الحملات الفلسطينية من أجل تعزيز الهوية الفلسطينية والتعريف بها، مستمرة على قدم وساق، على رغم كل الظروف الصعبة التي يمر بها العالم بشكل عام أو القضية الفلسطينية بشكل أخص، حملة “انتماء” هي إحدى تلك الحملات الشعبية، التي انطلقت عام 2010 وما زالت مستمرة وبوتيرة تصاعدية للمحافظة على الهوية الفلسطينية وتعزيزها وتعميق الانتماء لفلسطين والتمسك بحق العودة.
منسق حملة “انتماء” سامي حمود، وفي مقابلة مع “قدس برس”، أوضح أن “الحملة وعلى الرغم من جائحة “كورونا”، أطلقت برنامج عملها لشهر مايو، من أجل إحياء الذكرى الثانية والسبعين للنكبة، بما يعكس الحفاظ على الهوية الفلسطينية، في مواجهة صفقة القرن التي تستهدف الأرض والشعب والهوية، وذلك من خلال مؤتمر صحفي إلكتروني، عبر برنامج “Zoom” وبالشراكة مع المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج”.
وأشار حمود إلى أن الحملة تركز في نطاق عملها على العناوين التالية: “رفع العلم الفلسطيني طوال شهر مايو، وارتداء اللباس التراثي الفلسطيني وكل ما يرمز لفلسطين مثل الكوفية والوشاح الفلسطيني، بالإضافة إلى نشر الملصقات والمواد الدعائية والتراثية الفلسطينية في الأماكن العامة، وكتابة المقالات والتقارير الصحفية ونشرها في الوسائل الإعلامية، كذلك تنظيم الحملات الإعلامية والمعارض التراثية والمهرجانات الشعبية في أوساط اللاجئين الفلسطينيين، كما يتم إطلاق المبادرات والتي تهدف إلى زيادة الوعي والمعرفة بالقضية الفلسطينية في أوساط الشباب”.
وتابع حمود: “تشترك في الحملة عشرات المؤسسات واللجان العاملة والداعمة للحق الفلسطيني في مختلف مناطق الانتشار الفلسطيني؛ حيث تنشط الحملة في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والأردن، وسوريا، وداخل فلسطين المحتلة، فضلاً عن تفاعل المؤسسات والجاليات الفلسطينية والعربية مع الحملة في بعض دول الخليج العربي، وفي تركيا، وماليزيا، وإندونيسيا، وبريطانيا، والعديد من الدول الأوروبية، وكذلك في بعض دول أمريكا اللاتينية مثل تشيلي والسيلفادور، بالإضافة إلى بعض دول المغرب العربي مثل تونس والجزائر والمغرب”.
وأردف: “لا يقتصر حراك الحملة على المؤسسات وإنما يتعدّى ذلك إلى تفاعل الأفراد والعائلات الفلسطينية والمتضامين العرب والأجانب في مختلف أماكن تواجدهم من خلال التعرف على الحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتفاعل مع مواد الحملة الإعلامية والإلكترونية التي تنشرها الحملة تباعًا”.
كورونا
وحول تأثير وباء “كورونا” على نشاطات الحملة، قال حمود، إنه “لا شك أن تفشي فيروس “كورونا” في معظم دول العالم، وتوقف الحياة الطبيعية والتزام الناس حالة الحجر المنزلي، دفع بإدارة الحملة للتفكير في آليات عمل وأشكال جديدة في حملة “انتماء”، تكون بديلاً لتوقف الفعاليات الجماهيرية التي يتم تنظيمها كل سنة ضمن أنشطة وفعاليات الحملة؛ من شأنها أن تكون حافزًا لتفاعل الجمهور مع الحملة”.
وأضاف: “لقد تم إعداد سلسلة برامج متنوعة تحمل مضامين الحملة وتوصل رسالتها وأهدافها إلى جمهور الحملة، وذلك من خلال المشاركات الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى أفكار إبداعية من إسهامات الناس وعائلاتهم خلال فترة الحجر المنزلي”.
