– رئيس منتدى شباب التعاون الإسلامي: أنشأنا مجلساً شبابياً خاصاً بالقدس سيكون داعماً لها
– “الأمة بشبابها” شعار يعكس حرص الدوحة على أن تكون بيئة للتفاعل حول أمهات القضايا التي تشغل الشباب
– مكاسب احتفالية القدس عاصمة الشباب الإسلامي ستنعكس على احتفالية الدوحة عاصمة لهم
– اختيار الدوحة عاصمة الشباب الإسلامي 2019 يحمل أثراً كبيراً في تقدير الشباب القطري
– ستتيح الفرصة للشباب الإسلامي لإبراز القيم الإسلامية المشتركة التي تحملها ثقافتهم رغم اختلاف دولهم
أصبحت الدوحة على موعد لتكون وجهة للشباب الإسلامي، بعد اختيارها عاصمة لهم في عام 2019م، بعد تسلمها مفتاح عاصمة الشباب الإسلامي من مدينة القدس عام 2018م.
شهدت العاصمة القطرية أخيراً حفل انطلاق الفعاليات بهذه المناسبة، التي تتنوع بما يدعم الشباب الإسلامي في أنحاء العالم، حيث تقوم على تنظيم هذه الفعاليات وزارة الثقافة والرياضة بالتعاون مع منتدى التعاون الإسلامي للشباب، وتقام تحت شعار “الأمة بشبابها”، وهو الشعار الذي يعكس دلالة عميقة بأن إرادة الدول الإسلامية ورهاناتها بجعل الشباب فاعلاً أساسياً في ترسيخ قيم الوحدة والتعاون والحوار، وتمكين الشباب من إدارة الشأن العام، من الأمور المراد تحقيقها؛ تحقيقاً لإستراتيجيات التنمية المستدامة والواعدة.
وينبع هذا الشعار من التحديات التي تواجه شباب العالم الإسلامي، وهي التحديات التي تمتد إلى مختلف الحضارات، ومنها التحديات التي جابهها المسلمون الأوائل من الشباب الذين آمنوا بالرسالة المحمدية، واستمر الشباب المسلم منذ ذلك العهد بترجمة الإيمان بدوره في نهضة الأمة إلى بطولات في شتى المجالات بتحمّل المسؤوليات القيادية وبالمشاركة في بناء المجتمعات.
وينطلق الشعار من فكرة أنه في كل دورة حضارية يقوم الشباب بدور طلائعي، كلما آمن بأن التغيير يبدأ بتغيير النفس، وأن بناء المجتمعات يقوم على أساس هذا الإيمان الذي يهدف إلى حفظ كرامة الإنسان، خاصة أن الشباب هم ورثة للمُثل الإسلامية العليا التي جعلت الإنسان في أحسن مكانة.
ويعكس الشعار حرص الدوحة على أن تكون بيئة مناسبة للتعارف بين الشباب والتفاعل حول أمهات القضايا التي تشغله، ولتفعيل شروط التمكين من أجل حياة كريمة للمجتمعات الإسلامية؛ لأن الأمة بشبابها.
تنوع الفعاليات
تتنوع الفعاليات التي انطلقت الشهر الماضي بين عدد من الأنشطة والبرامج والمهرجانات الشبابية في العاصمة القطرية على امتداد هذه السنة، بمشاركة وفود شبابية من مختلف الدول الإسلامية؛ وذلك لإتاحة الفرصة أمام الشباب للتحاور حول عدد من القضايا الراهنة، ومناقشة مجموعة من المشاريع والتجارب الشبابية الرائدة؛ بهدف استلهام العبر وتبادل التجارب والخبرات.
حرصت “المجتمع” على لقاء عدد من منظمي الاحتفالية، وعدد آخر من شباب العالم الإسلامي، الذين أكدوا أن فعاليات الاحتفالية فرصة كبيرة للحوار المتبادل بين شباب الدول الإسلامية، من أجل بناء المجتمعات، وتحقيق التنمية المستدامة لها.
وأكد طه إيهان، رئيس منتدى شباب التعاون الإسلامي، أن المكاسب التي حصدها شباب العالم الإسلامي من احتفالية القدس عاصمة الشباب الإسلامي للعام 2018م، سوف تنعكس على احتفالية الدوحة عاصمة الشباب الإسلامي عام 2019م، من خلال الفعاليات التي ستشهدها الاحتفالية، واصفاً قطر بأنها تدعم وترعى قضايا شباب العالم الإسلامي.
وحول المكاسب التي حققتها احتفالية القدس عاصمة الشباب الإسلامي خلال العام الماضي، يقول: إن العام 2018م شهد العديد من الأحداث والقرارات التي أضرت بمدينة القدس، سواء من جانب الولايات المتحدة الأمريكية أو الاحتلال الصهيوني، غير أن فعالياتنا خلاله حرصت على التصدي لمثل هذه الحملات، بنشر الوعي بقيمة القدس، وحققنا في ذلك أمراً عظيماً؛ ما يجعل القدس ليست عاصمة للعام 2018م فقط، ولكن عاصمة أبدية للشباب الإسلامي، حيث تمكنا من إنشاء مجلس شبابي خاص بالقدس الشريف، وهو المجلس الذي سيكون داعماً للمدينة المقدسة.
ويتابع: إن المنتدى الذي يترأسه يأتي كأحد مكونات منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم في عضويتها 56 بلداً، وتعد المنظمة الثانية الأكبر بعد منظمة الأمم المتحدة، وتأخذ على عاتقها الدفاع عن القدس الشريف، ودعم القضية الفلسطينية.
