رصدت وكالة “قدس برس إنترناشيونال للأنباء” اقتحام 3361 مستوطناً وجندياً “إسرائيلياً” لباحات المسجد الأقصى، خلال شهر يوليو الماضي.
ووثّقت “قدس برس” في تقريرها الشهري، إقدام 3299 مستوطناً على اقتحام المسجد الأقصى الشهر الماضي؛ من بينهم 136 مستوطناً من فئة الطلاب والمرشدين اليهود، ممن يُسمح لهم بالتجول في جميع باحات الأقصى ما عدا المصليات المسقوفة، وذلك خلال فترتيْ الاقتحامات الصباحية (أربع ساعات) والمسائية (ساعة واحدة).
وأضافت أن 132 عنصراً من جهازي الشرطة والمخابرات العامة (شاباك) اقتحموا “الأقصى” خلال الفترة ذاتها، في حين لم يُعرف عدد المُقتحمين منهم خلال فترة إغلاق المسجد.
وأغلقت سلطات الاحتلال أبواب المسجد الأقصى في وجه المصلين لمدة ثلاثة أيام خلال الفترة 14 – 16 من يوليو الماضي (إغلاق كامل ليومين وجزئي لثالث)، بعد تنفيذ ثلاثة شبان فلسطينيين لعملية إطلاق نار أدت لمقتل جنديّين “إسرائيليين” وإصابة آخرين قرب الأقصى، بتاريخ 14 من الشهر ذاته.
وتصاعدت وتيرة الأحداث في مدينة القدس خلال الفترة التي أعقبت إغلاق الأقصى، وذلك إثر قيام الاحتلال بنصب بوابات إلكترونية على مداخل المسجد، لم تصمد سوى 12 يوماً قبل تمكّن المقدسيين من حمل الحكومة “الإسرائيلية” على الانصياع لمطالبهم بإزالة كافة القيود والإجراءات الأمنية في محيط المسجد الأقصى، وإعادة الوضع لما كان عليه قبل 14 تموز.
وشهدت أبواب المسجد الأقصى الخارجية ما بعد الـ 14 من يوليو مظاهرات جماعية لمئات آلاف المقدسيين بشكل يومي، أصيب خلالها أكثر من 600 مواطن فلسطيني ومتضامن جراء قمع الاحتلال لهذه التحرّكات باستخدام الأعيرة النارية والمطاطية والقنابل الصوتية والغازية.
وخلال الفترة الواقعة بين تاريخي 14 – 27 يوليو، التي امتنع فيها المصلّون الفلسطينيون عن دخول الأقصى عبر البوابات الإلكترونية، قامت شرطة الاحتلال بإغلاق جميع أبواب المسجد وإخلائه من موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية، كما منعت رفع الآذان فيه، فضلاً عن اقتحام قوات عسكرية “إسرائيلية” للمسجد وقيامهم بتدمير عدد من المكاتب التابعة لدائرة الأوقاف وتفتيش الملفات والأوراق الرسمية والمخطوطات القديمة.
وفي السياق ذاته، قامت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بتكليف لجنة فنية برصد كل ما قامت به قوات الاحتلال خلال إغلاق المسجد، ومعرفة ما إذا كانت قد قامت بسرقة وثائق ومخطوطات وأوراق هامّة تعود للأوقاف.
وفي ظل الأحداث التي امتدت على مدار قرابة أسبوعين، اعتادت شرطة الاحتلال تأمين اقتحامات يومية لنحو 100 مستوطن من “باب المغاربة”، وتهديد حراس المسجد بالاعتقال والإبعاد حال اقترابهم من المستوطنين أو تصديهم لجولاتهم الاستفزازية في باحات الأقصى.
وأبقى الاحتلال على 12 حارساً وموظّفاً في الأوقاف الإسلامية يقومون بحماية كافة مرافق المسجد خلال فترة إغلاقه، سرعان ما قلّ عددهم ليصبحوا سبعة فقط، وذلك خلال الفترة ما بين 17 وحتى 27 يوليو.
وسجّل يوم 30 يوليو، الأعلى من حيث أعداد المستوطنين خلال الشهر كله، حيث اقتحم 341 مستوطناً باحات المسجد خلال فترتيْ الاقتحامات التي تقوم بحمايتها عناصر من الشرطة “الإسرائيلية” والقوات الخاصة.
وبعد أن حقّق المقدسيون مطلبهم وأزالت قوات الاحتلال كافة تعدّياتها، تمكنوا من دخول المسجد الأقصى من بابي “الأسباط” و”حطة”، وبعد دقائق، بدأت قوات الاحتلال بالتعدّي على حرمة المسجد وذلك بإطلاق القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية والرصاص الحي في ظل تواجد آلاف المواطنين من النساء والأطفال والمسنّين؛ بذريعة “رشق الحجارة”.
وأبعدت شرطة الاحتلال عن المسجد الأقصى خلال يوليو الماضي 51 فلسطينياً من القدس والداخل، لمدد تراوحت ما بين عشرة أيام وأربعة شهور.