قال رئيس وزراء باكستان عمران خان، إنه يسعى لجعل بلاده مركز استثمار إقليمي، مشيرا أنه سيلتقي رجال أعمال وفعاليات تجارية ومستثمرين أتراك، في إطار زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى إسلام أباد، منتصف فبراير الجاري.
وعبر عمران خان، عن شكره لتركيا والرئيس أردوغان، على التضامن الذي أظهراه تجاه قضية كشمير، في معرض إجابته على أسئلة مدير النشرات الأجنبية في الأناضول محمد أوزتورك، ومراسل الوكالة في إسلام أباد بهلول جتين قايا.
وأجرى خان، خلال المقابلة تقييمًا شاملا للعلاقات بين أنقرة وإسلام أباد، والإجراءات التي نفذتها الحكومية الباكستانية خلال الأشهر الـ 18 الأخيرة، وقضية كشمير، والعلاقات مع الهند وجملة من القضايا الإقليمية.
وأشار إلى أهمية التعاون بين تركيا وباكستان في العديد من المجالات، وخاصة التعدين.
وفي التفاصيل:
**الأناضول: باكستان وتركيا تمتلكان علاقات متجذرة تتطور يومًا بعد آخر. في أي مجالات تعتقد أن بإمكان البلدين تطوير علاقاتهما بشكل أكبر؟ وما هي أولوياتهما؟
عمران خان: إن علاقات السكان الذين يعيشون اليوم في هذه البقعة الجغرافية التي نسميها باكستان تعود إلى فترة “حركة الخلافة” التي بدأت عام 1920، وتأسست هذه الحركة لوقف الهجمات التي تعرضت لها تركيا من كل حدب وصوب في تلك الفترة، التي عمل فيها سكان هذه المنطقة ومسلمو الهند على جمع الأموال لمساعدة تركيا، التي كانت تكافح ضد هجمات عدة بلدان أوروبية.
لا يزال الشعب التركي ممتنًا لتلك المساعدات التي وصلته في أصعب لحظات تاريخه. إن أسس هذه العلاقة الودية بين البلدين الشقيقين تنبثق من هذه الذكرى الخالدة.
الآن، نحن نعمل عن كثب على تطوير العلاقات التجارية بين البلدين فضلًا عن مواقفنا المشتركة من كشمير.
إن باكستان ممتنة للرئيس أردوغان على التضامن الذي أظهره في الأمم المتحدة مع قضية كشمير، والمواقف المناهضة للإجراءات العنصرية والفاشية للحكومة الهندية. علاقاتنا مع تركيا تتطور بشكل قوي في جميع المجالات.
** ما هي المجالات التي ينبغي أن تركز عليها العلاقات بين البلدين؟
– منتصف فبراير الجاري، ننتظر زيارة الرئيس أردوغان إسلام أباد برفقة وفد من رجال الأعمال وممثلي المؤسسات التجارية وثلة من المستثمرين.
ونحن بدورنا سوف ننظم لقاءات لأعضاء الوفد التركي مع نظرائهم الباكستانيين. هدفنا تحسين العلاقات التجارية بين البلدين. فبإمكان باكستان وتركيا إجراء تعاون وثيق في مجالات مثل التعدين.
باكستان بلد غني بالمعادن ولديه مناجم مثل: الذهب والنحاس والفحم، لكننا نواجه صعوبات في مجال التنقيب والاستخراج. عندما يصل أردوغان، سنناقش التعاون في مجالات متعددة. ذلك أن بلادنا عاقدة العزم على الاستفادة من التطور التكنولوجي الذي حققته تركيا. سنعقد اجتماعًا لمناقشة جميع جوانب علاقاتنا الاقتصادية، بالإضافة إلى ذلك، سنناقش أيضًا القضايا الاستراتيجية والدبلوماسية.
** أنتم تصفون العلاقات بين حكومتي البلدين بـ”الجيدة”، لكن كيف يمكن تحسين العلاقات على المستوى الشعبي؟ على سبيل المثال، تركيا تشكل وجهة رئيسية بالنسبة للسياح الباكستانيين. ما الذي يجب فعله من أجل جذب السياح الأتراك إلى باكستان؟
– أجريتُ رحلة مع العائلة إلى إسطنبول قبل أن أصبح رئيسًا للوزراء. لقد أحبّ أبنائي إسطنبول كثيرًا. إسطنبول هي واحدة من أقدم المدن في العالم، وهذه العراقة تجذب بطبيعة الحال الكثير من الاهتمام لاسيما وأن هذه المدينة كانت حاضرة الإمبراطورية الرومانية الشرقية (بيزنطة) والدولة العثمانية.
