أعلن رئيس الجمهورية التركي السابق، عبد الله جول، في مؤتمر صحفي عقده السبت، عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المبكرة التي من المقرر إجراؤها في 24 يونيو المقبل. وكان الحديث يدور في الأوساط السياسية والإعلامية أن جول سيكون مرشح المعارضة لينافس رئيس الجمهورية الحالي رجب طيب أردوغان الذي يرشحه حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية.
جول برر عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية بعدم وجود توافق لدى المعارضة بشأن ترشيحه، موضحا أن رئيس حزب السعادة تمل كارا موللا أوغلو اقترح فكرة ترشيحه ووافق عليها بشرط وجود توافق واسع النطاق، ولكن الفكرة لم تحظ بذاك التوافق. وأضاف أنه لو كان هناك توافق واسع لما تهرب من تحمل المسؤولية.
المفهوم من تصريحات عبد الله جول أنه لم يرفض الترشح مبدئيا، بل كان مستعدا لخوض الانتخابات الرئاسية ومنافسة أردوغان كمرشح المعارضة، لو توفرت الشروط. وهذا موقف يختلف تماما عن موقف رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو الذي أكد تمسكه بحزب العدالة والتنمية والتزامه بدعم مرشحه لرئاسة الجمهورية.
تصريحات جول تشير إلى أن الرجل كان يرغب في إسقاط أردوغان بالتعاون مع القوى المناوئة لرئيس الجمهورية. بل ويرى نفسه الشخص الذي يمكن أن ينقذ تلك القوى من أردوغان. إلا أن الرياح لم تهب كما يشتهي، وخرجت في صفوف المعارضة، وفي حزب الشعب الجمهوري بالتحديد، أصوات ترفض ترشيح جول للانتخابات الرئاسية.
أعتقد أن الذي دفع جول للتوهم بأن المعارضة قد تتحد حول اسمه هو عدم وجود مرشح قوي في صفوف المعارضة يمكن أن ينافس أردوغان في الانتخابات الرئاسية. كما أن هناك كُتَّابا مقربين من جول يتحدثون منذ فترة في هذا الموضوع، ويرون أن المخرج الوحيد للمعارضة هو الالتفاف حول رئيس الجمهورية السابق.
ما نفهمه من التصريحات أن ما يريده جول أن توحِّد المعارضة صفوفها وتقدِّم إليه ورقة الترشيح للانتخابات الرئاسية على طبق من ذهب، كما قدَّم حزب العدالة والتنمية في أبريل 2007، حين قال أردوغان: “مرشحنا هو أخي عبد الله جول”. ولكن المعارضة التي علق عليها جول آماله لم تفعل ما فعله حزب العدالة والتنمية قبل 11 سنة.
جول لم يغلق الباب أمام القوى المناوئة، بل تركه مفتوحا، لأنه على ما يبدو ما زال يحمل أملا في أن المعارضة قد تتحد وتلجأ إليه ليخلصها من أردوغان.
حزب الشعب الجمهوري لم يعلن مرشحه للانتخابات الرئاسية حتى هذه اللحظة، كما أن رئيسه كمال كيليتشدار أوغلو يرفض الترشح ويتهرب من منافسة أردوغان. وهل يفجر حزب الشعب الجمهوري مفاجأة فيعلن ترشيح جول كمرشح توافقي، بالتزامن مع انسحاب مرشحي الأحزاب المعارضة الأخرى من السباق؟ هذا ما يتمناه البعض ويحلم به.
بولنت أرينتش، رئيس البرلمان التركي الأسبق وأحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية، دعم ترشيح عبد الله جول لرئاسة الجمهورية في 2007. وها هو اليوم يعرب عن أسفه لتجاهل جول له وعدم استشارته حول موضوع الترشح للانتخابات الرئاسية. وقال أرينتش في تصريحاته لأحد الكُتَّاب الصحفيين الأتراك: إنه كان ينتظر من جول، كأحد رفاق دربه، أن يطرق بابه ويسأل رأيه في هذا الموضوع المهم للغاية.
داود أوغلو أعلن دعمه لترشيح أردوغان، ولكن جول لم يعلن حتى الآن أنه سيصوِّت لمرشح حزب العدالة والتنمية الذي ما زال ينتمي إليه. بل تشير تصريحاته الأخيرة إلى عدم دعمه لأردوغان في الانتخابات الرئاسية. ومما لا شك فيه أن هذا الموقف يشكل نقطة سلبية أخرى سيسجلها أنصار حزب العدالة والتنمية ومحبو أردوغان في خانة رئيس الجمهورية السابق.
المصدر: موقع “أخبار تركيا”.