منذ اليوم الأول لوقوع كارثة الزلزال بمناطق جنوب تركيا وشمال سورية، سارع مسلمو الإيغور بمد يد العون لأشقائهم الأتراك في مواجهة المحنة، فدشنوا حملات إغاثية وأرسلوا فرقَ متطوعين بالإضافة إلى التبرعات المادية.
وشكَّل اتحاد منظمات تركستان الشرقية، الذي يتخذ من إسطنبول مقراً له، خلية أزمة بمجرد وقوع الزلزال، لبحث كيفية مد يد العون لتركيا، ومنذ اليوم الأول للزلزال تم تشكيل فرق تطوعية من مسلمي الإيغور للذهاب إلى المناطق المنكوبة، إلى جانب تجهيز مواد إغاثية وغذائية وملابس وأغطية إلى هذه الولايات.
فرق متطوعين
وفي تصريحات لـ«المجتمع»، قال رئيس اتحاد منظمات تركستان الشرقية هداية الله أوغوز خان: أرسلنا فرق متطوعين إلى المدن المنكوبة؛ حيث تم إرسال الفريق التطوعي الأول إلى قهرمان مرعش التي كانت مركز الزلزال، ثم تبع ذلك إرسال مجموعات متطوعين آخرين إلى كل من ولايتي هاطاي وآدي يمان.
وأوضح أن هذه الفرق مقسمة إلى مجموعات، تشتغل بعضها في أعمال الإنقاذ لاستخراج ناجين أو جثامين متوفين من تحت الأنقاض، وأخرى تقوم بأعمال طهي الطعام التركستاني وتوزيعه على فرق الإنقاذ والأهالي هناك، وفرقة ثالثة تقوم بتوزيع المساعدات من مواد غذائية وأغطية والخبز الإيغوري على العائلات المتضررة.
مطابخ متنقلة ومساعدات
وفي بيان سابق، قال اتحاد منظمات تركستان الشرقية: إن فرق المتطوعين من الإيغور أعدوا الطعام التركستاني لنحو 10 آلاف شخص في المناطق المنكوبة، وقاموا بتوزيع أكثر من 3 آلاف رغيف خبز إيغوري بالتعاون مع المؤسسات التركية.
وأوضح البيان أن العمل انقسم إلى 3 مراحل؛ أولاها إرسال فريق مكون من 30 شخصاً إلى ولاية قهرمان مرعش، ثم فريق من 65 متطوعاً إلى ولاية هاطاي، وفريق ثالث إلى آدي يمان، ينقلون مولدات كهربائية، بالإضافة إلى مساعدات بقيمة 7 ملايين ليرة تركية شملت مواد غذائية وتوزيع أكثر من ألفي قطعة ملابس وأحذية وألف بطانية وأوشحة تم توزيعها من خلال فريق «الهلال الأزرق» الإيغوري.
التبرع بمليون ليرة
وفيما يخص المساعدات المادية، جمع مسلمو الإيغور تبرعات نقدية بلغت 400 ألف ليرة تركية، إلى جانب تبرع مادي بقيمة مليون ليرة شارك به اتحاد منظمات تركستان الشرقية في حملة «تركيا قلب واحد» التي جمعت أكثر من 6 مليارات دولار خلال 7 ساعات في بث مباشر على الهواء.
من إسطنبول إلى هاطاي
ومن ولاية هاطاي، قال الأمين العام لجمعية المعارف التركستانية عبدالأحد عبدالرحمن، وهو قائد فريق المتطوعين الإيغور في هاطاي، في تصريحات لـ«المجتمع»: منذ سنوات جئنا إلى إسطنبول من تركستان الشرقية هرباً من بطش الاحتلال الصيني لبلادنا، وعندما وقع الزلزال كان الواجب أن نكون في عون إخواننا الأتراك في هذه المحنة.
وأضاف: من بين جهود الإيغور التركستانيين جئنا إلى ولاية هاطاي بفريق من المتطوعين تم تقسيمه إلى 3 أقسام، أحدها يقوم بتجهيز الطعام التركستاني للمتضررين والمتطوعين، وقسم آخر يقوم بتوزيع المساعدات، وأما القسم الثالث فهم يساعدون في أعمال الإنقاذ من خلال حفر البنايات التي تضررت من الزلزال في محاولة لإنقاذ ناجين أو استخراج جثامين المتوفين.
يشار إلى أن كثيراً من أبناء تركستان الشرقية يقيمون في تركيا هرباً من تنكيل الصين التي تحتل بلدهم منذ عام 1949، ويشكل الإيغور أكبر القوميات المسلمة في تركستان الشرقية، وتواصل الصين اضطهاد المسلمين هناك والتضييق عليهم، وجر الملايين منهم إلى معسكرات اعتقال لسلخهم عن هويتهم.