أثنى رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون على جهود السلطتين خلال دور الانعقاد الأول والتي أثمرت قوانين نوعية، مؤكدا أنها جاءت إدراكاً للمسؤولية وإيماناً بالواجب في التجاوب مع تطلعات الشعب وتأدية للأمانة ووفاء بالعهد فكان الصبر ديدن والتضحية شعارا لدور الانعقاد.
وقال السعدون في كلمته خلال الجلسة الختامية لدور الانعقاد الأول اليوم إن قصر أمد دور الانعقاد وشقاء عنائه لا يواسيه إلا زرع بذرة وثمرة نتطلع إليها في ظل تفاعل واع وتعاون متبادل مع السلطة التنفيذية.
واضاف السعدون: في هذا اليوم الذي نشهد فيه اختتام دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي السابع عشر أتوجه إليكم جميعاً بتحية يملؤها الفخر والاعتزاز والتقدير والامتنان لما بذلتموه من جهد وعطاء عن طيب نفس وتفان، إيماناً واحتساباً وعرفاناً لشعب أوفى كلمته في يوم الرهان وعند وعده لا تُحبط عزيمته من تكرار الانتخاب ولا من مشقة الاصطفاف في مراكز الاقتراع حالمين مؤمنين بمستقبل واعد لا يهزمه طول الانتظار .
وتابع السعدون : نحن اليوم نتعطر بمسك الختام نتصافى على مودة و ما برح قلوبنا الصفاء ونتصافح إلى عودة كدأبنا عند كل لقاء نلتقي ونفترق، سنة الحياة، ولكن لا نتفرق، ورباطنا لا يتمزق، نجتمع وننفض ولا ننفِضُ من نفوسنا ما ألف بينها من أواصر التضامن من أجل مستقبل آمن وحاضر زاهر .
وقال السعدون مخاطباً النواب: لقد بذلتم من سخى العطاء إدراكاً للمسؤولية وإيماناً بالواجب ما تجلى في تجاوبكم مع تطلعات الشعب الذي استودعكم أمانة رسالته فأديتم الأمانة وأوفيتم بالعهد وكان الصبر ديدنكم والتضحية شعاركم ، مدركين أن دور الانعقاد الأول وما يحمله من قصر أمده وشقاء عنائه لا يواسيه إلا زرع بذرة وثمرة نتطلع إليها في ظل تفاعل واع وتعاون متبادل مع السلطة التنفيذية وهذا ما لمسناه في النشاط الملحوظ لجميع لجان المجلس التي كان حصيلة عملها المتواصل المكثف فيضاً زاخراً من الإنجاز التشريعي الذي نتطلع إلى أن يغمر جلسات دور الانعقاد المقبل بإذن الله.
وأضاف: إذا كانت جلسات المجلس العلنية تحت قبته هي المظهر البادي الذي يطالعه جمهور المواطنين، فإن في قاعات لجان المجلس خلايا نشاط دائب لا تكف آلته عن الحركة ليلاً ونهاراً تكد في صمت وبلا ضجر ، وإن كان الثناء للنواب واجباً فإن للحكومة برئيسها وأعضائها محل شكر وتقدير وامتنان على ما قدموه من جهد واضح وتعاون زاهٍ أثمر عنه مرونة وتوافق ؛ تحقيقاً للمبتغى العام، وتمثل ذلك في الاتفاق وإقرار القوانين النوعية ورسم الخارطة التشريعية مع إخوانهم النواب في اللجنة التنسيقية و لا شك أننا جميعاً حاملو هموم الوطن وآمال شعبنا مثقلون بثقة عظيمة ورغبة أكيدة في ترجمة الخطاب التاريخي لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الذي لا يزال صداه يجول أرجاء الوطن والذي ألقاه نيابة عن سموه سمو ولي العهد في تاريخ الثاني والعشرين من شهر يونيو لعام 2022 وما يحمله من مضامين التمسك بالدستور وبالشعب صاحب تقرير المصير.
