مما لا يخفى أن كثيراً من بلاد المسلمين قد أصبحت مسرحاً مكشوفاً للفاعلين، وأن شعوب هذه البلاد قد أصبحت منفعلة ومستهلكة دون مبادرة ولا حماية ولا فعل ولا بوادر نهوض من كبوتها الحالية.
حين تتلفت في هذا العالم فإنك تجد دوله وشعوبه تتسابق نحو مزيد من الحريات وتدعيم الاقتصاد وصناعة الأمن والقوة والاستقلال السياسي والصناعي والتقني والنهضة والتنمية الشاملة، عدا بقع من الأرض التي تعاني من القهر والظلم والحروب وغياب الأمن والجوع والفقر والصراع من أجل البقاء، وللأسف تجد أن غالب هذه الدول دول إسلامية.
هل هي خطيئتنا نحن أو خطيئة مَن قَبْلنا؟
هل هي خطيئة الماضي أو خطيئة الحاضر؟
هل هي خطيئة العدو في استضعافنا أو في قبولنا بذلك الاستضعاف؟
هل مشكلتنا في النظم والإدارة أو في الهدف والمشروع؟
هل مشكلتنا في الإرادة والجدية أو في الكسل والجمود؟
هل مشكلتنا في غياب التدين أو في التدين المغشوش؟
كلها أسئلة تحتاج إلى اجتهاد وجواب وخطط وبرامج إصلاح، وإلا فحظنا أن نكرر الماضي في الحاضر ونكرر الحاضر في المستقبل، وأن نبقى منفعلين لا فاعلين، ومقاومين لا مبادرين، أو نعلن العجز لنستريح ونحيل أمر واقعنا إلى أقدار السماء!
لقد بُذلت جهود نظرية كبيرة للجواب عن هذه الأسئلة -أفراداً ومؤسسات وربما حتى الدول- قد نوافقها وقد نختلف معها أنا أو أنت أو الآخرون، لكن الجميع متفق على ضرورة الحل والتحرك نحوه، لأن التحرك واجب ديني ووطني في عالم إن لم تحجز موقعك فيه سلبه الآخرون منك وجعلوك خادماً لهم.
بداية الحل في المبادرات الفردية والمؤسسية -وربما مبادرات بعض الدول التي تستشعر أهمية ذلك- فهي ستتلاقى وتتلاقح في النهاية لتشكل قطراتها بحراً عظيم السعة والمضمون والأثر.
قصص النجاح هنا هي الملهم والمحفز، فمن يبادر ليروي لنا قصة نجاحه.