– مخلوف: المشيشي لم يقدم برنامجه إلا في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء
– الحاجي: كلمة المشيشي اقتصرت على الطابع الاقتصادي وغاب عنه الطابع الاجتماعي
– صمارة: سعيّد أصبح عامل تفرقة رئيس ومولّداً للصراعات
– المشيشي: أولويات الحكومة الإنعاش الاقتصادي والاهتمام بمشكلات التونسيين
– الغنوشي: الديمقراطية الناشئة في تونس تترسّخُ يوماً بعد يوم بالرغم من الصعوبات والتحديات
حصلت حكومة هشام المشيشي على ثقة البرلمان بـ134 صوتاً، وعارض 67 نائباً منحها الثقة، فيما لم يحتفظ أي نائب بصوته، وبذلك تصبح حكومة هشام المشيشي الحكومة الثانية التي يمنحها البرلمان ثقته منذ الانتخابات البرلمانية 2019، والحكومة الثالثة التي مرّت بمجلس نواب الشعب خلال أشهر.
جلسات عاصفة
شهد البرلمان التونسي جلسات عاصفة، أمس الثلاثاء وحتى فجر اليوم الأربعاء، ووجهت للرئيس قيس سعيّد، ورئيس الحكومة هشام المشيشي انتقادات لاذعة، وقال رئيس حزب قلب تونس، نبيل القروي، بعدما كال المديح للمشيشي: إن وزراء السيادة عينتهم وفرضتهم نادية عكاشة، مديرة ديوان قيس سعيد، على المشيشي، وتابع: ماذا فعل رئيس الجمهورية منذ توليه الرئاسة غير أنه اشترى خبزين وبحث عن بيضة! (الحالة الأولى عندما ظهرت إشاعة تسميمه بالخبز، والثانية عندما قال أحد المواطنين من باعة الخمور خلسة: إنه سيتعشى بيضة فبحث عنه سعيّد وأعطاه هدية).
وطالب النائب ياسين العياري بوقف العمل، كحراس لإيطاليا، في إشارة لضغط إيطاليا والاتحاد الأوروبي على تونس لمنع أفواج المهاجرين الأفريقيين وغيرهم من الإبحار إلى إيطاليا.
وقال النائب سيف الدين مخلوف: إن المشيشي لم يقدم برنامجه إلا في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء، وأشار إلى وجود إصرار على استبعاد البرلمان.
ووصف النائب عدنان الحاجي كلمة رئيس الحكومة المكلف بالخطاب الشعبوي الذي اقتصر على الطابع الاقتصادي وغاب عنه الطابع الاجتماعي، وأن الدولة ليست جهازاً محايداً، بل طبقياً، وفق قوله.
وقال النائب الصحبي صمارة: تمنينا أن يشرف رئيس الجمهورية على نوع من المصالحة السياسية التاريخية، لكن سعيّد أصبح عامل تفرقة ومولّداً رئيساً للصراعات، فهو يصارعنا برؤية غير واضحة، وفق تعبيره.
ووصف النائب عبداللطيف العلوي الرئيسَ التونسي بأنه “رئيس قبيلة أكثر منه رئيس دولة”، واعتبر النائب الصحبي عتيق أن الأصل في الأشياء الحكومة تعبر عن النظام السياسي، ونظام الأحزاب والكتل، وتعكس نتائج الانتخابات وتتحمل المسؤولية وفق برنامج أمام الشعب، وهذا هو الأصل، ونحن في هذه الحكومة على خلاف هذا الأصل.
ودعا النائب سمير ديلو رئيسَ الحكومة إلى التعاون مع البرلمان بعد التصويت على حكومته، وتجنب عدم التعاون الذي صبغ علاقته بالبرلمان قبل ذلك.
ووجه النائب صافي سعيد رسالة للرئيس قيس سعيّد قائلاً: هناك نزوع لتصفية الديمقراطية يا أيها الرئيس تدخلت كثيراً، الحظوظ تقف أحياناً مع السياسيين، لكن تأخذهم أحياناً أخرى لنهايات شنيعة.
أولويات المشيشي
مباشرة بعد التصويت لفائدة حكومته، فجر اليوم الأربعاء، قال رئيس الحكومة هشام المشيشي، في تصريح للصحفيين: إن أولويات حكومته الإنعاش الاقتصادي، والاهتمام بمشكلات التونسيين.
وأشار إلى أن محاربة الفساد تمثل أولوية بالنسبة للحكومة، ولكنها تتم عبر مختلف هياكل الدولة، ومن بينها القضاء، وسوف نسعى إلى توفير الأرضية الملائمة للمكافحة الفساد.
وأكد احترامه العميق للدستور ومؤسسات الدولة، وأنه سيتعاون مع البرلمان؛ “ستكون علاقتنا مع البرلمان في تفاعل إيجابي، وسيتم بناء الثقة معه من أجل التونسيين”.
الغنوشي: البرلمان يمنح الثقة ويسحبها
في أول تعليق له بعد المصادقة على حكومة هشام المشيشي، مباشرة، أكد رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي للصحفيين أن “البرلمان هو مصدر السلطة، يمنح الثقة ويسحبها”، في تلميح للجدل الحاصل مؤخراً حول طبيعة النظام السياسي وصلاحيات مختلف الرئاسات.
وكان الغنوشي قد أشار خلال افتتاح الجلسة العامة المخصصة لمنح الثقة لحكومة المشيشي إلى أنّ الديمقراطية الناشئة في تونس تترسّخُ يوماً بعد يوم بالرغم من الصعوبات والتحديات.
وتابع: نحن على يقين بأنّ إرادة الشعب سائرة في هذا الاتجاه الحواري والتوافقي.
وأشار إلى أن الاختلافات التي يشهدها المجلس التي تعبّرُ عن التنوّع والتعدّد دون المضي قُدُماً في تحمّل أعباء المسؤوليّة الوطنيّة، وهذه المسؤوليّة تزدادُ ثقلاً اليوم أمام التحديات الصحية الطارئة التي تواجهها بلاد وما تتركهُ من أثرٍ على كلّ الأصعدة، وفق قوله، وبيّن أن هذا الوضع الاستثنائي يدعونا جميعاً إلى التحلّي بروح المسؤولية العالية وإعلاء قيم التعاون والتآزر والعمل على التهدئة للتغلّب على كلّ الصعوبات.
وأكد أن الدستور هو الخيمة التي يأوي إليها الجميع والمرجع الذي يحتكم إليه تعبيراً عن التعاقد المجتمعي، وأن الاحتكام للقانون والتزام الدولة بدستورها ومؤسساتها من مظاهر تحضر المجتمع.