حملت الرئاسة الفلسطينية ومؤسسات فلسطينية، وفصائل، الاحتلال المسؤولية كاملة عن استشهاد الأسير فارس بارود، من قطاع غزة، داخل سجن ريمون، وسط مطالبات بفتح تحقيق دولي حول الحادث.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية (تابعة لمنظمة التحرير)، أمس الأربعاء: إن الأسير فارس بارود (51 عاماً) من مخيم الشاطئ، استشهد داخل سجن ريمون (جنوب)، بعد وقت قصير على نقله إلى أحد المستشفيات الإسرائيلية.
وحملت الهيئة إدارة سجن “ريمون”، وحكومة الاحتلال، “المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، التي تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال بحق أسرانا”، وقالت: إنه تعرض لـ”إهمال طبي متعمد خلال السنوات الماضية”.
وحذر بيان للرئاسة الفلسطينية، نقلته “وكالة الأنباء الرسمية” (وفا)، من استمرار “مسلسل القتل البطيء للأسرى”.
وشدد البيان على أن “السلام والاستقرار لن يتحقق إلا بتبييض سجون الاحتلال من أسرانا كافة، خاصة المرضى والقدامى وكبار السن”.
بدوره، طالب المتحدث باسم حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية يوسف المحمود، في بيان، بتدخل منظمات وهيئات حقوق الإنسان الدولية، وبـ”الخروج من دائرة الإدانة والاستنكار إلى مساحة الفعل وتطبيق القوانين والمحاسبة”.
الفصائل تدين
ونعت فصائل فلسطينية فارس بارود، وحملت الاحتلال المسؤولية كاملة عن استشهاده.
وعدت حركة “فتح”، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني، أن استشهاد بارود في سجون الاحتلال جريمة جديدة تضاف لسجل الاحتلال الأسود.
وقالت “حماس” : نحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن ظروف اعتقاله السيئة والإهمال الطبي بحقه، ورفض تقديم العلاج اللازم له، والتسبب بوفاته رغم كل التقارير الطبية التي تؤكد خطورة وتدهور وضعه الصحي.
واعتبرت الحركة استشهاد بارود جريمة كبرى بحق الإنسانية والحركة الأسيرة؛ تعكس السلوك الإجرامي الخطير، وانتهاكات الاحتلال بحق الأسرى المرضى بشكل خاص، والأسرى الفلسطينيين بشكل عام.
من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي مواصلة دعمها لخيارات الأسرى في مواجهة إرهاب مصلحة السجون في معركة التحدي والكرامة.
وقالت الجبهة الشعبية: إن الجريمة بحق بارود تجسيد حي لحجم الانتهاكات وفظاعة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الحركة الأسيرة.
ووصفت الجبهة الديمقراطية استشهاد بارود بـ”الجريمة النكراء التي تضاف إلى سجل الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق شعبنا الفلسطيني”.
فتح تحقيق
بدوره، طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، المجتمع الدولي الحقوقي والدول الأطراف في اتفاقيات جنيف والمقررين الخاصين للأمم المتحدة، بفتح السجون الإسرائيلية أمام التفتيش الدولي، ورفع الحصانة عن منتهكي قواعد القانون الدولي والإنساني.
وجدد عريقات مطالبته للمدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا بالإسراع في فتح التحقيق الجنائي ضد المجرمين الإسرائيليين.
واعتقل بارود في 23 مارس 1991، ومحكوم عليه بالسجن المؤبد؛ بتهمة قتل مستوطن إسرائيلي.
ويعتقل الاحتلال في سجونه حوالي 6 آلاف فلسطيني، بحسب هيئة شؤون الأسرى.