أصدرت هيئات واتحادات علمائية بياناً تحت عنوان “حملة علماء الأمة لدعم مسيرات العودة الكبرى”، أكدت فيه وجوب دعم مسيرة العودة لتمكين الشعب الفلسطيني في أرضه.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإنَّ علماء الأمّة الموقعين المُطلِقين لهذه الحملة والموقعين على هذا البيان مؤسساتٍ وأفرادًا يتابعون ببالغ الفخر والاعتزاز منذُ أسابيع مسيرات العودة الكبرى التي أبهرَ بها أهلنا المرابطون المجاهدون في فلسطين الحبيبة وفي غزة العزّة العالم كلّه وحقّقوا نكايةً كبيرةً بالعدوّ الصّهيونيّ وحلفائه، كما يتابعون ببالغ الغضب المجزرة الإجرامية المستمرّة التي يرتكبها العدوّ الصّهيوني بحق المتظاهرين السلميين العزّل، وقد خلّفت حتى الآن عشرات الشهداء وآلاف الجرحى.
وإنَّ علماء الأمة وهم يطلقون حملة دعم مسيرات العودة الكبرى فإنّهم يؤكّدون على الآتي:
أوّلًا: إنَّ مسيرة العودة الكبرى وما يماثلُها من المظاهرات الاحتجاجيّة في مواجهة العدوّ الصّهيونيّ هي من أشكالِ الجهاد المبرور الذي يسوء وجه العدوّ ويحقّق به النكاية ويُلحق به الغيظ ويؤكد على حق أبناء الشعب الفلسطيني في حقهم وأرضهم وديارهم، قال تعالى: ”مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ” التوبة:120
ثانيًا: إنَّ مسيرة العودة الكبرى قد فضحت مجدّدًا هذا الكيان الصّهيونيّ الذي أسفر عن إجرامه في مواجهة متظاهرين سلميّين عزلًا، كما أعادت إحياء جريمته الكبرى في تهجير الملايين من أبناء شعبنا الفلسطينيّ من أرضهم وديارهم، وأعادت إلى الواجهة أشكال عدوانه التي يحاول طمسها، ونؤكّد على أنَّ فضح إجرام العدوّ الصّهيونيّ هو من الواجبات المنوطة بالأمّة كلّها بين يدي التحرير القادم بإذن الله تعالى القائل في كتابه: ” فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا” (الإسراء:7).
ثالثًا: إنَّ مسيرة العودة الكبرى هي من أهمَّ وسائل إفشال مشاريع تصفية القضيّة الفلسطينيّة وآخرها مشروع القرن الذي أطلقه الرئيس الأمريكيّ وتنفّذه أذرعٌ دوليّةٌ وإقليميّة، ممَّا يفرض على طاقات الأمّة المختلفة الاحتشاد لدعم مسيرات العودة الذي هو دعم لكلّ فلسطينَ والأمّة الإسلاميّة وإفشالٌ للمؤامرات التي تستهدف القضيّة الفلسطينيّة في أصل وجودها، قال تعالى: “وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ” (الأنفال: 72).
رابعًا: إنَّنا من خلال هذه الحملة نؤكّد على وجوب دعم مسيرة العودة بأشكال الدعم كلها ماليًّا ومادّيّا ومعنويًّا وطبّيًّا وإعلاميًّا وسياسيًّا، ممّا يوجب على شرائح الأمّة كلّها بذل ما تستطيع في سبيل استمرار هذه المسيرة حتّى تحقيق نتائجها التي أعلن عنها منظموها، قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” (الصّف:10،11).
خامسًا: إنَّنا إذ نطلق هذه الحملة فإنَّنا ندعو جميع علماء الأمّة الإسلاميّة ودعاتها وخطبائها على اختلاف مؤسّساتهم وبلدانهم وتوجّهاتهم إلى الانخراط في هذه الحملة نصرةً لأهلنا المرابطين على تخوم أرضنا المحتلّة في غزّة، ونطالبهم ببذل جهدهم في بيان الحكم الشرعيّ في هذه المسيرات، والإجابة عن الأسئلة المستجدّة الناتجة عنها، وتفنيد الشّبهات والأغاليط التي يثيرها المثبّطون الذين يحاولون التشويش على المسيرة، قال تعالى: ” وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ” (آل عمران: 187).
سادسًا: يوجّه الموقعون على حملة علماء الأمّة لدعم مسيرات العودة الكبرى نداءً عاجلًا إلى أهلنا وأبناء أمّتنا في القدس المحتلة والضفة الغربية ولبنان والأردن إلى التوجه بمسيرات كبرى تحاكي مسيرة العودة في غزة وأمواج بشرية كبيرة إلى الحدود مع فلسطين، ويؤكدون على أنَّ هذا من النفير الواجب الذي لن يستطيع محتلّ أو ظالم الوقوف في وجه إرادة أبناء أمتنا عندما يأخذون زمام المبادرة، قال تعالى: ” انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” (التوبة: 41).
سابعًا: يدعو العلماء المُطلقون للحملة جماهير أمّتنا إلى التحرّك الشعبي في السّاحات والميادين معلنين مسيرات واعتصامات العودة الكبرى حيث يقيمون وذلك دعمًا لأهلنا في مسيرة العودة الكبرى وشدًّا لأزرهم وتسليطًا للضوء على ما يجري في فلسطين وغزّة على وجه الخصوص، وإنَّ هذا من ضروب التعاون على البرّ ومن لوازم الأخوّة الإيمانيّة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه” أخرجه مسلم.
ثامنًا: يا أهلنا في غزّة العزّة ويا أبناء شعبنا المشاركين في مسيرات العودة الكبرى إنَّ علماء الأمّة ومعهم شعوبها معكم اليوم بكلّ ما يستطيعون، وإنّكم اليوم تمثّلون عنوانًا من أهم عناوين عزّة الأمة وكرامتها وإبائها، فلا تهنوا في ابتغاء عدوّكم وعدوّنا الذي يألمُ أشدّ مما تألمون ولكم عند الله تعالى الأجر الأوفى، فاثبتوا فإنَّ النّصر مع الصّبر وإنَّ العدو الصّهيونيّ إلى زوال، قال تعالى: ” يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (آل عمران:200).
إسطنبول 16 شعبان 1439 الموافق 2 مايو 2018
الهيئات والاتحادات العلمائية المشاركة في الحملة:
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
رابطة علماء المسلمين
رابطة علماء أهل السنة
هيئة علماء فلسطين في الخارج
المجلس الإسلامي السوري
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
هيئة علماء المسلمين في العراق
هيئة علماء المسلمين في لبنان
رابطة علماء الأمة لرفع الحصار عن غزة.
رابطة علماء فلسطين في لبنان
هيئة علماء ليبيا
رابطة علماء الشام
هيئة علماء السودان
رابطة العلماء السوريين
معهد الأقصى الدولي – إندونيسيا
رابطة الأئمة والخطباء والدعاة – العراق
وقف السلام – إسطنبول
نخبة من علماء اليمن.