هذا وتتنوع برامج الحملة بين مجالات الفن والشعر والرسم، ومشاركات لشخصيات ونجوم فلسطينيين وعرب كلٌ عبر تخصصاته، بالإضافة إلى مساحة لتعبير الشباب والهواة عن انتمائهم بطريقتهم الخاصة، فضلاً عن مساحة مهمة لمشاركات المرأة والطفل في الحملة.
كما عملت الحملة على استقبال مشاركات ورسائل فردية تحت شعار “فلسطين تجمعنا والعودة موعدنا” من شخصيات نخبوية أو عامة الناس وذلك من خلال تسجيل رسائل قصيرة للتأكيد على مشاركتهم في الحملة وتمسكهم بحقوقهم وهويتهم وتراثهم والدعوة للتفاعل مع الحملة.
وأكد منسق حملة “انتماء” أن الحملة تطورت كثيراً في أدائها وأساليبها ومضامينها وآليات عملها بالشراكة مع عشرات المؤسسات بمختلف مشاربها وانتماءاتها السياسية، الأمر الذي يعزز فكرة أن “انتماء” لم تعد مجرد حملة شعبية إعلامية على مدار شهر واحد من الفعاليات، بل هي مشروع وطني يُساهم في تكريس ثقافة وهوية وتاريخ شعب متجدّر في أرضه ومتمسك بثوابته الوطنية، وبات يُنظر لـ “انتماء” على أنها حملة وطنية جامعة لكل المؤسسات واللجان والهيئات والروابط الشعبية والإعلامية والطلابية.
أنشطة النكبة
وفيما يخص أنشطة ذكرى النكبة، أوضح حمود، أن “حملة “انتماء” بدأت في إطلاق برامجها الإلكترونية بعد المؤتمر الصحفي للإعلان عنها بتاريخ 20 إبريل 2020، من خلال نشر مشاركات الشخصيات الفنية والأدبية عبر منصات الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات النشر في الواتس آب، وذلك ضمن برنامج نشر يومي متنوع مثل “موال لعيون فلسطين، قصائد لعيون فلسطين، نرسم لفلسطين، ورسائل العودة ومشاركات الشخصيات ومشاركات الأطفال والمرأة الفلسطينية”.
وأمس (1 مايو)، أطلقت “انتماء” حملة توحيد البروفايل على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بهدف التأكيد على فكرة ارتباط الإنسان الفلسطيني بأرضه وقريته ومدينته في فلسطين من خلال التأكيد على البيت الأصلي في تلك القرية أو المدينة”.
وأكد حمود: “ومن المفترض استمرار الحراك الإلكتروني للحملة طوال شهر مايو، وتتنوع فيها المشاركات والمساهمات والأنشطة الإلكترونية التي تُراعي إجراءات الحجر المنزلي. حيث ستكون الذروة الرقمية لحملة انتماء في 15 أيار 2020، الذكرى 72 لنكبة فلسطين، سيتم تنظيم غرف إلكترونية للتغريد على وسم موحد، في أكثر من بلد”.
ضغوط صهيونية
وحول الضغوطات الصهيونية بيّن “حمود” أن الاحتلال الإسرائيلي “لم ينفك من محاولات تصفية قضية اللاجئين وشطب حق العودة، وطمس الهوية الفلسطينية وتزييف التاريخ وسرقة التراث، حيث يسعى جاهداً إلى تشويه وعرقلة كل جهد فلسطيني سواء داخل الوطن أو خارجه. ومشروع “صفقة القرن” ومحاولات التطبيع مع بعض الأنظمة العربية ليست سوى مدخلاً إلى تغيير الحقائق والتاريخ والثقافة للمنطقة العربية بأسرها”.
وتابع: “في المقابل، يستمر الحراك والنضال الفلسطيني بكافة أشكاله لمواجهة كل هذه المشاريع التآمرية على القضية والشعب الفلسطيني، والعمل مع مختلف المؤسسات والنشطاء العرب المقاومين للتطبيع، لإفشال كل المشاريع الإسرائيلية في المنطقة، والعمل لإعادة التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية وأهميتها وضرورة دعم شعبها وتمكين صموده في مواجهة الاحتلال”.