في عصر «السوشيال ميديا» والتحول الرقمي، أصبح من المهم جداً الأخذ بعين الاعتبار حفظ خصوصيتنا من الانتهاك، ونقصد بالخصوصية في الإنترنت حق الفرد في حماية المعلومات والبيانات الشخصية الخاصة به عند استخدام الإنترنت والتطبيقات البرمجية، ويتضمن ذلك التفاصيل الشخصية مثل الاسم والعنوان والبريد الإلكتروني ورقم الهاتف والمعلومات المالية وكل ما يتعلق بتحركاتنا اليومية.
إن القوانين الدولية الآن تسمح للأفراد بالتحكم في معلوماتهم الشخصية ومن يمكنه الوصول إليها وكيفية استخدامها؛ ففي العصر الرقمي اليوم، أصبحت حماية خصوصيتنا أكثر أهمية من أي وقت مضى، ومع الاستخدام الواسع للتكنولوجيا والإنترنت يتم جمع معلوماتنا الشخصية ومشاركتها وتخزينها باستمرار من قبل عدد كبير من التطبيقات والمواقع الإلكترونية التي نزورها، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان السيطرة على معلوماتنا، وفي النهاية سرقة الهوية والاحتيال المالي وأشكال أخرى من الإساءة لنا.
ولحماية خصوصيتنا، فمن المهم أن نكون على دراية بالطرق التي يتم بها جمع معلوماتنا الشخصية واستخدامها، يتضمن ذلك فهم سياسات الخصوصية لمواقع الويب والتطبيقات التي نستخدمها، فضلاً عن توخي الحذر بشأن المعلومات التي نشاركها عبر الإنترنت.
على سبيل المثال، تُظهر بعض التطبيقات الصلاحيات الخاصة بها للمستخدم عند تحميل التطبيق، لكن للأسف فإن الكثير من الناس لا يقرؤون هذه الصلاحيات، وقد يعرضهم لذلك للاختراق أو جمع المعلومات، كما أن الغالبية العظمى من المستخدمين يتجاهلون قراءة «سياسة الخصوصية» عند التسجيل في خدمة معينة، ويشيرون للموافقة عليها دون معرفة محتواها.
نصائح للحماية
باتباع هذه النصائح، يمكنك تقليل أخطار سرقة معلوماتك الشخصية أو اختراقها أثناء اتصالك بالإنترنت بشكل كبير والحفاظ على حياتك الرقمية بشكل آمن:
– استخدم كلمات مرور قوية وفريدة من نوعها لجميع الحسابات على الإنترنت؛ فسيؤدي ذلك إلى زيادة صعوبة وصول المتسللين إلى معلوماتك الشخصية.
– يجب عدم مشاركة كلمة المرور مع الغرباء، والدخول للحسابات عبر شبكات الإنترنت العامة.
– كن حذراً بشأن المعلومات التي تشاركها عبر الإنترنت، ويتضمن ذلك عدم مشاركة المعلومات الشخصية، مثل عنوانك أو رقم هاتفك وصورك على وسائل التواصل الاجتماعي أو المنصات العامة الأخرى.
– استخدم إعدادات الخصوصية على وسائل التواصل الاجتماعي والأنظمة الأساسية الأخرى عبر الإنترنت؛ للتحكم فيمن يمكنه رؤية معلوماتك، وما المعلومات التي تتم مشاركتها.
– كن على دراية بحيل الخداع وأساليب الهندسة الاجتماعية الأخرى؛ فالهندسة الاجتماعية هي الأسلوب الأكثر استخداماً في الوقت الحالي للاختراق، وهو باختصار: استخدام أساليب الإقناع المختلفة من خلال رسالة نصية أو بريد إلكتروني أو مكالمة هاتفية لإقناعك بخدمة (قد تكون غالباً وهمية) أو منتج، أو تحميل تطبيق معين، وهناك تنوع في هذه الحيل أوردنا بعضها في هذه النصائح.
– احذر من التصيُّد الاحتيالي (phishing)، وهو من أنجح أساليب الهندسة الاجتماعية، وهو محاولة خداعك لتقديم معلومات شخصية أو أموال عبر روابط وهمية أو إرسال صفحات وهمية للدخول والتسجيل فيها، ودفع أموال من خلال البريد الإلكتروني أو روابط قد تستقبلها عبر رسائل «فيسبوك»، أو «إنستجرام»، أو «واتساب».
