الفنان عبدالعزيز المسلم ممثل ومؤلف ومخرج كويتي، شارك في عشرات الأعمال المسرحية والدرامية، وهو يعد من مؤسسي مسرح الشباب في الكويت، وكانت له مساهمة مهمة في نصرة القضية الفلسطينية بمعرض الكويت الدولي للكتاب الماضي؛ حيث ارتأت «مجموعة السلام الإعلامية» التي يرأس المسلم مجلس إدارتها أن يكون عنوان مشاركتها في معرض الكتاب «القضية الفلسطينية»، وكشف ما يتعرض له أبناء فلسطين وما يحدث في المسجد الأقصى بالتحديد.
«المجتمع» حاورت الفنان عبدالعزيز المسلم لإلقاء الضوء على دور الدراما في مناصرة قضايا الأمة، وكذلك في نشر القيم والآداب الإسلامية الرفيعة.
ما مدى أهمية وتأثير الأفلام التي عرضتها على الشاشات الضخمة في جناحكم بمعرض الكويت للكتاب؟
– عرضت على الشاشة الضخمة فيلماً ينبذ الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وكتبنا «فلسطين أمانة والتطبيع مع إسرائيل خيانة»، و»القدس أولى القبلتين»، بالإضافة إلى عرض صور ومشاهد للاعتداءات الآثمة على الشعب الفلسطيني الأعزل، وقد أثرت هذه الأفلام في كبار السن.
أما الصغار فينظرون للفيلم ويرسمون بأذهانهم بالفطرة الانطباع الرافض للاحتلال الصهيوني، وكان جناحنا مؤثراً جداً في نفوس زوار معرض الكتاب.
وقد شهد هذا المعرض تسلل أحد مشاهير اليهود المحتلين -كما قالت إحدى الصحف- إلى داخل المعرض ليوثق مظاهر الصحوة ضد الصهاينة و”إسرائيل” المحتلة لفلسطين.
ما الآثار المحتملة للدراما على جيل الشباب من النواحي الاجتماعية والأخلاقية؟
– المحطات التلفزيونية مخترقة للأسف الشديد من عدة محافظ ممولة لهدم القيم الأخلاقية للأسرة الخليجية والعربية، تديرها أيديولوجيات لأحزاب وتيارات معادية لبناء بنية تحتية ثقافية، وذلك لمسح الهوية وإعداد جيل آخر من الفنانين والكتَّاب، ومسح النجوم من أبناء الوطن، ودور المؤسسات الأمنية أن تلاحق هذه الشركات ومصادر أموالها.
لكننا نحن وآخرين ما زلنا نحاول العمل على فرض القيمة الإنسانية والأخلاقية في الدراما.
ما الآثار السلبية لاستيراد الدراما الأجنبية؟
– نحن لا نستوردها، وإنما أصبحت من أساسيات استهلاكنا المحلي، وما يجري على الغرب يجري علينا، وأول نتائج ذلك: زيادة العنف، وتفكيك الأسرة، وارتفاع معدل نسبة الطلاق، وأصبح خطراً يهدد الدولة ويعمل على انقراض المواطن.. إلخ.
هل يمكن اعتبار صانعي الدراما قادة للرأي العام أو مساهمين في تشكيله؟
– نعم بالتأكيد؛ فالدراما أكبر سلاح مؤثر ومدمر، ولكنها يمكن في الوقت نفسه أن تساهم في الحد من الظواهر السلبية، وبناء الأخلاق، وإعادة طرح منظومة الأخلاق التي ذكرها الله لنا في كتابه العزيز.
هل إيماننا بأن الدراما لا تقوى على التغيير يعني أن تأخذ دور المتفرج السلبي؟
– المؤسسات الإعلامية بالخليج بيد الحكومات، وهناك اختراق من أكثر من جانب، والدين ما زال بين جهل أبنائه وكيد أعدائه؛ فالذي لا يؤمن بنظرية العدو الذي يخطط لهدم القيم والأخلاق في المجتمع الإسلامي، لا أخلاق لديه، والذي لا يستنكر ما يحدث ليس له غيرة على عرضه ووطنه، أو هو جاهل -مع اعتذاري الشديد لصراحتي- فلا وقت للمجاملات؛ لأن السم بدأ مفعوله، وعلينا أن ننقذ ما يمكن إنقاذه.
هل الدراما هي المؤثر الأول والسبب فيما نراه بالشعوب من سلوكيات، أم أن ما لحق بمجتمعاتنا من تغييرات سلبية هي المؤثر فيما نشاهده بالدراما؟
– هما خطان متوازيان ووجهان لعملة واحدة.
ما أهمية الدراما في تنمية شخصية الطفل؟
– لا أهمية لها من غير منصات ومحطات لها متابعون، وللأسف هناك عزوف عن القنوات الرسمية للمؤسسات الحكومية، وأصبحت غير قادرة على تحقيق مشاهدات حقيقية.
وكذلك المحطات الأخرى غير قادرة على تحقيق مشاهدة.. فمن ليس له مشاهد كيف سيكون مؤثراً؟!
– لا بد من تطوير منصات وشاشات العرض، ومساعدة المبدعين أصحاب الاختصاص والمحتوى النافع والتجربة في التأثير والإيمان بأن الإعلام صناعة.
مسرحية «جرس إنذار» لعلها أول مسرحية رجالية 100%، وكان لها رسالة سياسية قيمية عالية، لم توقفت عن مثل هذه الأعمال؟ وكيف ترى أثرها؟
– «جرس إنذار» مسرحية اجتماعية سياسية، تحكي قصة إطلاق الحكومة أول صاروخ كويتي للقمر، ومسيرة الصاروخ بالفضاء ما بين توجيه القيادة الأرضية للحكومة التي فقدت السيطرة على الصاروخ، والرواد على متن الصاروخ منطلقين بالفضاء من غير تحديد الاتجاه لفقدهم التواصل.
فمسيرة الصاروخ ما هي إلا مسيرة السياسة للشارع العربي بشكل عام، والكويتي بشكل خاص.
كما أن المسرحية تطرح فكرة القوة العلمية لو أن الكويت أصبحت تطلق صواريخ، فقد كنا نعيش بالمسرحية عصر القوة والهيمنة من خلال إطلاق الصواريخ، في زمن يشعر فيه العربي بأنه ضعيف والغرب أقوى منه.
فالمسرحية توقظ أحاسيس القوة لدى الجمهور، وتعزز مفاهيم حب العلم والتطور.