حقق مرشحون مسلمون نتائج غير مسبوقة في الانتخابات التمهيدية لعضوية الكونجرس التي جرت في أغسطس وأسفرت عن فوز سبعة مرشحين مسلمين انضموا لاثنين آخرين سبق فوزهما في الانتخابات التي قبلها، فصار المجموع تسعة من المسلمين في أعلى المناصب الحكومية المؤثرة في سياسة ولاية مينيسوتا وقراراتها، ولأول مرة في تاريخ أمريكا، يكون المدعي العام لإحدى ولاياتها مسلماً، وتدخل امرأة مسلمة محجبة الكونجرس.
حول هذه النتائج المتقدمة للمرشحين المسلمين في الانتخابات التمهيدية للكونجرس الأمريكي التي جرت في أغسطس، ومدى فرص نجاحهم في الانتخابات النهائية في نوفمبر القادم، كان لـ”المجتمع” هذا الحوار مع الشيخ د. وليد بن إدريس المنيسي، رئيس الجامعة الإسلامية بمينيسوتا.
بداية، نود إطلالة حول آخر نتائج الانتخابات التمهيدية للكونجرس الأمريكي.
– أسفرت نتيجة الانتخابات التي جرت يوم 14 أغسطس 2018 عن فوز سبعة مرشحين مسلمين بالمناصب الآتية انضموا إلى اثنين سبق فوزهما في الانتخابات التي قبلها فصار المجموع تسعة من المسلمين في أعلى المناصب الحكومية المؤثرة في سياسة الولاية وقراراتها، علماً بأن كل ولاية أمريكية لها مدع عام، وفاز بهذا المنصب عن ولاية مينيسوتا الأخ المسلم كيث إليسون.
ولولاية مينيسوتا عشرة أعضاء في الكونجرس (ثمانية في مجلس النواب واثنان في مجلس الشيوخ)، وقد فازت الأخت المسلمة إلهان عمر بعضوية الكونجرس، كما أن ولاية مينيسوتا بها برلمان محلي على مستوى الولاية به 134 عضواً منهم 3 مسلمين، بالإضافة إلى 3 مسلمين في عضوية لجنة التعليم بالولاية وعضو مسلم بمجلس المدينة.
مع الإشارة إلى أن بعض النتائج مؤكدة وبعضها في انتظار تأكيدها في انتخابات نوفمبر 2018م.
وأسماء المرشحين ومناصبهم كالتالي:
1- كيث إليسون، المدعي العام لولاية مينيسوتا.
2- إلهان عمر، عضو الكونجرس على مستوى الولايات المتحدة.
3- هودان حسن، عضو الكونجرس المحلي على مستوى الولاية.
4- محمد نور، عضو الكونجرس المحلي على مستوى الولاية.
5- أمير مالك، عضو الكونجرس المحلي على مستوى الولاية.
6- فردوسة حسن، عضو مجلس المدينة.
7- سياد علي، عضو لجنة التعليم بالولاية.
8- هالة السامرائي، عضو لجنة التعليم بالولاية.
9- شارن الأمين، عضو لجنة التعليم بالولاية.
كمجتمع مسلم في ولاية مينيسوتا، كيف تنظرون لهذه النتائج؟ وما أهميتها بالنسبة لكم؟
– هذه النتائج التي تحققت تعني الكثير لمجتمعنا المسلم الأمريكي في ولايتنا مينيسوتا، فعلى سبيل المثال:
1- إلهان عمر هي أول امرأة مسلمة، وأول محجبة تدخل الكونجرس في تاريخ أمريكا، والصحف الأمريكية تناولت هذا الخبر باهتمام كبير، على سبيل المثال كانت صورتها على غلاف مجلة “التايم”، وهي أشهر المجلات الأمريكية، وكان عنوان المجلة “الأولى – المرأة التي ستغير العالم”!
2- كيث إليسون كان سابقاً أول عضو مسلم يدخل الكونجرس، وأقسم على القرآن لأول مرة في تاريخ الكونجرس، حيث كان المرشحون يخيرون بين القسم على التوراة أو الإنجيل، فرفض كيث وطلب كيث نسخة من المصحف ليقسم عليها، وأثار ضجة كبيرة عن دستورية ذلك، وفي الأخير تم إقراره، والآن هو ترك الكونجرس وأخذت إلهان مقعده وتولى كيث منصب المدعي العام للولاية، وهو منصب كبير جداً له رقابة على الحاكم وله صلاحية لمقاضاة الحاكم وجميع المسؤولين، ولأول مرة أيضاً في تاريخ أمريكا يكون المدعي العام لإحدى ولاياتها مسلماً.
ماذا عن باقي المرشحين المسلمين الآخرين؟
– لأول مرة يتواجد ثلاثة مسلمين في برلمان الولاية، وحتى تدرك أهمية ذلك فإنه لا توجد أي ولاية أخرى بها ثلاثة مسلمين في برلمانها، وكذلك يوجد ثلاثة مسلمين آخرين في لجنة التعليم التي تشرف على شؤون المدارس الحكومية؛ فهذا إنجاز كبير.
