– البرغوثي: “وعد بلفور” أنتج أسوأ احتلال عنصري في تاريخ البشرية
– الفصائل الفلسطينية: حلقات “بلفور” متواصلة.. والمقاومة هي الخيار لإسقاط هذا الوعد
تمر اليوم الذكرى الثانية بعد المائة لـ”وعد بلفور” المشؤوم الذي أصدرته بريطانيا في مثل هذا اليوم الثاني من نوفمبر عام 1917، الذي تم بموجبه منح فلسطين وطناً قومياً لليهود، هذا الوعد الذي أعطى “حقاً لمن لا يستحق”، وقد مثل هذا الوعد البداية لتكريس وجود الحركة الصهيونية وعصاباتها على أرض فلسطين، إلى أن تم تسليم فلسطين على يد بريطانيا للحركة الصهيونية في عام 1948، وهو العام الذي أُنشئ فيه كيان الصهاينة على أرض فلسطين بعد تهجير أكثر من 400 مدينة وقرية فلسطينية.
ومثل “وعد بلفور” بداية الألم والتشرد للشعب الفلسطيني، فبعد هذا الوعد بدأت الهجرات الصهيونية لفلسطين، وإقامة المستوطنات والمؤسسات الصهيونية تنفيذاً لوعد وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور إلى اللورد اليهودي ليونيل وولتر دي روتشيلد.
فصول الوعد متواصلة
لم تنتهِ فصول “وعد بلفور” وتطبيقه واقعاً على الأرض وتشريد شعب عن أرضه وإقامة الكيان الصهيوني على الأرض الفلسطينية عن هذا الحد، بل إن فصول المؤامرة تواصلت، وكان آخرها وعد ترمب المشؤوم المتعلق بنقل سفارة بلاده للقدس واعتبارها عاصمة للاحتلال.
ويقول الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي لـ”المجتمع”: إن فصول المؤامرة على الشعب الفلسطيني لم تتوقف عند “وعد بلفور” المشؤوم الذي يعد أسوأ عملية تهجير وتطهير عرقي في تاريخ البشرية، حين يتم طرد شعب عن أرضه أمام نظر العالم بمساعدة القوى الاستعمارية.
وأشار البرغوثي إلى أن تهجير 400 قرية فلسطينية على يد العصابات الصهيونية بمساعدة بريطانيا، مثل جريمة بشعة وتطهيراً عرقياً كان الهدف من ذلك زرع كيان استعماري جديد في قلب المنطقة العربية لتفتيتها، وإدخالها في صراعات لمنع توحيدها، فكان كيان الاحتلال، الذي يعد بدون شك أداة في يد القوى الاستعمارية.
ولفت البرغوثي إلى أن محاصرة الشعب الفلسطيني، واستهداف مقدساته، وتقويض عمل “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” (الأونروا)، هو جزء من مخطط “وعد بلفور” الذي يمثل خنجراً في خاصرة العدالة الدولية الصامتة على معاناة وألم الشعب الفلسطيني طيلة هذه السنوات، لكن في النهاية نقول للاحتلال: نحن صامدون ثابتون على أرضنا، والحقوق لا تسقط بالتقادم.
“وعد بلفور” سيسقط أمام الصمود الفلسطيني
وقد راهن الاحتلال الغاشم والقوى الاستعمارية أن ينسى الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وحقه في العودة إلى وطنه السليب وتطبيق مقولة “الكبار يموتون والصغار ينسون”، فكان الرد من هذا الشعب الصامد المقاوم، أن زاد من صموده وتشبثه بأرضه، وأفشل كل محاولات الاحتلال والقوى الاستعمارية لطمس الهوية والقضية الفلسطينية.
وقال حول ذلك عضو الهيئة القيادية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار محمود خلف لـ”المجتمع”: إن زحف الجماهير الفلسطينية في جمعة “يسقط وعد بلفور” ضمن مسيرات العودة وكسر الحصار في جمعتها 81 التي تنظم شرق قطاع غزة، جاءت رسالة مدوية لكل العالم أن الشعب الفلسطيني بكافة توجهاته عاقد العزم على مواصلة طريق النضال والكفاح حتى استرجاع كافة الحقوق المشروعة، وأن هذا الوعد المشؤوم سيسقط في النهاية أمام أصحاب الحق الذين دائماً ما يرفعون أن الحقوق لا تسقط بالتقادم.
وأشار خلف إلى أن على بريطانيا أن تعتذر عما ارتكبته من جريمة في “وعد بلفور” المشؤوم، عليها أن تمسح هذه الخطيئة وهذه الجريمة بالاعتراف بالخطأ، وبحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة كاملة السيادة على أرضه، لافتاً إلى أن بريطانيا هي المسؤولة عن كل هذه المعاناة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من قرن من الزمان.
لن نستسلم لواقع الاحتلال والحصار
في سياق متصل، قالت الفصائل الفلسطينية: إنها ستواصل الصمود أمام حلقات العدوان المتواصل على قطاع غزة، مؤكدة بمناسبة “وعد بلفور” المشؤوم أن الفلسطينيين لا يستسلمون للواقع الذي أسس له “وعد بلفور”، أون هذا الوعد البريطاني الأسود تسبب في تشريد الشعب الفلسطيني وشجع على ارتكاب المجازر الوحشية بحقه.
وشددت الفصائل الفلسطينية على أن الشعب الفلسطيني يستذكر “وعد بلفور” هذا العام، وهو يعيش تحت القصف الصهيوني الهمجي الذي يستهدف قطاع غزة، وحرب الاستيطان الشرسة التي تبتلع الأرض الفلسطينية لفلسطينيين في الضفة المحتلة حيث يتم إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية وقرارات بضم مساحات واسعة من الضفة المحتلة ، مشيرة إلى أن ذكرى “وعد بلفور” ترفع كافة القوى الحية في الشعب الفلسطيني شعارات فيه أنهم لن يتوقفوا عن الكفاح، ولن يخضعوا للضغوط والترهيب والابتزاز، وسيقفون بقوة في وجه الحلقة الجديدة من “وعد بلفور” المشؤوم المسماة “صفقة القرن” لتصفية قضيتهم المقدسة.