أكد رئيس لجنة المقابر الإسلامية بالقدس مصطفى أبو زهرة أن 19 دونما فقط هي المساحة المتبقية من مقبرة مأمن الله التاريخية من أصل المساحة الأصلية لها التي كانت تبلغ 200 دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع).
وقال أبو زهرة خلال ندوة بعنوان “المقابر الإسلامية.. تاريخ وهوية” نظمها نادي الموظفين بالقدس: إن عملية مصادرة أراضي المقبرة مستمرة منذ القرن الماضي حتى يومنا هذا، مبينا أن عام 1958 شهد أكبر عملية اقتطاع لأراضي المقبرة والتي بلغت حينها 70% من مساحتها، بحسب “الجزيرة نت”.
وبحسب أبو زهرة، فقد نفذ الاحتلال مشاريع عدة فوق قبور المسلمين بالمقبرة، ومن بينها متحف الاستقلال ومجمعات تجارية وفنادق ومطاعم ومقاه ومراحيض عامة ومواقف للسيارات، مشيرا إلى عدم اعتراف الاحتلال بهذه البقعة الجغرافية مقبرةً للمسلمين وإنما يعدها حديقة وطنية.
المقابر نوعان
وذكر أن المقابر الإسلامية بالقدس نوعان: الأول مقابر يدفن فيها، وهي باب الرحمة واليوسفية الواقعتان على جانبي باب الساهرة صعودا، والساهرة أو ما تعرف بمقبرة المجاهدين الواقعة في شارع صلاح الدين قرب باب الساهرة.
أما النوع الثاني من المقابر الإسلامية فهي مقابر وقفية، لا يدفن المسلمون فيها، صادر الاحتلال أراضيها وأصبحت تتبع ما تعرف بدائرة أراضي الدولة، ومعظمها مقابر قرى القدس المهجرة.
وفي حديثه عن مقبرة باب الرحمة، أكد رئيس لجنة المقابر الإسلامية على وجود دعاوى قضائية ضد سلطات الاحتلال في المحاكم “الإسرائيلية” بعد اقتطاعها مساحات منها وضمها إلى المقابر اليهودية القريبة والتي هي في الأصل أراض تابعة للأوقاف وتمت مصادرتها.
ونوه أبو زهرة إلى أن الاحتلال يعتبر أراضي المقبرة متنزها وطنيا له الحق فيه، وإلى ضرورة أن يكون لتركيا ومصر دور في الدفاع عن هذه المقبرة بحكم وجود عشرات القبور لجنود أتراك ومصريين سقطوا خلال الحروب المختلفة التي جرت على أرض فلسطين.
مقبرة أيوبية
أما مقبرة اليوسفية الموجودة منذ العصر الأيوبي، فقام الاحتلال بهدم 40 قبرا بنتها لجنة المقابر فيها، وإغلاقها بالإسمنت المسلح لمنع الدفن فيها مستقبلا، ومصادرة جزء من أرضها، ومنها المساحة التي بني عليها صرح الجندي المجهول والذي يضم قبور عدد من شهداء حرب عام 1967.
وتحاول لجنة المقابر الإسلامية المحافظة على المقابر المصادرة رغم الاحتلال من خلال تنظيفها وبناء الأسوار في محيطها، ومن بينها مقبرة النبي داود المسؤولة عنها عائلة الدجاني المقدسية.
كما تابعت اللجنة أعمال تطوير مقبرة عين كارم، أما مقبرة المالحة فدمرت بالكامل وبنيت عليها مدرسة ومؤسسات “إسرائيلية”، وكذلك الأمر فيما يتعلق بمقبرة القسطل ولفتا وعين نقوبا التي شقت الشوارع في منتصفها ولم يبق سوى أطلال بعض القبور.
وتطرق رئيس لجنة المقابر الإسلامية إلى مسألة القبور الوهمية التي يبنيها الاحتلال في الأراضي المحيطة بأسوار البلدة القديمة، حيث تحفر ويتم تثبيتها بالإسمنت المسلح، وفي الحقيقة هي قبور فارغة، وذلك رغبة في تزييف التاريخ وإثبات الوجود اليهودي بالمكان.