لا شك، أيها القارئ الكريم، نعني به عام 1990 وتحرير الكويت 1991.
هجم الجيش العراقي البعثي بأوامر بعثية كافرة على دولة الكويت الحبيبة في هذا التاريخ 2/ 8/ 1990، حيث نام أهل الكويت كويتيون ليلتها وأصبحوا في هذا التاريخ 2/ 8 لا هوية لهم، ولولا فضل الله تعالى أولاً وآخراً ومنته على الكويت وأهلها لما كنا اليوم في هذا البلد الحبيب ننعم ونعمل أحراراً بفضله ومنته ورحمته التي وسعت كل شيء وما نحن إلا شيء مما خلق.
الحمد لله تعالى أن هذا الهجوم الهمجي البعثي الكافر واحتلاله للكويت الحبيبة لم تطل مدته، وبعد 7 أشهر فقط بفضله منته تم تحرير الكويت، كويت الخير والأيادي البيضاء والعطاء في رضا الله سبحانه وتعالى.
في هذه الظروف الصعبة للأشهر السبعة التي تم فيها احتلال الكويت الحبيبة تشكلت لجان العمل في الداخل والخارج مثل التكافل وأمثالها، وكانت لها العلاقة المباشرة مع الحكومة الكويتية التي في المنفى بمدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى حفظها الله تعالى بحفظه، وكانت حكومة الكويت حينها وفي هذا الوضع الصعب والعسير؛ كانت حريصة كل الحرص على أن يبقى ما تقدمه من خير بفضل الله مستمراً ولا ينقطع عن أحد ممن يحتاجه، لا ينقطع رغم الظرف الصعب الذي تمر به، وهذا يدل على أن الكويت وأهلها على يقين أن النجاة بيد الله الذي يسخر الأسباب حينما يرضى سبحانه وتعالى على من يرضى عليه، تشكلت الحكومة في المنفى بمدينة الطائف، وذلك لتواجد صاحب السمو حينها أمير البلاد الراحل جابر الأحمد، رحمه الله، هناك وولي العهد الراحل سعد العبدلله، رحمه الله تعالى.
وحينها أدان مجلس الأمن الدولي هذا الهجوم الهمجي البعثي بالإجماع، وهذا بفضل الله تعالى كما أسلفنا ثم بفضل مد يد الخير للمحتاج من قبل الكويت حكومة وشعباً، وكان ذلك في اجتماع عاجل استجابة لطلب الكويت بذلك، وأيضاً مجلس جامعة الدول العربية في اجتماعه غير العادي طالب فيه العراق بالانسحاب عاجلاً لا آجلاً.
الغريب بالفعل والعجيب أن البعث الكافر اتهم الكويت بما قام هو به من جرائم في الكويت وعلى أراضيها! ادعى أن الكويت سرقت أراضيه ونفطه، فلذلك هاجم الكويت، علماً أنه هو من اعتدى على الكويت أكثر من مرة، وسرق نفطها، وحاول حفر الآبار في أراضيها وداخل حدودها.
ولعلنا نتساءل: لماذا أقول البعث الكافر؟ أجيب:
أولاً: مؤسس هذا الحزب هو ماسوني مسيحي الأب يهودي الأم المقبور ميشيل عفلق، مع زميله البيطار، وأول ما تعاون البعث تعاون مع الماركسية البلشفية وتعاضدوا معهم ومجلتهم وإنشائها عام 1943.
ثانياً: حزب يدعي أنه متفلت من كل الخرافات والتقاليد والرجعية، والرجعية عندهم كما يعلمها الجميع هي الدين.
ثالثاً: التوصية الرابعة للحزب وفي منهجهم حيث يؤكد الحزب: “يعتبر المؤتمر الرابع الرجعية الدينية أحد المخاطر الأساسية التي تهد وتهدر الانطلاقة التقدمية، ولا بد من علمانية الحزب”؛ أي لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين.
رابعاً: يقول في التوصية التاسعة: “أفضل سبيل لتوضيح فكرتنا القومية هو شرح إبراز فهمنا ومفهومنا التقدمي العلماني، ويجب نشر التربية الاشتراكية التي تعتق المواطن من الأطر التقليدية والاجتماعية والموروثة والمتأخرة لكي يمكن خلق إنسان عربي جديد”!
وغير خافٍ أن المقصد هو الدين وشريعته وإبعادها عن الساحة بكل نواحيها ومجالاتها!
كانت اللعبة كبيرة، وكان الحنطور كبيراً جداً، وكان يحتاج هذا الحنطور الكبير إلى حمار كبير جداً ليجره، بعد أن كُتب سيناريو تمثيلية حرب التوحش الطائفي بين العراق وإيران باتفاقهم كقيادات على ذلك بشكل أو بآخر، ونضجت نتائج هذه التمثيلية ولتكامل السيناريو الجديد للمنطقة كان الهجوم على الكويت الحبيبة!
فكان صاحب الحنطور الأكبر هو البعث وتلميذ ميشيل عفلق الماسوني المعتق، تحرك تلميذه صدام الفتنة، وذلك بعد أخذ الإذن والضوء الأخضر بشكل أو بآخر من الأسياد.
نعم الأسياد، ذكرت الصحيفة الألمانية “دي فيلت” وبينت فيه الموقف الغريب من السفيرة الأمريكية في ذلك الحين وهي جلاسبي حيث أعطت الضوء الأخضر لحمار الحنطور الأكبر للقيام بالعملية بشكل أو بآخر وجر الحنطور، والذي من بعد جره ستنتقل المنطقة إلى عملية جديدة حسب المخطط بعد التوحش الطائفي بحرب الـ8 سنوات، وها نحن نعيش نتائج بدأ العمل لها منذ التوحش الطائفي عام 1980.
فعام 1980 هو بداية حرث الأرض وما زلنا ندفع الثمن بسبب تلك التمثيليات التي تداعت بعدها أدوار وظلال درامية لا تصب إلا لصالح أعداء الأمة في تفريقها وتشتيتها أكثر وأكثر.
ومع ذلك، نحمد الله تعالى على كل حال وأي حال أن منّ الله سبحانه وتعالى علينا بالتحرير والأمان، والفضل والمنة له ولا لسواه.
أختم وأقول: مهما عمل العدو وخطط فالتعلق بالله هو النجاة، وكما قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: “صنائع المعروف تقي مصارع السوء”، ولله الفضل والمنة.