دعت الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، أمس الثلاثاء، إلى محاسبة إسلامية ودولية لـ”إسرائيل” على انتهاكاتها في القدس.
وتلا البيان الختامي وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بمؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للمنظمة يوسف العثيمين، ووزير الخارجية الأردني رياض المالكي، في ختام الاجتماع الطارئ للجنة التنفيذية على مستوى وزراء الخارجية في منظمة التعاون الإسلامي المنعقد بمدينة إسطنبول لبحث التطورات الأخيرة في المسجد الأقصى.
وأدان البيان المحاولات “الإسرائيلية” الأخيرة لتغيير الوضع التاريخي القائم في مدينة القدس، مشدداً على رفضه لكافة الإجراءات التي اتخذتها قوات الاحتلال “الإسرائيلي” بما فيها تركيب كاميرات داخل الحرم القدسي وما حوله وأعمال الحفر عند باب “الأسباط”.
وحذر من أن أي خطوات مماثلة يقدم عليها الاحتلال “الإسرائيلي” في المستقبل تعتبر غير قانونية وينبغي مواجهتها من قبل المنظمة.
وأبدى رفض المنظمة القاطع للممارسات الاستعمارية غير المشروعة في القدس بما فيها بناء المستوطنات ومنع الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين من الوصول إلى الأماكن المقدسة والحفريات المستمرة تحت أساسات مجمع المسجد الأقصى بما يهدد سلامة المباني السكنية في القدس ويدفع نحو التهجير القسري لسكانها الفلسطينيين.
وأدان المحاولات “الإسرائيلية” لسن تشريعات لتغيير التركيبة السكانية في القدس خاصة القانون المقترح لتغيير حدودها عبر إزالة أحياء فلسطينية كبيرة وإقامة مستوطنات “إسرائيلية” مكانها غير قانونية.
ودعا الدول الأعضاء في المنظمة إلى العمل مع المجتمع الدولي لضمان حماية الشعب الفلسطيني خاصة في القدس ووضع حد لجميع الممارسات غير القانونية للاحتلال.
كما دعا البيان الدول الأعضاء إلى تأييد الطلب الذي تقدم به رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الأمين العام للأمم المتحدة من أجل توفير نظام للحماية الدولية للفلسطينيين لاسيما في منطقة مجمع المسجد الأقصى.
وطالب المجتمع الدولي بتبني موقف واضح وثابت وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة يرفض التدابير “الإسرائيلية” التي تهدف لتغيير الوضع التاريخي القائم في القدس الشرقية المحتلة.
وحث الجهات الدولية من هيئات وحكومات على الإحجام عن القيام بأي أنشطة أو إصدار بيانات قد تدعم أو تشجع “إسرائيل” على مواصلة استعمارها غير الشرعي للقدس الشرقية.
وشدد على أهمية اتخاذ المجتمع الدولي والدول الإسلامية جميع الخطوات اللازمة لإخضاع “إسرائيل” للمساءلة عن انتهاكاتها الجسيمة ضد حقوق الفلسطينيين وأرواحهم وخرقها الفاضح للقانون الدولي.
وحمل البيان “إسرائيل” مسؤولية تدهور الأوضاع في القدس، معرباً عن القلق البالغ إزاء البيانات المستمرة لأعضاء بارزين في الحكومة “الإسرائيلية” التي تغذي التوتر وتثير الحساسية الدينية.
من جانبه، أعرب العثيمين عن شكره وتقديره لجهود تركيا والسعودية والأردن والمغرب وفلسطين وقادتها على دعمهم المبدئي وتأييدهم الفعال لإنهاء كافة الإجراءات “الإسرائيلية” الأحادية وغير القانونية في القدس والمسجد الأقصى.
من جهته، قال المالكي: إن “إسرائيل” تريد أن تفرض السيادة على القدس والمسجد الأقصى وهي لن تقبل بالهزيمة، مؤكداً أن السيادة لنا عبر هذا الدعم الذي لمسناه في الاجتماع.
وأضاف أن المعركة مستمرة مع “إسرائيل” طالما وجد إرهاب الدولة الذي تمارسه، مشيراً إلى أن البيان عكس جهد ورغبة جميع دول المنظمة في إيجاد عناصر عملية وآلية تنفيذية لحماية فلسطين وشعبها.