يتابع الفلسطينيون خاصة والعرب عامة الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا التي اندلعت قبل عدة أيام وانشغال كافة وسائل الإعلام الدولية والعربية سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة ووسائل التواصل الاجتماعي التي عجت بالتحليلات والتفسيرات لتلك الحرب الذي لا يعرف أي من كان إلى أين ستؤول؟ وكيف ستكون نهايتها في ظل التحالفات التي تحدث وتهديدات بوتين بضرب كل من يقف مع أوكرانيا؟.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه في الوقت الحالي ما تداعيات وتأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على فلسطين في ظل استمرار الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على الشعب الفلسطيني؟.
القيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية محمد جرادة قال لـ”المجتمع”: إن “إسرائيل” دولة عنصرية وإرهابية وتمارس شتى أنواع التعذيب والإجرام بحق الشعب الفلسطيني بشكل يومي سواء أكانت هناك حروب في المنطقة أو لا فهي دولة قامت على دماء شهداء الشعب الفلسطيني.
وأضاف جرادة: إن “إسرائيل” من الطبيعي أن تستغل انشغال العالم الذي اتجهت أنظاره وفضائيته لتغطية الحرب من أجل أن تمرر وتنفذ كافة مخططاتها العنصرية خاصة في مدينة القدس والضفة الغربية عبر التوسع الاستيطاني وعمليات القتل التي تمارسها والتي كانت آخرها استشهاد 3 شبان فلسطينيين في أقل من 24 ساعة بالضفة الغربية، إضافة لعمليات الاعتقال اليومية.
وأكد جرادة أن “إسرائيل” وأذرعها المختلفة بما فيها منظمات المستوطنين الإرهابية ستستغل الانشغالات الدولية بما يجري بهدف تصعيد عدوانها وانتهاكاتها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني.
تعميق الاستيطان
وحذر من سرقة مزيد من الأراضي الفلسطينية وتعميق الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة عامة، والقدس وأحيائها المختلفة بما فيها حي الشيخ جراح خاصة، مؤكداً أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات وجرائم بما في ذلك العدوان المستمر على القدس والضفة الغربية واستمرار الحصار على قطاع غزة يثبت أهمية توفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال الذي يعتبر أطول احتلال عبر التاريخ.
ودعا المجتمع الدولي والمنظمات والمجالس الأممية المختصة وفي مقدمتها اليونسكو ومجلس حقوق الإنسان إلى ضرورة متابعة ما يحدث من جرائم في الأراضي الفلسطينية وتوثيقها ورفعها للمحاكم الدولية لمحاكمة مرتكبيها من القادة الصهاينة.
وقال: إن القضية الفلسطينية يجب أن تكون حاضرة في كافة المحافل الدولية ويجب أن لا تغيب عن عيون المجتمع الدولي حتى يحصل الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه المشروعة لإقامة دولته المستقلة كباقي شعوب العالم الذين نالوا حريتهم واستقلالهم.
وأضاف أنه يجب استنهاض طاقات الشعب الفلسطيني لمواجهة مخاطر اندفاع “إسرائيل” لمحاولة حسم تصفية القضية الفلسطينية في ظل انشغال العالم في الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها الخطيرة اللاحقة.
وقال: إن الشرعية الدولية لا تتجزأ ولا يجوز الكيل بمكيالين ويجب على الفلسطينيين التمسك بحقوقهم وتقرير مصيرهم في إقامة دولتهم.
وتابع: إن الشعب الفلسطيني ضحايا حرب “إسرائيلية” يجب على المجتمع الدولي إنصافه.
وشدد على أن هذه الحرب تفرض على الشعب الفلسطيني توخي شديد الحذر والحرص على التمسك بمبادئ القانون الدولي والدعوة لحل النزاعات بالطرق السلمية والحوار وليس بالقوة العسكري واعتبار حق الشعوب في تقرير مصيرها مبدأ غير خاضع للمساومات.
وطالب المجتمع الدولي بتطبيق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية تجاه فلسطين وإجبار الاحتلال على الالتزام بميثاق الامم المتحدة وإنهاء احتلاله للأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧.