بعد الإعلان عما يسمى بـ “صفقة القرن”، أواخر يناير الماضي، تشكلت لجنة فنية أمريكية إسرائيلية، لتنفيذ ما ورد في الخطة التي رفضها الفلسطينيون، وكشف مصدر “إسرائيلي” أن لجنة رسم الخرائط التي ستحدد المناطق التي ستفرض عليها السيادة الإسرائيلية تشرع بعملها.
ونقل عن مسؤول حكومي “إسرائيلي” كبير، قوله: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عيّن مندوبين أمريكيين في اللجنة، وهم سفير بلاده لدى “إسرائيل” ديفيد فريدمان، وكبير مستشاري السفير آرييه لايتستون، وسكوت ليث رئيس شؤون العلاقات الإسرائيلية – الفلسطينية في مجلس الأمن القومي الأمريكي.
وأوضح المصدر أن هذه الخطوة الأمريكية تأتي بعد أن أعلنت “إسرائيل” هوية أعضائها، وهم: وزير السياحة ياريف ليفين، والسفير الإسرائيلي لدى أمريكا رون ديرمر، ورونين بيرتس، المدير التنفيذي لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
بدوره، قال أحمد الطيبي، العضو العربي في “الكنيست”: إن سكان المثلث في الخط الأخضر داخل فلسطين التاريخية عام 1948، ليسوا قطع شطرنج يتلاعب بهم كل من بنيامين نتنياهو، وجاريد كوشنر، المستشار الأول للرئيس الأمريكي.
وجاءت أقوال الطيبي تعقيبًا على ما تتضمنه الخطة الأمريكية المسماة “صفقة القرن” بشأن نقل سكان المثلث للدولة الفلسطينية المحددة وفق الخطة.
وخاطب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو الناخبين “الإسرائيليين” قائلاً: إن “إسرائيل” والولايات المتحدة ستقرران معاً إذا استوفى الفلسطينيون شروط قيام دولة فلسطينية، وأن الخطة مختلفة عن أي خطة تم طرحها في الماضي وتشكل فرصة تاريخية لـ”إسرائيل”.
وسعى نتنياهو إلى الرد على ادعاءات تتعلق بـ”صفقة القرن”، وأحدها أن خطة ترمب للسلام تنشئ دولة فلسطينية داعمة للإرهاب.
وأضاف أن الخطة تفعل العكس تماماً، وهي تفرض شروطاً متشددة وصارمة على الفلسطينيين مقابل صفقة مستقبلية، وبين أمور عديدة، تلزم الخطة بتغيير أساسي للمجتمع الفلسطيني وتحويله إلى كيان ديمقراطي، حسب زعمه.
وتابع نتنياهو: إن “إسرائيل” والولايات المتحدة هما اللتان ستقرران ما إذا استوفى الفلسطينيون كافة الشروط، والشروط كثيرة، ومن أجل الدخول في مفاوضات، الفلسطينيون ملزمون بالتوقف فوراً عن دفع رواتب للأسرى وعائلاتهم، والتوقف عن أي محاولة للانضمام إلى منظمات دولية من دون مصادقة “إسرائيل”، وبسحب دعاويهم ضد “إسرائيل” في المحكمة الجنائية الدولية.
وتابع نتنياهو أن كل هذه شروط مسبقة تطالب الفلسطينيين بتنفيذها قبل الدخول إلى مفاوضات سياسية فقط لا غير، ومن أجل إنهاء المفاوضات السياسية، عليهم استيفاء كل واحد من الشروط التالية: الاعتراف بدولة “إسرائيل” كدولة يهودية، الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لـ”إسرائيل”، الموافقة على سيطرة أمنية إسرائيلية على كل المنطقة الواقعة غرب نهر الأردن؛ بالجو والبحر والبر، ووقف التحريض ضد “إسرائيل”.
وكتب نتنياهو حول مخطط ضم مناطق في الضفة الغربية إلى “إسرائيل”، أن “الخطة ستقود إلى ذلك، ولأول مرة منذ قيام الدولة، “صفقة القرن” تمنح اعترافاً أمريكياً بسيادتنا على أقاليم الوطن هذه، المستوطنات اليهودية في يهودا والسامرة وغور الأردن، وهذا تطبيق للحلم الصهيوني.
واعتبر نتنياهو أن هذه أكثر خطة ودية تجاه “إسرائيل”، وهي انقلاب تاريخي لمصير شعبنا، ولأول مرة، خطة ترمب تفعل العكس تماماً لكل ما تم طرحه في خطط سياسية سابقة.
وتابع نتنياهو أن الخطة تطالب أيضاً بتشكيل نظام دولي لتسوية قضية اللاجئين اليهود الذين أرغموا على الهروب من دول عربية وإسلامية، وتدعو الدول العربية إلى التوقف عن مبادرات ضد “إسرائيل” في الأمم المتحدة ومؤسسات دولية أخرى.
ودعا نتنياهو الناخبين للتصويت لصالحه، وقال: إن هذه الانتخابات ستقرر ما إذا كانت “إسرائيل” ستنفذ الفرصة التاريخية أو أنها ستهدرها، وأنا سأطبق “صفقة القرن”، وخصومنا السياسيون سيجلبون إهدار القرن، ومن أجل تطبيق الفرصة التاريخية، ومن أجل أرض “إسرائيل”، يحظر علينا إهدار هذه اللحظة.