انطلقت، أمس قبل صلاة الجمعة، في العاصمة تونس، مسيرة الأولياء والطلبة بدءاً من شارع الثورة باتجاه مقر “الاتحاد العام التونسي للشغلّ” (أكبر المنظمات النقابية في البلاد) بساحة محمد علي الحامي (مناضل نقابي راحل).
وجاءت المسيرة التي رفعت شعارات من بينها “أبناؤنا خط أحمر” و”ولا لسنة بيضاء”، اتهم خلالها المتظاهرون النقابيين بتسييس مطالبهم للتأثير على الانتخابات القادمة لصالح أطراف سياسية، ينتمي إليها بعض النقابيين الذين جروا الأغلبية إلى مصيدة سياسية بقناع نقابي، على حد تعبير بعض المتظاهرين، وكانت المسيرة استجابة لدعوة “الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ” في بيان لها أعلنت فيه عن عزمها تنظيم مسيرة “مليونيّة”، وطالبت الأولياء بالحضور بكثافة صحبة أبنائهم للمشاركة فيها.
لا لضياع عام دراسي
انطلقت المسيرة من أمام المسرح البلدي بالعاصمة، وشاركت في تنظيمها تنسيقية “أولياء غاضبون” بدعم أيضاً من منظمة “مبادرة الوسيط” المتكونة من العديد من الجمعيات، وتتمثل المطالب الأساسية للقائمين على المسيرة، وفق بلاغ أصدرته المنظمة، في العودة الفورية إلى النسق الدراسي العادي بالمدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية، وإعادة برمجة ما تبقى من السنة الدراسية بكيفية تطمئن التلاميذ وتضمن لهم أحسن الظروف للنّجاح، إلى جانب التعهّد بعدم حشرهم مستقبلاً في كل النزاعات القائمة بين سلطة الإشراف والنّقاب، كما طالبت الجمعيات المنظمة للمسيرة بالانطلاق في إصلاح فعلي ومسؤول للمنظومة التربوية وإشراك الأولياء والتلاميذ في العملية، مع التأكيد على أن حقوق الطلبة في التربية والتعليم مسؤولية الجميع وخطوط حمراء.
ودعت المنظمة إلى ضمان الاعتبار والحقوق المستوجبة للإطارات التربوية بمختلف أصنافهم كشرط أساسي لنجاح العملية التربوية، إضافة إلى ضرورة الوعي بأن مستقبل الطلبة هو مستقبل البلاد.
إصرار على الإضراب
من جهته، أكد الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي أنه ليس هناك أي بوادر للاتفاق، وأن ما سرب أو قيل: إنه تسريبات ليس إلا جساً للنبض ومرفوض، ودعا في تدوينة على صفحته على “فيسبوك” الأساتذة إلى الوحدة: “توحدوا وتماسكوا لن نقبل إلا ما يرضينا ويحفظ كرامة القطاع، كونوا حزمة واحدة لا تكسرها التهديدات، وأعدوا ليوم غضبكم ما استطعتم لتكون الرسالة مضمونة الوصول لمن يعتقد أنكم قابلون للاختراق”، وتابع: “شدوا الهمة وكونوا بكثافة كل يوم وليلة في اعتصام صمودكم وحسمكم”.
وانعقدت أمس جلسة تفاوض بين وزارة التربية ووفد عن الاتحاد العام التونسي للشغل للنظر في عدة ملفّات، أهمّها الزيادة في أجور الوظيفة العمومية خاصة مع اقتراب موعد الإضراب العام يومي 20 و21 فبراير الجاري.
أساتذة من المريخ
في حين أكد وزير التربية من داخل قاعة الاجتماع أن المفاوضات تسير بخطى ثابتة نحو الاتّفاق بين الطرفين، إنه من المستحيل أن تكون هناك سنة بيضاء، وتحدّى قائلاً: مستحيل تكون هناك سنة بيضاء حتى لو ننزل (نهبّطو) الأساتذة من المرّيخ، وتابع خلال استضافته في برنامج “rendez vous 9″، على قناة “التاسعة التونسية”: اليوم التلميذ يترقّب في الحكومة ويترقّب في الدولة وسنجد الحلول وهناك فرصة للتدارك غداً، وأنا أملي كبير جدّا لإنهاء الأزمة.
وكانت جامعة التعليم الثانوي قد قررت على إثر ذلك مقاطعة امتحانات الثلاثي الثاني، وتنظيم يوم غضب بتاريخ 6 فبراير الجاري، على خلفية ما اعتبرته عدم استجابة الحكومة لعدد من مطالبها المتمثلة أساساً في مراجعة سن التقاعد والمنحة الخصوصية، فيما أعرب عدد من المراقبين تورط الوزير في تأزيم الأزمة على حد قول البعض، وكان رئيس كتلة حركة النهضة في مجلس نواب الشعب، نور الدين البحيري، قد دعا من تحت قبة المجلس رئيس الحكومة لتولي ملف الأزمة وسحبه من وزير التربية والتعليم.