أقام «ملتقى القدس»، بالتعاون مع فريق «وعد التطوعي»، و«ديوانية أهل البلد» في الكويت، مساء أمس السبت، الغبقة المقدسية السنوية، في جمعية المعلمين الكويتية، بالتزامن مع ذكرى «يوم الأرض»، بحضور جمع من أبناء الجالية الفلسطينية.
وأثنى المنسق العام للملتقى جهاد جرادات على جهود دولة الكويت ودعمها المستمر للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أنها قلعة الصمود في مواجهة التطبيع رسمياً وشعبياً؛ ما يعكس مواقف الكويت الأصيلة تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته وحقه المشروع في المقاومة والتحرير.
وقال جرادات: جاءت غبقتنا هذه السنة ونحن نعيش حكاية «يوم الأرض» التي لم تنته في 30 مارس، بل هي مستمرة في كل يوم، وأن كل الأيام الفلسطينية هي يوم الأرض، ففي كل يوم هناك مصادرة للأرض، وهناك مستوطنات تبنى، وفي كل يوم هناك هدم منازل وتهجير وهناك شهداء.
وأكد جرادات أن الأرض هي محور الصراع لا يمكن أن تقبل القسمة على اثنين، أو يمكن أن تحمل هويتين؛ إما نحن أو نحن؛ وسيبقى صراعنا مع العدو المحتل صراع وجود.
وأشاد بصمود المرابطين والمعتكفين في المسجد الأقصى المبارك في مواجهة بطش وإرهاب العدو الصهيوني المحتل، وصد خطط ومشاريع منظمات الهيكل الذين رفعوا شعار فرض القرابين هذا العام بساحات «الأقصى».
وأشار إلى أن أمام «الأقصى» أياماً شديدة وحاسمة في مواجهة جرائم الاحتلال وقطعان المستوطنين، وهي لا تقل عن جرائم التهويد والاستيطان ومواصلة سرقة الأرض الفلسطينية.
واستطرد قائلاً: مع إشراقة كل صباح نزداد يقيناً بعودتنا، فنحن أصحاب الحق، وهم المحتلون الغاصبون القتلة، سنواصل السير على طريق العزة والمقاومة حتى نصل للحرية والتحرير والنصر والعودة؛ (وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً) (الإسراء: 51).
بدوره، قال رئيس رابطة شباب لأجل القدس العالمية طارق الشايع: إن «يوم الأرض» لربما هي ذكرى مؤلمة، ولكنها آلام نار تشتعل في نفوس أبناء فلسطين ونفوس الأحرار في العالم، لتظل ذكراها حية متجددة تثور على كل ظالم متجبر أو خائن ذليل.
وأضاف أنه تذكير بأن فلسطين ستحرر وترجع لنا ليس أمنية نتمناها ولا شوقاً نترقبه بالأحلام، بل حقيقة ثابتة وعقيدة راسخة بأن وعد الله حق.
من جهته، قال نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج هشام أبو محفوظ في كلمة مسجلة: إن الكويت أثبتت دائماً أنها متضامنة مع الشعب الفلسطيني بمواقفها في كل الميادين.
وأكد أبو محفوظ مواصلة الطريق لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني الكاملة، مشيراً إلى وقوفهم جنباً إلى جنب مع أهل القدس والضفة وغزة والداخل المحتل والأسرى البواسل في معركتهم مع الاحتلال.
وقال الشاعر أحمد الكندري: الكلمة جهاد، والشعر جهاد، والرسم جهاد، ولتعلموا أنه لن يكون هناك مجاهد من غير خطيب وشيخ يؤصل لهذا الجهاد الصحيح، ولن يكون هناك ثائر من غير كلمات ثورية وأشعار قوية تهز أركان الكيان وإشعال الحماسة في نفوس المجاهدين والمرابطين، ولن يكون هناك وعي إذا لم تكتب القصص والروايات للأطفال والأجيال تحكي عن بطولات فلسطين والشهداء الذين بذلوا الغالي والنفيس.
وأضاف: إذا كانت تسيل دماء في فلسطين يجب أن يسيل هنا الحبر والكلمة في جميع مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الكتب والروايات وفي كل فن نتقنه.
وأحيا الفلسطينيون، الخميس الماضي، في الداخل والشتات والأراضي المحتلة عام 1948 الذكرى الـ47 لـ«يوم الأرض»، الذي تعود أحداثه إلى فجر 30 مارس 1976، حين اقتحمت قوات الاحتلال بلدات «سخنين»، و«عرابة»، و«دير حنا» في الجليل، شمال فلسطين المحتلة، وأطلقت النار بشكل عشوائي على الفلسطينيين؛ ما أدى لاستشهاد 6 منهم، وإصابة 47، واعتقال 300 آخرين.