تمر علينا هذه الأيام الذكرى الـ 31 للغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت، عندما اجتاح الجيش العراقي بقيادة المجرم صدام حسين الكويت، فجر يوم الخميس الثاني من أغسطس 1990م، في عملية غادرة لن ينساها التاريخ في محاولة لطمس هويتها ومحو كيانها ووجودها.
ومنذ اللحظات الأولى للاحتلال العراقي، أعلنت الكويت قيادة وشعباً رفضها لهذا العدوان السافر، ووقف أبناؤها في الداخل والخارج صفاً واحداً إلى جانب قيادتهم الشرعية، ولم يجد المحتل كويتياً واحداً يخون الوطن ويقبل بالاحتلال.
وهذا الغزو الغاشم كان سبباً في غالبية النكبات التي تعرضت لها الأمة.
فبالإضافة لما سببه هذا الغزو الهمجي من تدمير لجزء كبير من مقدرات الكويت والدول الخليجية (في عملية التدمير ثم إعادة البناء، والفاتورة الكبيرة للتحرير)، فإنه تسبب في تراجع القضية المركزية للأمة الإسلامية؛ ألا وهي قضية فلسطين أرض الإسراء والرباط، بعد أن أوجد شرخاً في الأمة، وضعفت وتفككت طبقاً لموقفها من الغزو العراقي الغاشم، واهتزت الثقة فيما بين الدول العربية، واخترق العدو الصهيوني صفوفها، وقام بتحييد غالبية الدول العربية والإسلامية (ناهيك عن الدول التي تدعمه سراً)، واستفرد بكامل الدولة الفلسطينية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، لافتراسها، فأصبح يعيث فيها فساداً دون أن يردعه أحد.
تتبقى الدروس والعبر التي نخلص بها من غزو صدام الغاشم للكويت، ويأتي على رأسها أن الاستبداد والدكتاتورية تسببتا في قيادة المنطقة إلى حروب مدمرة، وأن الشعوب مطالبة بمقاومة الاستبداد والطغيان والدكتاتورية التي تؤدي إلى هلاك الأمم.
ومن الدروس المستفادة أيضاً، وفاء أهل الكويت جميعهم وبمختلف طوائفهم، وفئاتهم للدفاع عن الحق والوقوف مع الشرعية، والتضحية بالغالي والنفيس، ولم يجد المعتدي أي تعاطف من أي كويتي محب لبلده.
وأن الجيش العراقي عندما غزا الكويت لم يفرّق بين أحد، ومن ينظر إلى أسماء الشهداء يجدهم من مختلف فئات المجتمع، لذلك نحن بأمسّ الحاجة اليوم للوحدة الوطنية مرة أخرى.
وأن العمل الإنساني والخيري الذي تقدمه الكويت كان له أثر إنساني كبير في مواجهة الغزو، وأنه خير من يدافع ويتحدث عن الكويت، وهو إحدى أدوات قوة الكويت الناعمة، ويجب أن يتم دعمه، لا محاربته بادعاءات باطلة.
حفظ الله الكويت والأمة الإسلامية من كل مكروه وسوء.