قررت سلطات إقليم كردستان العراق، اليوم الأحد، حلّ المجلس الأعلى للاستفتاء وتشكيل مجلس سياسي جديد بدلاً عنه يتولى مهمة الحوار مع بغداد ودول الجوار بشأن أزمة الاستفتاء، فيما دعا نوري المالكي، نائب الرئيس العراقي، حيدر العبادي، دول الجوار لمواصلة الحصار على رئيس وحكومة الإقليم الفاقدين للشرعية، بحسب قوله.
وبحسب قيادي كردي مقرب من حكومة إقليم كردستان العراق، فإن المجلس الأعلى للاستفتاء، والذي عقد اجتماعاً الأحد في مصيف صلاح الدين بمحافظة أربيل بحضور رئيس الإقليم، مسعود البارزاني، قرر حل نفسه والتحضير لتشكيل مجلس سياسي جديد اسمه “المجلس القيادي السياسي الكردستاني”.
وأكد القيادي لـ”العربي الجديد” أن المجلس الجديد سيتولى مهمات عدة أبرزها إدارة مفاوضات ما بعد الاستفتاء مع الحكومة العراقية في بغداد، وإرسال وفود للدول الإقليمية للتخفيف من حدة الحصار الذي يتعرض له إقليم كردستان العراق.
إلى ذلك، قال عضو مجلس الاستفتاء في كردستان، خليل إبراهيم: إن الإقليم قرر حل مجلس الاستفتاء والعمل على تشكيل مجلس سياسي للتعامل مع نتائج الاستفتاء، موضحاً خلال مؤتمر صحفي عقده في أربيل أن القيادة الكردية ما تزال موحدة.
وأشار إلى أن سلطات إقليم كردستان العراق ترحب بمبادرة المرجع الديني علي السيستاني، مؤكداً ضرورة اللجوء إلى لغة الحوار.
وأضاف: نرغب بالحوار مع بغداد وجميع الأطراف الإقليمية الدولية وبأجندات مفتوحة ومستعدون لبحث كافة المسائل، وتابع: نحن جزء من العراق والعراق بلدنا حتى هذه اللحظة.
وكشفت مصادر سياسية كردية عن بدء المجلس الأعلى للاستفتاء في إقليم كردستان العراق اجتماعاً برئاسة البارزاني، مؤكدة لـ”العربي الجديد” أن المجلس الذي يعقد للمرة الأولى بعد إجراء الاستفتاء سيبحث تغيير اسمه، بعد أن يتحول إلى جهة استشارية، فضلاً عن تكليفه بمهام الحوار مع الحكومة العراقية والمجتمع الدولي بشأن الاستفتاء ونتائجه.
وفي سياق متصل، دعا المالكي إلى محاصرة رئيس وحكومة إقليم كردستان العراق، على خلفية إجراء استفتاء الانفصال، مؤكداً في بيان أن “الاستفتاء سيؤثر على إيران التي تعتبر مركزاً للتشيع في العالم”، على حد قوله.
وأضاف أن “المواقف الصلبة والواضحة للمرجعية الدينية العليا، والمواقف الحازمة لمجلس النواب والقوى السياسية التي استشعرت الخوف والقلق على مستقبل العراق، كان لها الأثر الكبير في سقوط مغامرة التقسيم الخطيرة المدعومة من الخارج بهدف تفتيت العراق والمنطقة”، مشيداً باستجابة الحكومة في اتخاذ مواقف واضحة رافضة للاستفتاء ونتائجه.
وطالب المالكي دول الجوار بمواصلة الحصار على حكومة إقليم كردستان العراق لإنهاء وجود حكومة ورئيس للإقليم فاقدين للشرعية منذ أكثر من عامين، بحسب وصفه.
يأتي ذلك في وقت عرضت فيه أحزاب كردية استعدادها للتوسط بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان العراق بشأن أزمة الاستفتاء.
وأعلن نائب رئيس “كتلة التغيير” في البرلمان العراقي، أمين بكر، أن كتلته ستقوم بمبادرة لإنهاء الأزمة، ومدّ جسور الحوار بين بغداد وأربيل.
وأشار إلى أن “كتلة التغيير” ستعمل على إنهاء فتيل الأزمة تلبية لنداء المرجعية الدينية في النجف.