في المقابل، هناك الكثير مما يمكن رؤيته في باكستان. تركيا دولة متقدمة جدا من الناحية السياحية، ونحن لسنا كذلك في هذا المجال. لكن باكستان بلد ذو جوانب متميزة. يمكنك رؤية مناخات مختلفة في نفس الوقت في بلدنا، كما لدينا مقومات مهمة من حيث السياحة الدينية. حيث يحتوي بلدنا على آثار لحضارة السند، وهي واحدة من أقدم الحضارات في التاريخ، كما تضم باكستان أعلى قمم في العالم (17 من أصل 50 أعلى قمة بالعالم). نحن نعمل على تعريف الشعب التركي بهذه الجوانب المهمة من باكستان، في إطار مشاريعنا التي تهدف إلى تحسين قطاع السياحة في بلدنا.
#قلصنا أكبر عجز في الحساب الجاري بتاريخنا
** تولت حكومتكم السلطة في أغسطس/ آب 2018، ما الذي تغير في باكستان منذ ذلك الحين؟
– عندما تولينا رئاسة الوزراء، كان الفرق بين مداخيل البلاد ونفقاتها على أعلى مستوى في تاريخ البلاد.
تغلبنا على أكبر عجز في الحساب الجاري، فالضرائب التي جرى جمعها لم تكن كافية لسد لعجز. كما كانت البلاد تعاني من نقص في النقد الأجنبي، لذلك كان علينا أن نتخذ خطوات لتحقيق الاستقرار في اقتصادنا، لأن نقص الدخل مقارنة بحجم النفقات قلل من قيمة عملتنا الوطنية، حيث انخفضت قيمة الروبية الباكستانية 35 بالمئة.
في الواقع نجحت الخطوات التي اتخذناها في تحقيق الاستقرار في قيمة العملة الوطنية. يجب أن أهنئ فريقنا الاقتصادي في هذه المرحلة، فقد قلصنا الفرق بين الإيرادات والنفقات بنسبة 75 بالمئة وأصبحت الروبية أكثر استقرارًا.
ومع استقرار الاقتصاد الباكستاني، زادت الثقة، ما انعكس بشكل إيجابي على قيمة سوق الأسهم وعملية جذب المزيد من المستثمرين.
الآن الشيء الرئيسي بالنسبة لنا هو الحفاظ على هذا الاستقرار، لا تزال هناك بعض الصعوبات القائمة، لكن يمكنني القول أننا خرجنا من الأزمة بنجاح.
** تقولون إن الاقتصاد اتجه نحو الاستقرار من خلال القرارات والإجراءات التي جرى اتخاذها. هل الشارع يشعر بهذا الاستقرار؟
– إذا لم يكن هناك توازن بين الصادرات والواردات فهذا الوضع يؤثر على عجز الحساب الجاري بشكل سلبي، وانخفاض قيمة العملة الوطنية يؤدي إلى حدوث تضخم.
هذا التضخم يؤثر أيضا على جيب المواطن في الشارع.. لدينا معدل تضخم مرتفع الآن، لكننا حققنا الاستقرار في قيمة اقتصادنا وعملتنا الوطنية. خطوتنا التالية هي خفض التضخم وتحقيق النمو، بالإضافة إلى ذلك، بدأنا مشاريع إسكان لصالح المواطنين ذوي الدخل المنخفض، فنحن بحاجة إلى إيجاد المزيد من الوظائف لشباب.
** لكن الخطوات التي اتخذتها حكومتكم في مجال الاقتصاد وخاصة مكافحة الفساد تتعرض لانتقادات المعارضة. ما هو ردكم على تلك الانتقادات؟
– كانت باكستان في وضع مشابه لوضع ماليزيا عندما تولى مهاتير محمد رئاسة الوزراء، كان هناك خلل كبير في الميزان التجاري لباكستان، بسبب فساد الطبقة الحاكمة في الفترة السابقة.
