وصلتني شكاوى متعددة من شباب يصرخون بأن كثيراً من الفتيات تأثرن بمبادئ النسوية الكارثية من كونها تعتبر طاعتها لزوجها احتقاراً وعبودية، لا بد من الخلاص منها، وتأنف المطبخ وإعداد الطعام وأعمال البيت، فكيف لها ذلك وهي المتحررة المستنيرة، وأما القرار في البيت والجلوس فيه فهو سجن لا بد من الخلاص منه.
أما زوجها فهي نِدّ له، تخشى سيطرته، بل وتعمل جاهدة على الخلاص منها، وهي شريكة وليست زوجة، أما الوظيفة فهي الأصل ويأتي بعدها الزوج والأولاد، فهي أمان لها من تقلبات الدهر.
بداية الكارثة
وصلت إلينا الحركات النسوية من العالم الغربي من أكثر من ربع قرن، يقولون فيها: إن للمرأة حقوقاً وواجبات كالرجل، بل وأكثر، في كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والجنسية والفكرية.. إلخ.
ويعتبر البعض التنظيم النسوي الأقوى والأكثر انتشاراً في العالم بأسره، ويعمل من خلال شبكته الضخمة الكثير من المراكز والجمعيات والمؤسسات التي امتد تأثيرها في جوانب كثيرة للحياة السياسية والاقتصادية والتعليمية.. إلخ.
والمحزن أن أول دولة إسلامية دخلتها الحركات النسوية هي مصر، فكان تأسيس الاتحاد النسائي المصري عام 1923م، ونتج عن ذلك إقامة المؤتمر النسائي العربي عام 1944م، الذي كانت من توصياته الكارثية على الأسرة المسلمة تقييد الأحكام الشرعية المتعلقة بالطلاق ورفض تعدد زوجات والجمع بين الجنسين في التعليم الابتدائي والمطالبة بحذف نون النسوة.
أساليب النسويات
ومن أبشع أساليبها لعن الرجال وتشويه صورتهم في أذهان بناتنا المراهقات، والكارثة في تحطيم وتشويه القدوة في حياتهن، بل والتقليل من قدر أولياء الأمور من آباء وأمهات، ولنعرف ما يريدون الوصول إليه ننقل ما قالته إحداهن: «الزواج أفشل رابطة في الحياة، ونهايتها غالباً مأساوية للمرأة، فما أتوقع امرأة واعية وبرغبتها بدون ضغط تتزوج في مجتمع ما كفل لها حقوقها البديهية، ويجعلها مثل العبيد بين الرجال من أبيها وأخيها لزوجها للقبر»! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
مسؤوليات الآباء والأمهات
وهنا تقع مسؤولية كبيرة على الآباء والأمهات في تربية وتوصيل المفاهيم وتكوين عقول بناتهم والحفاظ عليهن مما يرد من أفكار مسمومة، بداية بالقدوة الطيبة بإظهار حسن تعاملها لزوجها وطيب تبعلها له، وتربيتهن على دينهم وإسلامهم، وأن زوجها هو جنتها أو نارها، وكل هذا لا ينتقص من قيمتها وكرامتها، فما أمرتنا السماء إلا بما هو خير وصلاح لديننا ودنيانا، وأن ما تردده البعض: «الزواج مقبرة لكل امرأة» لا أصل له، بل هو فساد الدنيا والآخرة.