دعم الشباب
من جانبها، أوضحت خديجة أحمد البوحليقة، عضوة اللجنة الاستشارية لوزير الثقافة والرياضة القطري، أن اختيار الدوحة عاصمة الشباب الإسلامي العام 2019م يحمل أثراً كبيراً في تقدير الشباب القطري وتقدير عمله المحلي والدولي، ولما له من دور بارز؛ الأمر الذي شجع الدول الإسلامية بالإجماع على اختيار الدوحة لتكون عاصمة للشباب الإسلامي لعام 2019م، وهو ما يعكس دلالات دولية بأن قطر ترعى شبابها وتمنحهم أرضية خصبة للإبداع والتميز والظهور سواء محلياً أو دولياً؛ فنرى مشاركات شباب قطر حاضرة في جميع الأصعدة بشكل متميز وخلاّق، نتيجة لما يحظى به الشباب القطري من دعم من جميع مؤسسات الدولة.
وتلفت إلى أن الاحتفالية ستشهد العديد من اللقاءات الشبابية لشباب العالم الإسلامي، الذين سوف تحتضنهم الدوحة على مدار عام كامل، عبر مختلف الفعاليات المتميزة التي ستنظمها خلال الاحتفالية، وهو ما سيحقق لهم تبادلاً في الخبرات والتخصصات والأعمال؛ الأمر الذي سينعكس على عطائهم لأوطانهم ومن ثم أمتهم في مختلف المجالات.
وفي هذا السياق، دعت شباب قطر إلى المشاركة الفعّالة في فعاليات الدوحة عاصمة الشباب الإسلامي للاستفادة من بعضهم بعضاً؛ بهدف تحقيق تبادل الخبرات والانخراط في حوارات شبابية تثري الشارع الشبابي القطري والتجربة ككل.
ابتكارات شبابية
ويقول المبتكر القطري الشاب محمد الحوسني: إن استضافة قطر لفعالية عاصمة الشباب الإسلامي إن دل على شيء فإنما يدل على مكانة الدوحة العالمية، ودورها الكبير في الاهتمام بالشباب الذي هو لبنة بناء هذا المجتمع ودعمه، وكما أظهرت قطر في استضافتها السابقة لجميع الفعاليات الإقليمية والعالمية، فإننا نتوقع أن تكون هذه أيضاً استضافة ناجحة وفريدة من نوعها، وستساهم بالوقت نفسه في تعريف العالم الإسلامي بدولة قطر وإنجازات شبابها.
بدورها، أكدت روزا روصمان، ممثلة الشباب من الجالية الإندونيسية، أن فعاليات الدوحة عاصمة الشباب الإسلامي عام 2019م ستتيح الفرصة للشباب الإسلامي لإبراز القيم الإسلامية المشتركة التي تحملها ثقافتهم على الرغم من اختلاف دولهم.
ومن ناحيته، قال محمود محمد علي، ممثل الشباب في جالية جمهورية أفغانستان الإسلامية: إن الاحتفالية تعد حدثاً مهماً للشباب الإسلامي، لتبادل الخبرات والأفكار والآراء فيما بينهم، فالشباب هم عماد المجتمع؛ ما يعطي أهمية كبيرة للمشاريع التنموية، الأمر الذي يتطلب فاعلية الشباب، وأن يكون لهم دور كبير في طرح الأفكار والآراء.
أما لينا دراية، ممثلة الشباب من الجالية الجزائرية، فتقول: مثل هذه الفعاليات ستتيح الفرصة للشباب الإسلامي لتحقيق التعارف بين ثقافات بلدانهم، فالأمة لا يمكن أن تنهض إلا بشبابها، والدوحة جديرة بالقيام بهذا الدور؛ لما تحظى به من مكانة إستراتيجية في العالم الإسلامي.
وتؤكد زينة فؤاد، ممثلة الشباب من الجالية الفلسطينية، أن الشباب هو المستقبل، ففي السنة الماضية كانت الاحتفالية في القدس، وأثبتت الاحتفالية أن الشباب هم المستقبل حقاً، لافتةً إلى أنها تتمنى أن يكون الشباب الفلسطيني ممثلاً في هذه الفعاليات، وليس معرضاً للقتل على أيدي الاحتلال الصهيوني.
ومن جانبه، يؤكد زكريا الأعماري، ممثل الشباب من الجالية المغربية، أن الفعاليات ستسهم في تحقيق تنمية المجتمعات الإسلامية، وستعزز دور الشباب في بناء مستقبل الأمة، خاصة أن الفعاليات ترفع شعار “الأمة بشبابها”؛ ما يعني تلك القيمة الكبيرة للشباب في تحقيق النهضة، وكلنا أمل في أن تكون الدوحة مركزاً لتحقيق نهضة الأمة، اعتماداً على ما ترفعه من شعار، وما ستشهده الاحتفالات من فعاليات مختلفة.
وقوبل ترشيح ملف قطر لنيل شرف أن تكون الدوحة عاصمة الشباب الإسلامي للعام 2019م بالموافقة بالإجماع من طرف الدول الأعضاء في منظمة منتدى شباب المؤتمر الإسلامي للحوار والتعاون -الذراع الشبابية لمنظمة التعاون الإسلامي- وجاء هذا الاختيار تقديراً للجهود التي تقدمها دولة قطر في دعم وتمكين الشباب الإسلامي.
وسبق هذا الإعلان الاجتماع الثالث للجمعية العامة لمنتدى شباب المؤتمر الإسلامي للحوار والتعاون، فيما يتم سنوياً اختيار عاصمة للشباب الإسلامي؛ بهدف تعزيز الحوار والتقارب بين الشباب من مختلف الدول الإسلامية، ويشمل ذلك مجموعة من النشاطات والفعاليات التي تسهم في تحقيق ذلك.