لقد لعبت الحكومات السابقة دورًا مهمًا في الأزمات الاقتصادية التي شهدتها باكستان خلال السنوات العشر الماضية. إلا أن الأزمة الاقتصادية التي واجهتها ماليزيا لم تكن سيئة بحجم الأزمة التي شهدتها باكستان.
اليوم تخلصت بلادنا من الطبقة السياسية الفاسدة التي عملت على تبديد موارد البلاد خلال الحقبة السابقة. ونشهد وجود مساعٍ للإطاحة بالحكومة وجعل البلاد غير مستقرة.
إن المعارضة الحقيقية هي التي تقدم العون للحكومة على اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل ضمان استقرار الاقتصاد بالدرجة الأولى، لاسيما في الأوقات الصعبة.
كان لدينا الكثير من الديون وقد لا نكون قادرين على تلبية متطلبات الديون الخارجية. إذا لم نلبِ هذه الشروط، فسوف يتضاعف التضخم وستفقد عملتنا المزيد من قيمتها.
المعارضة تنظر إلى النجاحات التي تحققها الحكومة على أنه موت بطيء بالنسبة لها، وهذا الوضع يدفع بها نحو عرقلة جهودنا. نحن نتفهم هذا الوضع لأننا في الواقع حرمنا هذه الطبقة السياسية من مواقعها، لاسيما وأنها اعتادت على إدارة البلاد منذ 30 عامًا، ولها جذور عميقة (في الحكم) ومصابة بالفساد.
** ألا تستطيع باكستان التغلب على الأزمات الاقتصادية من خلال تحويل موقعها الجغرافي إلى مركز تجاري إقليمي، بدلاً من الحصول على قروض وديون؟
– باكستان لديها واحدة من أهم المواقع الاستراتيجية في العالم. في جنوبنا، هناك دول الخليج، أكبر مورد للنفط والطاقة في العالم، كما أن الصين هي واحد من جيراننا وأكبر الأسواق على مستوى العالم. يمكننا الاتصال بآسيا الوسطى عبر أفغانستان وإيران، إضافة إلى جارتنا الهند، التي تعتبر ثاني أكبر سوق في العالم.
في هذه المرحلة، فإن الموقع الجغرافي لباكستان في وضع أفضل من العديد من البلدان. لدينا أيضا عدد كبير من الشباب. لدينا اقتصاد مستقر ونحتاج إلى تسهيلات في مجال القيام بالأعمال التجارية.
وبفضل الخطوات التي اتخذناها العام الماضي، حققنا تقدمًا ملحوظًا بزيادة قدرها 28 درجة من حيث سهولة ممارسة الأعمال التجارية، وأصبحنا بذلك واحدة من أفضل 10 دول في هذا المجال. نريد مواصلة السير نحو هذا الهدف، وهو تحويل باكستان إلى مركز إقليمي للاستثمار.
** تغير المناخ يعد أحد أكبر المشاكل التي تعاني منها باكستان، ذلك لأنها من بين الدول الأكثر تأثراً بهذه المشكلة. ماذا تفعل إسلام أباد للحد من هذه التأثيرات وما هي تأثيرات هذه الظاهرة على باكستان والمنطقة؟
– يؤثر تغير المناخ العالمي ليس فقط على باكستان بل على العالم بأسره، وستكون باكستان واحدة من أكثر البلدان تضرراً بسبب هذه الظاهرة، لأن 80 بالمئة من مياه الأنهار لدينا تأتي من الأنهار الجليدية في الجبال.
بدأنا حملة لزيادة مساحة الأراضي المزروعة ونخطط لزراعة 10 مليارات شجرة في 4 أعوام. بالإضافة إلى ذلك، سوف نقوم بتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لدينا من خلال تأمين 40 بالمئة من مصادر الطاقة المتجددة بالكامل خلال السنوات العشر القادمة.
ومع ذلك، فإن الاحتباس الحراري وتغير المناخ ليسا ظاهرة يمكن لباكستان محاربتها لوحدها في المنطقة. يجب على العالم أن يتّحد حول هذه القضية، ويجب تقليل تأثيرات تغير المناخ.