وأردف السعدون قائلاً: اليوم بيقيننا وإيماننا نقدم حسابنا عن مدة لا تتعدى الخمسين يوماً صدحت خلاله في جنبات هذا المجلس نبرات العمل تقديساً لواجب الوفاء بالعهد ورعاية لحقوق هذا الوطن الذي أظلنا بنعم من الله وخيرات لا تحصى وتجاوباً مع تطلعات الشعب في روضة من فريضة الشورى ونفحات الديمقراطية وبحبوحة التآخي والتعاطف والمحبة ، بصبر لا ينفد وعزم يتجدد وحوار واع وحرص لا يبدد ودراسة متعمقة في أناة وروية وحماس لا يخبو ولا يخمد وكانت نتيجته رسم الخارطة التشريعية وإنجاز بعض من القوانين الإسكانية والتعديل على قانون المحكمة الدستورية وإقرار قانون جديد في شأن انتخابات أعضاء مجلس الأمة بما يشمله القانون من المفوضية العامة للانتخابات، والتعديل بإضافة ربات البيوت ضمن الفئات المشمولة بالقانون رقم 114 لسنة 2014 بشأن التأمين الصحي، وسنبقى بإذن الله متسلحين بروح الصبر والتطلع لدور انعقاد قادم يحمل في طياته روح الإنجاز وتحقيق تطلعات شعبنا الكريم في ظل قيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله و رعاهما.
وأكد السعدون أن أدوار انعقاد كل فصل تشريعي هي سلسة حلقات مترابطة متصلة يكمل بعضها بعضاً ويمهد كل دور للذي يليه وفي كل دور غرس وحصاد، والعبرة في النهاية وإن طال الغرس والدرس هي بالطيبات من يانع الثمار مشيراً إلى أن هناك عدد من مشروعات القوانين والاقتراحات بقوانين نوقشت في هذا الدور، فلقد قدمت الحكومة العديد من مشروعات القوانين ، بينما بلغ عدد الاقتراحات بقوانين المقدمة من الأعضاء ثلاثمائة وثلاثة عشر اقتراحا، والاقتراحات برغبة المقدمة من الأعضاء مائتين وستة وسبعين اقتراحاً، وبلغ عدد الأسئلة المقدمة من الأعضاء خمسمائة وأربعة عشر سؤالاً كما بلغ عدد التقارير المقدمة من لجان المجلس المدرجة بجدول أعمال المجلس سبعة تقارير، هذا على صعيد الدور التشريعي.. وإذا انتقلنا إلى الدور الرقابي فنجد هذه المدة الوجيزة أيضاً عامرة بالجهد والعمل من خلال تكليف المجلس لديوان المحاسبة ، وعدد طلبات التحقيق المقدمة التي بلغ عددها ثلاثة طلبات ، وعدد طلبات المناقشة والتي بلغ عددها أربعة ، وعدد العرائض والشكاوى المقدمة التي بلغ عددها خمساً وتسعين، بالإضافة إلى طلب ورد إلى المجلس برفع الحصانة.
واختتم السعدون كلمته قائلاً: إن من الإنصاف الإشادة بجهود الأمانة العامة للمجلس وجميع الجنود العاملين فيها على اختلاف طبيعة عمل كل منهم وموقعه واختصاصه ومن شرعة العرفان أن أشيد بجهد كل من أحسن عملاً ممن كان لهم فضل المساهمة في سرعة إنجاز العديد من الموضوعات والاستشارات على مستوى عالٍ من الكفاءة والخبرة والاقتدار ولا أنسى أن أسجل لحرس المجلس ولجميع العاملين فيه على اختلاف رتبهم أسمى آيات الشكر ، على سهرهم الدائب لحفظ الأمن والسلامة في أرجاء حرم المجلس، كما أسجل بهذه المناسبة الشكر والتقدير لجميع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة على ما بذلوه من جهد ومتابعة لأعمال المجلس ولجانه.