رفض مثقفون بارزون ونشطاء رافضون للتطبيع في مصر زيارة دافيد جوفرين، السفير الصهيوني في القاهرة، لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، برفقة موظفي السفارة خلال الاحتفال هذا العام باليوبيل الذهبي للمعرض، وطالبوا بتوسيع دائرة الرفض لما حدث ومحاسبة المسؤول عنه، فيما نفت السلطات المصرية رسمياً علمها المسبق بالزيارة.
من جانبه، استنكر خالد البلشي، القيادي البارز في حراك رفض التطبيع في مصر ووكيل نقابة الصحفيين السابق، ما وصفه بالأفعال الصبيانية للسفير الصهيوني في مصر، وقيامه باستفزاز المصريين بزيارة مرفوضة دائماً لمعرض الكتاب الثلاثاء الماضي.
وقال في تصريح لـ”المجتمع”: أي تحركات من ذلك السفير مرفوضة سواء بالتنسيق أو بدون تنسيق، وسيظل المثقفون المصريون هم السند الدائم للقضية الفلسطينية وستفشل كل محاولات التطبيع.
وأضاف أن بوصلة المثقفين المصريين واضحة ولا تتغير بتغير الأوضاع، وهي مستمرة في دعم القضية الفلسطينية وتمثيل امتداد طبيعي للرفض العربي لجرائم الاحتلال والتطبيع معه.
وأشار إلى أن السفير الإسرائيلي كان يستهدف فرض أمر واقع، ولكن لن تنجح كل محاولات الاختراق، فمصر قلب القضية الفلسطينية بمثقفيها، وفي مقدمتهم الصحفيون.
وأدان الكاتب الصحفي عمرو بدر، عضو مجلس نقابة الصحفيين المصريين، في تصريح لـ”المجتمع” الزيارة، مؤكداً رفضه لها وأهمية تحرك كل المثقفين والسياسيين لإعلان رفض الزيارة وتحديد المسؤول عنها.
ووصف الزيارة بأنها “عار” على من دعاه ومن وافق على دخوله وتعبير عن مسؤولين أهانوا كل القيم الوطنية وتاجروا بها، معتبراً أن تجول السفير في المعرض مع مسؤولين من السفارة “مأساة وانحطاط غير مسبوق ومصيبة سوداء” يجب ألا تمر.
من جهتها، أدانت اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين المصريين كذلك زيارة سفير الكيان الصهيوني لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وأكدت أن هذه التصرفات الصبيانية للسفير ومحاولته للإيحاء بوجود حالة من التطبيع الثقافي، لن تثني الشعب المصري عن التأكيد على رفضه لكل شكل من أشكال التطبيع.
وشددت اللجنة برئاسة الكاتب الصحفي محمود كامل على تمسكها بقرار الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين برفض التطبيع مع الكيان الصهيوني باعتباره الموقف الرسمي للشعب المصري وفي القلب منهم الصحفيون.
استنكار الزيارة كان لافتاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبرت المدونة أسماء محمود عن رفضها لتلك الزيارة بقولها: “سفير الكيان الصهيوني يلوث سماء القاهرة بزيارة معرض الكتاب”.
ووصفت جريدة “المصريون” المعارضة ما جرى بأنه محاولة لاختراق التطبيع عبر استخدام معرض الكتاب.
تبرؤ رسمي
رسمياً؛ تبرأ د. هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب، وفق تصريحات متواترة له في وسائل إعلام مملوكة للدولة وخاصة موالية، من تنسيق الزيارة، مؤكداً أن زيارة السفير الإسرائيلي لمعرض الكتاب زيارة غير رسمية، ولم يتم إبلاغه بها.
وبحسب تصريحه لجريدة “الوطن” الموالية للحكومة، فإن السفير الإسرائيلي زار المعرض مثله مثل أي زائر، وقطع تذكرة عبر شباك التذاكر؛ وبالتالي فلا يمكن منعه.
وبرر حساب السفارة الصهيونية في مصر عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” الزيارة التي جرت الثلاثاء 29 يناير بأن “السفير محب للقراءة وكان منبهرًا جدًا من المكان الجديد للمعرض”، ووصفه بأنه “مكان أكبر وأجمل مما يُعطي للكتاب قيمته ومكانته”.