#الهند أخلت بالوضع الخاص لإقليم كشمير
** لازال حظر التجوال الذي فرضته الهند في إقليم كشمير مستمراً منذ ستة أشهر، فما هي الأحداث التي وقعت في هذه الفترة؟ وكثيراً ما تتطرقون لهذه المسألة في كافة المنتديات فهل حصلتم على أي نتائج؟
– بداية علينا أن نفهم أولاً ما الذي يجري في إقليم كشمير، وفي الهند، التي تسيطر عليها الآن أيديولوجية عنصرية متطرفة، يُطلق عليها “منظمة المتطوعين الوطنيين”. وترى هذه الأيديولوجية أن الهند للهندوس فقط، وتطلق على هذا المعتقد “هندوتفا” أي الهندوسية القومية.
وتستمد هذه الأيديولوجية مصدر إلهامها بشكلٍ كامل من النازيين في حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي.
ومثلما آمن النازيون بسمو وتفوق الجنس الآري فإن هذه الأيديولوجية العنصرية الفاشية تؤمن بتفوق الهندوس وتتجاهل المجموعات الدينية والعرقية الأخرى، التي تشكل ما يزيد عن 500 مليون إنسان.
وقام النظام التابع لمنظمة المتطوعين الوطنيين(SSR) باغتيال الزعيم الهندي “المهاتما غاندي”. وتم إعلانها “منظمة خارجة عن القانون” ثلاث مرات في الهند، إلا أنه منذ أن سيطرت هذه المنظمة على الهند فإن كافة الأقليات الموجودة بالبلاد، وعلى رأسها المسلمين، أصبحت تحت وطأة ضغط هذه المنظمة.
ومن الجدير بالذكر أن ما قامت به الهند من إجراءت غيّرت بها وضع ولاية جامو وكشميريعدُ إخلالاً بالدستور الخاص بها.
إقليم كشمير مصنف دوليا على أنه منطقة مُتنازع عليها، وتجاهلت الهند كافة قرارات الأمم المتحدة.
وعلاوةً على ذلك تم الإخلال أيضاً باتفاقية “سيملا” الموقعة بين الهند وباكستان.
هذا ولا يزال حظر التجوال الذي تم فرضه على 8 ملايين شخص، مستمراً في الإقليم منذ ستة أشهر.
جدير بالذكر أن ما يقرب من 900 ألف جندي هندي في الإقليم. وجميع القيادات الكشميرية الآن في السجون. إضافةً إلى أنه تم إرسال آلآف الشباب إلى سجون خارج كشمير.
ونظراً لخطورة الوضع في هذه المنطقة؛ جاهرنا كدولة باكستان بصوتنا في كافة المنتديات العالمية الخاصة بالأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية.
والسبب الذي جعلنا ممتنين للرئيس أردوغان، يتمثل في كونه ندد في كلمته التي ألقاها باجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بالخطوات التي اتخذتها الهند وبالانتهاكات التي ارتكبتها فيما يتعلق بمسألة حقوق الإنسان.
** حسناً، فما هي الخطوات التي ستتخذونها في المستقبل لحل هذه الأزمة؟
– دعني أوضح لك في البداية أن الاستراتيجيية المستقبلية التي سنتبعها لابد وأن تكون استراتيجية تلقى قبولاً لدى العالم والمنظمات الدولية مثل منظمة الأمم المتحدة، فهذه المنظمات برزت على الساحة الدولية للتدخل ضد هذا النوع من الممارسات غير العادلة والأخطار التي قد تقع في أي دولة من دول العالم.
ومما لا شك فيه أن هناك عنف قائم في إقليم كشمير وسيستمر هذا العنف أيضاً مع رفع حظر التجول؛ إذ أن شعب هذا الإقليم سيخرج إلى الشوارع للاحتجاج على هذا الوضع؛ وسيلجأ الـ900 ألف جندي الموجودين هناك للعنف من أجل قمع هذه الاحتجاجات. والشيء المؤكد أن الدماء التي ستُراق بعد رفع حظر التجوال في كشمير ستصل أيضاً باكستان؛ ومن ثم وجب على منظمة الأمم المتحدة ضرورة التحرك في هذا الصدد من الآن.
** ما هي وجهة نظركم فيما يتعلق بقوانين الجنسية التي اعتمدتها الهند ضد الأقليات الأخرى وخاصة المتعلقة بالمسلمين؟ هل تعتقدون أن المواطنين الذين سيتم إسقاط الجنسية عنهم نتيجةً لهذه القوانين سيؤثرن على باكستان بشكل يتشابه مع ما عاشه المسلمون في ميانمار؟
– تجدر الإشارة في البداية إلى أن الهند تستهدف في الأساس بقانوني الجنسية، اللذين قامت بإصدارهما الـ200 مليون مسلم الذين يعيشون بداخلها، كما أصدرت ميانمار قوانين مشابهة بنفس الشاكلة ثم قامت أولاً بطرد المسلمين خارج حدودها وفي أعقاب ذلك نفذت إبادة جماعية ضد المسلمين المتبقين بداخلها.
