مع اقتراب فصل الشتاء واشتداد الأمطار، تزداد هواجس سكان قطاع غزة، خاصة سكان المناطق التي تضررت خلال حرب الاحتلال الأخيرة على القطاع، منتصف شهر مايو الماضي، من مخاطر انهيارات أرضية قد تحدث بسبب تسرب مياه الأمطار والصرف الصحي، خاصة أن عملية إصلاح أضرار شبكات البنى التحتية لم تُنجز بعد؛ ما يهدد أيضا بغرق مناطق كاملة في القطاع.
أولى تلك الإشارات التي وصلت السكان وأكدتها إنذارات سابقة لجهات الإشراف، كانت إعلان بلدية غزة عن هبوط كبير حدث في المنطقة المتضررة في شارع بغداد بحي الشجاعية شرق المدينة التي تضررت خلال الحرب الأخيرة؛ حيث أوضحت البلدية أن الهبوط يعد مؤشرا لما حذرت منه سابقاً من حدوث “انهيارات وتسرب لمياه الأمطار والصرف الصحي” في المناطق المتضررة.
حذرت البلدية من انعكاس تأخر عملية الإعمار سلباً، إذا لم يتم التدخل العاجل والبدء في إعمار البنية التحتية
وقد حذرت البلدية مجدداً من انعكاس تأخر عملية الإعمار سلباً، إذا لم يتم التدخل العاجل، والبدء في عملية إعمار البنية التحتية كأولوية عاجلة تزامناً مع إعمار المنشآت السكنية، وأشارت إلى أن الهبوط ناجم عن تسرب مياه من خط المياه المتضرر الذي تمت صيانته بشكل أولي وعاجل عقب العدوان، وتسربت المياه في التربة؛ ما أدى لهبوط في الشارع.
وقالت إن طواقمها تحركت للمكان فور تلقيها إشارة الهبوط في الشارع، وبدأت بصيانة خط المياه، وسيتم عقبه ردم الهبوط بالتراب لمنع وقوع أضرار للسائقين.
تصدعات كبيرة
وعقب هبوط الانهيار دعت البلدية كافة المؤسسات المحلية والدولية للتدخل العاجل، والإسراع في عملية إعادة الإعمار؛ تحسباً لتفاقم الأوضاع خلال فصل الشتاء وسقوط مياه الأمطار، وجددت تحذيرها من تأخر عملية إعادة الإعمار وأكدت ضرورة الإسراع والبدء بها قبل تساقط الأمطار؛ حيث أشارت إلى عواقب تأثير فصل الشتاء ومياه الأمطار على المناطق التي تضررت، ودخول مياه الأمطار والصرف الصحي في باطن التربة، وحدوث انهيارات في المناطق المتضررة.
ودفع هذا الهبوط المواطنين -خاصة القاطنين في المناطق التي تعرضت لاستهداف كبير من قبل الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة- إلى التعبير عن خشيتهم وخوفهم؛ حيث قال المواطن أحمد رجب إن المنطقة التي يقطن بها معرضة للانهيار بشكل كامل، وقد لحقت بالمباني المحيطة به تصدعات كبيرة، إضافة إلى تدمير الشوارع الرئيسية؛ وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على التحرك في الشوارع.
قُدّر حجم الأضرار التي لحقت بقطاعات البنية التحتية بنحو 158 ألف متر مربع من الشوارع، و54 ألفًا من الأرصفة
وناشد ضرورة إصلاح المنطقة قبل هطول الأمطار بشكل قوي حتى لا تحدث أضرار كبيرة أخرى، ويكون ضحيتها أفرادا جددا.
يُشار إلى أن طيران الاحتلال الإسرائيلي تعمد خلال الحرب الأخيرة قصف العديد من الطرق الرئيسية في مدينة غزة؛ ما أدى إلى تدمير شبكات البنى التحتية المتمثلة في المياه والصرف الصحي، وكذلك شبكات الكهرباء والهواتف، وقُدّر حجم الأضرار التي لحقت بقطاعات البنية التحتية بنحو 158 ألف متر مربع من الشوارع، و54 ألفًا من الأرصفة، و26 ألف متر طولي من شبكات المياه، و23 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي، و14 ألف متر من شبكات الإنارة، و2850 من خطوط تصريف مياه الأمطار، ومحطة الصرف الصحي رقم 1، ومرافق أخرى للبلدية.
وتقدر قيمة الأضرار التي لحقت بشبكات البنى التحتية في القطاع، خلال الحرب الأخيرة بـ 50 مليون دولار، غالبيتها وقعت في مدينة غزة.