نماذج عن النضال الفلسطيني متعددة الصور في التضحية والعطاء، فالاحتلال يمارس وحشيته بشكل يومي بحق الفلسطينيين في المخيمات والبلدات والقرى والمدن في الضفة الغربية، ويستخدم وسائل قتالية من طائرات مسيرة وأسلحة محظورة دولياً في تصفية المقاومين خلال اقتحامه للمناطق المستهدفة.
أبو رعد الفلسطيني من مخيم جنين، أصبح أيقونة النضال في مواجهة الاحتلال وجرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ويعتبره الاحتلال من المحرضين الذين يجب استهدافهم بالقتل، وفي مجزرة جنين الأخيرة استشهد نجله رعد برصاص الاحتلال، وقبل ذلك استشهد نجله منفذ عملية ديزن جوف، وهدم الاحتلال منزله ويطارده حتى هذه اللحظة.
خطابات أبي رعد الفلسطيني في مخيم جنين كان لها صدى واسع بين الفلسطينيين، فهو الأب المجاهد المقاوم، قدم فلذات أكباده شهداء على ثرى الوطن، ولم يرفع الراية البيضاء، بل زاد ذلك من عزيمته وإصراره على مواصلة النضال رغم كل الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحقه وأبناء شعبه.
الشيخ محمود جعيدي، خطيب يوم الجمعة في مسجد محمد الفاتح في قلقيلية، قال: لم أجد الكلمات التي تفي حق هذا الرجل الذي قدم أغلى ما يملك من ولد ومال في سبيل فلسطين وشعب فلسطين.
وأضاف جعيدي أن خطبة الجمعة الماضية كانت عن هذا الرجل المعطاء الذي لم يتأخر عن نداء الواجب، وقدم نموذجاً يستحق أن يكون قدوة على مستوى العالم، وفي جنازة نجله الشهيد رعد كانت خطاباته في الجنازة وحدوية ومؤثرة، وتكتب من ماء من ذهب، فهي ملحمة في الصمود والثبات والتحدي، وتناقلها الجميع كونها مفاصل رئيسة في مواجهة احتلال غاشم.
وحرضت الصحافة العبرية على أبي رعد من عدة زوايا، منها أنه من ضمن صفوف الأجهزة الأمنية، ويحمل رتبة عسكرية رفيعة، وطالبت السلطة بقطع راتبه العسكري، كما تم التحريض عليه بأنه يقود حملة لتوحيد فصائل المقاومة في مواجهة الاحتلال، وأنه يشكل خطراً على الواقع الميداني داخل جنين وخارجها، وأصبح أيقونة للجميع ويجب التخلص منه في أسرع وقت.
وقال الفلسطيني عبدالرحمن حمد (60 عاماً): ما زالت صورة أبي رعد أمامي وهو يودع نجله رعداً ودمعاته تخرج من عينيه، إلا أن كلماته كانت في الصميم، وطالب الجميع بوحدة الموقف والوحدة وتحريم الاقتتال الداخلي والاستجابة لنداء الوطن والواجب، وعدم السماح للاحتلال بالعربدة وقتل الناس بدم بارد، وهذا الأمر رفع من معنويات الشعب الفلسطيني بأن يكون مثل أبي رعد حاضراً في الميدان لا يخشى الاحتلال وبطشه.
وقال والد الشهداء أبو صالح صوي من قلقيلية (78 عاماً): عندما سمعت بأبي رعد وتضحياته شعرت بفخر واعتزاز من أب لا يخشى الاحتلال، فأنا شبيه أبي رعد في التضحية، فالاحتلال قتل ابني الطفل “حسين” في الانتفاضة الأولى، وكان أول شهيد من مدينة قلقيلية، كما أن الشهيد ابني صالح صوي نفذ عملية جودن جوف عام 1994 بعد ارتكاب مجزرة الحرم الإبراهيمي.
وأضاف: أبو رعد الفلسطيني نموذج يتكرر، ويشكل رافعة لمعركة النضال الفلسطيني، فهو يجاهد بالمال والنفس وفلذات الأكباد، وهذا ما يقلق الاحتلال ويجعله يتخبط.