وبناءً على ذلك فإني أخشى من إنزلاق الهند لهذا السيناريو، إذا أن هذا الأمر كان هدفاً واضحاً لـ”منظمة المتطوعين الوطنيين”، في الفترات الزمنية المختلفة.
وربما لا يعرف الكثير من الناس هذه المنظمة جيداً ولكن عندما ندقق النظر في أفكار مؤسسيها سنرى بوضوح كيف تسير الحكومة الهندية الموجودة في يومنا الحالي بخطوات سريعة في هذا الاتجاه الذي ألمحنا إليه، وكيف أنها تحاول نبذ المسلمين خارج المجتمع بإعلانهم مواطنين من الدرجة الثانية وسلب حقوق المواطنة منهم.
التعداد السكاني للمسلمين بالهند، والذي يبلغ 200 مليون نسمة، ليس بالعدد الذي يُستهان به. ولذلك فإني أتوقع حدوث استقطابات شديدة في الهند، كما أتوقع انتفاض الطوائف الأخرى التي تعيش بالهند بخلاف المسلمين، والتي تتشكل من تعداد بشري يزيد عن 500 مليون نسمة في المجمل، ويتم نبذه من قِبل هذه الأيديولوجية العنصرية لتلك المنظمة، مثل: السيخ والمسيحيين والطوائف الدنيا في النظام الطبقى بالهند والعشائر الأخرى.
الهند نفسها ستضرر من هذا الوضع بشكل أكبر من الضرر الذي قد يلحق بنا. ومن الواضح تخوف بنغلاديش من التعرض لأزمة تتعلق باللاجئين، حيث تم إسقاط الجنسية عن مليوني نسمة معظمهم من المسلمين في ولاية آسام بالهند. وتخيلوا معي إذا ما تم إخطار كل هذا التعداد السكاني بسحب الجنسية الهندية منه إلى أين سيتوجه هؤلاء؟ وخاصة بعدما أعلنت بنغلاديش أنها لن تستقبل هذا العدد المحتمل من اللاجئين. فإلى أين سيذهبون؟!
#نتمنى مشاركة تركيا في الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني
** هناك علاقات متطورة بين باكستان والصين وخاصة في المجال التجاري؛ ويعتبر الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CEPC) بصفة خاصة من أهم المشاريع المشتركة بينكم. فكيف تقيمون مستقبل هذه العلاقة؟
– تجاوزنا الأزمة الاقتصادية التي تعرضنا لها بفضل علاقاتنا مع الصين بصفةٍ خاصة. وفي إطار مبادرة الحزام والطريق (حزام واحد، طريق واحد) الصينية؛ يتم الآن إنشاء مناطق اقتصادية خاصة في باكستان ستعمل على جذب اهتمام المستثمرين.
وتجدر الإشارة أن وجود اتفاقيات تجارة حرة لنا مع الصين سيوفر فرصة هامة للمستثمرين الأجانب الذين يرغبون في التصدير للصين.
وعلاوة على ذلك فإننا نسعى لزيادة الإنتاج الزراعي المنخفض لدينا من خلال نقل التكنولوجيا الصينية الموجودة في مجال الإنتاج الزراعي. كما نهدف إلى إنشاء معاهد مشتركة مع الصين؛ لكي نوفر للأجيال الشابة لدينا الحصول على تعليم فني متميز.
** كيف ستؤثر الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وكذلك انتشار فيروس كورونا الجديد الذي ظهر في الصين، على العلاقات الاقتصادية القائمة بين إسلام أباد وبكين؟
– نتمنى السيطرة على فيروس كورونا الجديد خلال فترة وجيزة، وندعو للصين أن تُوفق في هذا الصدد، ومن المحتمل أن هناك أشياء مخيفة تحدث بسبب انتشار هذا الفيروس. ونرغب في مد يد العون إلى الصين. وأنا لا أعلم إلى متى ستستمر الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين ولكني لا أعتقد أنها ستؤثر على باكستان.
