بنغازي -: إن المجلس الرئاسي صنّف سرايا الدفاع عن بنغازي، التي تكوّنت أساسًا من منطقة بنغازي العسكرية والتي تم إنشاؤها بقرار من رئاسة الأركان التابعة للمؤتمر الوطني العام، بعد أن رفض نحو ألفين من ضباط وضباط صف والجنود، المشاركة في عملية حفتر “الانقلابية العميلة الإرهابية المتحالفة مع نظام القذافي ومع أعداء ليبيا في الداخل والخارج”، وكُلفت أنا شخصيًا برئاسة هذه المنطقة.
وأضاف أن سرايا الدفاع عن بنغازي تضم الكتيبتين 12 مشاة و303 مشاة التابعتين لوزارة الدفاع بحكومة الوفاق، بالإضافة إلى القوى المساندة من الثوار المدنيين الذين تصدوا لرتل القذافي في 19/03/2011.
وقال: إن أهدافنا تتمثل في رفع الظلم عن مدينة بنغازي وإعادتها إلى حضن ثورة الـ17 من فبراير، وكذلك إرجاع أهلنا المشردين إلى مدينتهم وإزاحة هذا الانقلاب الذي يعرف باسم عملية الكرامة.
ورداً على سؤال بشأن تبعية السرايا وهل هي الذراع العسكري لحكومة الإنقاذ أم لدار الإفتاء؟
قال الشركسي: “نحن كسرايا الدفاع عن بنغازي، لا نتبع أي حزب وعندما قلنا إن مرجعيتنا هي دار الإفتاء كان مقصدنا توضيح أن مرجعيّتنا محليّة من شيوخ ليبيا على خلاف تشكيلات مسلحة أخرى تأخذ فتاويها إما عن البغدادي أو من أفغانستان أو من علماء في السّعودية.“لعله يقصد المداخلة الذين يحاربون في صف مجرم الحرب العميل حفتر”.
كما أذكر في نفس هذا السياق – يضيف الشركسي – ببيان الملتقى السادس للعسكريين من ضباط وضباط الصف الموجودين في المناطق الغربية والجنوبية والوسطى، الّذي ينص فيما ينص على أننا كعسكريين لا نتدخل في الصراعات السياسية في البلاد، وعلى الليبيين اختيار من يحكمهم دون أن تكون لدينا أي مشكلة مع ما يتوافق عليه الليبيون، بيد أنسبب اختلافنا مع السرّاج هو وصفه لانقلاب حفتر بانتفاضة الـ 15 من أكتوبر، ووصفه للميليشيات التي تقاتل في صفوفه بـ”الجيش”.
كم أكدنا في هذا الملتقى كعسكريين أننا لن نتدخل في الصراعات السياسية التي نريد لها أن تُدار فقط عبر صندوق الانتخابات والإعلام والنقاش والرأي والرأي الآخر.
الرئاسي يهاجم الثوار ويوالي مجرم الحرب حفتر
ورداً على محاور “نون بوست” بأن “بيان هذا الملتقى اعتبر في إحدى نقاطه أن حفتر مجرم حرب، قبل أن يقع حذف هذه الإشارة في البيان الذي أعاد المجلس الرئاسي نشره، كيف تفسّر ذلك؟“
قال الشركسي: “البيان لم يلحقه أي تغيير وهو موجود كما هو في أرشيف هيئة التنظيم والإدارة التابعة لرئاسة الأركان، إلا أن من نشره باسم المجلس الرئاسي أسقط هذه النقطة مع العلم أن موقف العسكريين لم يتغير من حفتر”.
كما أن ما يثير حفيظة العسكريين الّذين هم في صف الثورة،هو رفض المجلس الرئاسي تعيين رئيس أركان على أكثر من 70% من الجيش الليبي، وهم متواجدون في المناطق التي لا يسيطر عليها حفتر والذي هو كفيل في حال حصوله بحل الكثير من مشاكل المؤسسة العسكرية.
نعتمد على أنفسنا وعلى شعبنا فقط
ورداً على سؤال عن مصادر الدعم قال العميد مصطفي الشركسي: نحن نتلقّى الدعم الرئيس من رجال أعمال من مدينة بنغازي ومن مدن أخرى ليبية، والأغلبية من تجار سوق العرب بمدينة بنغازي وهؤلاء من النازحين وأبنائهم من الثوار، كما نتلقّى الدعم من كتائب الثوار من المدن الأخرى التي يسودها الاستقرار والتماسك الاجتماعي بالرجال والذخائر، كما أن هناك من ينتمي لجيش حفتر ويبيعنا السلاح مما بقي من تركة القذافي. ونفى تلقي أي دعم من أي جهة أجنبية مثلما يفعل العميل الإرهابي ونباش القبور حفتر.
وتساءل مصطفي الشركسي بتعجب عن موقف المجلس الرئاسي، قائلاً: سرايا الدفاع عن بنغازي سلّمت الموانئ النفطية في السدرة وراس لانوف لحرس المنشآت النفطية التابع للمجلس الرئاسي، ألم يكن من الأحرى بالمجلس الرئاسي أن يأتي بقوة كافية حتى يمكن لها تأمين الموانئ بشكل جيّد؟ إذ إن المجموعة التي جاءت لحماية الموانئ كانت بسيطة جدًا ولا تستطيع حماية الموانئ، حتى من عصابة أو مجموعة من المجرمين.
ستكون لدينا جولات أخرى إن شاء الله
وعن خطط السرايا المستقبلية قال: لن نتفاوض ولن نتصالح مع مجرم الحرب، فحفتر مجرم حرب ومسؤول عن كل التجاوزات والانتهاكات التي ارتكبها جنوده، وستكون لدينا جولات أخرى إن شاء الله، فبعد سيطرتنا على الموانئ، التحقت بنا مجموعات أخرى من شباب الثوار وقواتنا أصبحت أفضل من السابق، لن أستطيع أن أتحدث عن متى سيكون تحرّكنا أو من أين سنتحرّك، لكن ذلك سيكون قريبًا جدًا.