– كن حذراً عند فتح مرفقات البريد الإلكتروني أو النقر فوق روابط من مصادر غير معروفة داخل رسائل البريد.
– عند استقبال بريد إلكتروني يحمل في طياته ضرورة تحويل أموال أو إرفاق معلومة مهمة أو ضرورة النقر على رابط مرفق في البريد؛ قم مباشرة بالتواصل مع مرسل البريد الإلكتروني للتأكد من صحته وصحة المعلومات الواردة فيه، ويجب أن يكون التواصل عبر الهاتف أو وسيلة أخرى غير هذا البريد الإلكتروني؛ فربما يكون قد تعرض للاختراق.
– تأكد من شركات التوظيف قبل التعامل معها؛ فمن الأساليب المنتشرة حالياً التي يتم فيها جمع المعلومات هي الوظائف الوهمية؛ حيث يقوم الضحية بإرسال السيرة الذاتية التي تحتوي على معلومات خاصة جداً وصورة الجواز أو الهوية الخاصة، وهذه كلها تساعد «الهاكرز» في اختراق الضحية أو إقناعه بدفع رسوم قليلة لهذه الخدمة (الوهمية).
– لا تصدق البريد الإلكتروني الذي يعرض عليك ملايين الدولارات مقابل خدمات صغيرة، كل هذا من أساليب الإقناع التي تعرضك للنصب والاحتيال الإلكتروني.
– استخدم شبكة افتراضية خاصة (VPN) عند الوصول إلى الإنترنت على شبكات «Wi-Fi» العامة لحماية معلوماتك من اعتراض المتسللين.
– احذر كثيراً من البرامج مكسورة الحماية (CRACKED) (وهي البرامج التي يحصل عليها المستخدم مجاناً من مواقع مخادعة بهدف عدم شرائها) حيث تبين أخيراً أن الكثير من حالات الاختراق تمت بعد تثبيت تطبيق مكسور الحماية.
– حافظ على تحديث برامجك وتطبيقاتك وأجهزتك لضمان حمايتها من أحدث التهديدات الأمنيّة.
– يجب استخدام المصادقة الثنائية (2FA) حيثما أمكن ذلك؛ حيث تضيف طبقة إضافية من الحماية من خلال طلب طريقة أخرى للتحقق، مثل رمز يتم إرساله إلى هاتفك، بالإضافة إلى كلمة المرور الخاصة بك (خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق «واتساب»).
– من المهم استخدام برامج مكافحة الفيروسات والبرامج الضارة على جهاز الحاسوب والأجهزة المحمولة لديك للحماية من البرامج الضارة.
– احرص على مراقبة التقارير المالية والائتمانية بانتظام للتأكد من عدم فتح معاملات أو حسابات غير مصرح بها باسمك، واحرص أيضاً على ربط الحركات المالية على حساباتك برسائل التنبيه (SMS)؛ حيث تتوفر هذه الخدمة في معظم المؤسسات المالية حالياً.
– من أفضل الممارسات لحفظ الحياة الرقمية هو الاحتفاظ بنسخ احتياطية للملفات الشخصية وملفات العمل (الصورة والفيديوهات الخاصة وملفات الوورد والإكسل والباوربوينت وملفات البرمجة والفوتوشوب وغيرها)، فأحد أهداف «الهاكرز» الدخول لهذه الملفات وسرقتها والمطالبة بفدية مالية من أجل استرجاعها؛ فالحل الأمثل لذلك الاحتفاظ بنسخة خارج الجهاز الخاص بك.
من خلال اتخاذ هذه الخطوات البسيطة، يمكنك المساعدة في حماية خصوصيتك والحفاظ على أمان معلوماتك الشخصية، وتذكر أن حماية خصوصيتك عملية مستمرة، وهي مسؤوليتك أولاً وأخيراً؛ لذلك فمن المهم أن تبقى على اطلاع بأحدث التهديدات وأفضل الممارسات للحفاظ على أمان معلوماتك.
في الختام، الخصوصية حق مهم ويجب حمايتها، ومع نمو التكنولوجيا والإنترنت أصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى أن تكون على دراية بكيفية جمع معلوماتك الشخصية واستخدامها، واتخاذ خطوات لحمايتها.
ومن خلال توخي الحذر واتخاذ الاحتياطات اللازمة، ستكون أكثر أماناً في الفضاء الرقمي.