** هناك انتقادات تزعم أن مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني سيُغرق باكستان في مستنقع الديون. فما وجهة نظركم في هذا الصدد؟ وعلاوةً على ذلك هل هناك مباحثات تقومون بها من أجل ضم دول أخرى في المنطقة مثل تركيا إلى هذا المشروع؟
– دعوني أوضح لكم في البداية أن الدين الناتج عن مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني يُشكل جزءا صغيرا جداً من إجمالي الدين العام لباكستان. ولهذا السبب فإن القول بأن هذا المشروع سيُغرق باكستان في مستنقع من الديون ليس له أي أساسٍ من الصحة.
وبالنسبة للشطر الثاني من سؤالكم؛ فنحن نتمنى بالطبع أن تنضم تركيا إلى هذا المشروع الاقتصادي الضخم.
#نسعى للحيلولة دون وقوع حرب بين السعودية وإيران
** منذ سنوات وأنتم تقولون إنه لا يمكن حل المشاكل بقوة السلاح، وفي هذا الإطار تبذلون جهداً حثيثاً في أفغانستان وبين السعودية وإيران. هل تعتقدون أن جهودكم هذه في سبيل إيجاد حلول بديلة قد أثمرت؟
– أنا ممن يؤمنون جدا بأن الحلول العسكرية لا يمكنها فض المشكلات بين الدول، وقد رأينا ذلك عندما احتل الاتحاد السوفيتي أفغانستان. حيث تم ارتكاب مذبحة وكان لذلك تأثيراً على باكستان أيضا. كما تأثرت باكستان أيضاً بالحرب التي أعلنتها الولايات المتحدة على الإرهاب في أفغانستان بعد ذلك، ولأن الصراعات لا تؤدي إلى أي حلول علينا نحن العمل على منع نشوب هذه الصراعات.
ولا نريد أن تنشب حرب بين جارتنا إيران والسعودية التي نعتبرها دولة شقيقة لنا. كما لا نريد أيضاً اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وإيران. لأنها ستكون حرباً لا منتصر فيها.
وعلينا الاستفادة من خبرات وتجارب الصين. فبينما كانت الحروب مستمرة في المنطقة، كانت الصين تقوم بإنشاء بنيتها التحتية. وربما كانت الصين اليوم هي صاحبة أفضل شبكة سكك حديدية في العالم.
وفي الوقت الذي تسخر فيه الصين مواردها لإنشاء البنية التحتية وتطويرها نرى النزاعات والصراعات مستمرة في العالم الإسلامي. انظروا إلى سوريا وليبيا والصومال واليمن. لا تجدون هناك سوى الموت والخراب.
ولذلك أرى أن دور باكستان هو إسكات صوت النيران وتحقيق السلام عبر جمع الأطراف المتنازعة حول طاولة المفاوضات. ونقوم بفعل كل ما في وسعنا. فالله يريدنا أن نسعى لذلك.
** الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سبق وأن طلب منكم القيام بدورالوساطة بين دول الخليج العربي وإيران. فهل حصلتم على أي نتائج من محاولات الوساطة هذه؟
– عقب استهداف المنشآت النفطية في السعودية قمنا بالدور الذي يتوجب علينا القيام به وعقدنا مباحثات مع إيران والسعودية والولايات المتحدة. وأعتقد أننا وفقنا في مهمتنا لتخفيف حدة التوتر. إلا أنه يجب التوصل لحل نهائي. لا يزال التوتر مرتفعاً لحد ما في الوقت الحالي، ولكن أعتقد أننا تمكنا من منع نشوب الحرب لفترة بعد أن كانت على شفير الاندلاع.
** هل تقولون إنكم تسببتم في الحيلولة دون وقوع حرب بين السعودية وإيران؟
– أعتقد أننا منعنا نشوب نزاع بين البلدين. كما بذلنا أفضل ما في وسعنا من أجل القيام بالدور الذي يتوجب علينا القيام به عندما تمت مهاجمة منشآت النفط السعودية. ولكن كما تعلمون نحن فقط نحاول وعلينا أن نحاول دائماً، لأنه لا يوجد شيء أسوأ من نشوب صراع بين الجيران. ولاحظنا ما تسبب به ذلك في أفغانستان. ولو حدث صراع في الخليج سترتفع أسعار النفط كثيراً وسيتحمل عبء ذلك الدول الفقيرة.