نود بشيء من التفصيل توضيح كيف تحققت هذه الإنجازات؟
– بعد فضل الله، كان السبب أن الأئمة في ولاية مينيسوتا قد تحالفوا مع اتحاد الكنائس في الولاية للاتفاق على قائمة موحدة تضم مرشحين مشتركين يتوافق عليهم الأئمة واتحاد الكنائس، ويحث الأئمة والقساوسة على انتخاب هذه القائمة.
وحسب القانون لا يمكن تحديد أسماء مرشحين باسم الكنيسة أو المسجد، ولكن مسموح باسم الإمام أو القسيس بصفته الشخصية، ومن أهم الشروط التي تتوافر في مرشحي القائمة المشتركة تصديهم لـ”الإسلاموفوبيا” (تيار التخويف من الإسلام) وعدم السماح بربط الدين الإسلامي بالإرهاب لتمرير أي قوانين تمييزية ضد المسلمين.
وللتوضيح انتخابات شهر أغسطس تسمى الانتخابات التمهيدية، وكانت تضم 3 أو 4 مرشحين متنافسين من الحزب الديمقراطي يقابلهم 3 أو 4 مرشحين متنافسين من الحزب الجمهوري في كل منصب أو دائرة، وذلك لتكون النتيجة هي اختيار أعلاهم أصواتاً ليكون الممثل الوحيد للحزب الديمقراطي أمام الممثل الوحيد للحزب الجمهوري في انتخابات نوفمبر القادم.
وبفضل الله، هؤلاء فازوا في هذه الانتخابات التمهيدية، وكل منهم صار هو الممثل الوحيد للحزب الديمقراطي في الانتخابات التي ستجرى في نوفمبر، وحيث إن ولاية مينيسوتا ولاية ديمقراطية، وممثليها دائماً في كل المناصب ديمقراطيون، فمن المرجح والمتوقع إن شاء الله فوزهم النهائي في نوفمبر، حيث كانت نتيجة انتخابات أغسطس حصول الحزب الديمقراطي على 600 ألف صوت وحصول الحزب الجمهوري على 300 ألف صوت تقريباً، فالكفة مائلة بشدة لصالح المرشحين المسلمين.
علماً أن مرشحة مسلمة فلسطينية الأصل فازت أيضاً في الانتخابات التمهيدية في ولاية ميتشجان لعضوية الكونجرس صارت الممثلة الوحيدة للحزب الديمقراطي في دائرتها اسمها رشيدة طالب، ويحتمل أيضاً فوزها لتكون هي وإلهان أول امرأتين مسلمتين في الكونجرس.
وبخصوص منصب حاكم مينيسوتا، فكان يتنافس عليه من الحزب الديمقراطي رجل اسمه تيم والز، وامرأة اسمها إيرين مورفي، والمرأة كانت مؤيدة بشدة للمسلمين ونشرت في صفحتها الشكر والتقدير لأئمة المسلمين الذين حثوا جالياتهم على انتخابها، واتصلت بي شخصياً هاتفياً لتشكرني على ذلك، وكانت هي المرشحة المفضلة لتحالف اتحاد الكنائس والمساجد، ولكن كانت النتيجة فوز تيم والز أمامها بفارق يسير في الأصوات، وصار تيم والز هو الممثل الرسمي للحزب الديمقراطي أمام مرشح الحزب الجمهوري، وفي نفس الوقت حضر تيم والز معنا صلاة العيد وأبدى ترحيبه بالمسلمين ودعا الأئمة لزيارة مكتبه والاستماع لطلباتهم، وإن شاء الله سيكون هو مرشح اتحاد الكنائس والمساجد في نوفمبر؛ لأن منافسه ممثل الحزب الجمهوري اسمه جيف جونسون مواقفه عنصرية جداً ضد المسلمين والمهاجرين واللاجئين.
لفت نظرنا اهتمامكم بالشأن السياسي على عكس كثير من الدعاة، هل من توضيح لسبب ذلك؟ وما نصيحتكم للدعاة في هذه المسألة؟
– نعم للأسف الشديد أكثر الولايات أئمتها لا يرغبون في المشاركة السياسية، وتكون النتيجة تولي شخصيات متطرفة حاقدة على المسلمين يمررون قوانين وقرارات تضيق عليهم.
والنصيحة لإخواني الأئمة هي توعية جالياتهم ليكون للمسلمين تمثيل في كل دوائر القرار، حتى يسمعوا عن الإسلام منا بدلاً من أن يكون مصدر معلوماتهم عن الإسلام من شخصيات حاقدة على الإسلام وتصوه لهم على أنه دين إرهاب وتخوفهم من المسلمين فيمرروا قرارات تضر بالمسلمين.