مع نهاية كل عام، يشهد العالم اهتمامًا كبيرًا بتوقعات الأبراج للعام الجديد، حيث تتنوع التوقعات بين الجوانب المزاجية والأمور المادية والصحية يتسابق الكثيرون لمتابعة هذه التوقعات ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ومع هذا الاهتمام، أثار الدكتور نايف العجمي، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الأسبق وأستاذ في كلية الشريعة بجامعة الكويت، قضايا هامة حول تبني الناس لتوقعات المنجمين والكهان حيث قال أن “تساهل الناس في متابعة مقاطع المنجمين والكهان وهم يتحدثون عن توقعاتهم حول أحداث العام الجاري تساهل غير مقبول إطلاقا، وأسوأ منه من يروّج هذه المقاطع وينشرها في وسائل التواصل!
وتابع : من يفعل ذلك دائر بين حكمين الأول إن تابعها للتسلية وحب الاستطلاع وهو غير مصدق لها ، فقد ارتكب كبيرة ، ولا تقبل له صلاة أربعين ليلة والثاني وإن تابعها مصدقا لها ، فإنه يصدق عليه قوله عليه الصلاة والسلام :«فقد كفر بما أنزل على محمد»، ومما أنزل على محمد قوله تعالى: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله).
وأضاف العجمي : التعلق بالأبراج الفلكية والنجوم والكواكب ، واعتقاد أنها مؤثرة في الحوادث الأرضية ، كما أنه شرك في الربوبية ، وتكذيب لله في اختصاصه بعلم الغيب ، فإنه أيضا مخالف للعقل ، ولا أدل على ذلك من اضطراب المنجمين أنفسهم واختلافهم في عدد البروج ، وفي أسمائها ، وفي مدتها ، وفي دلالتها على طباع الخلق وصفاتهم ، فضلا عن انعدام ما يدل على ذلك .
وقال الشيخ عثمان الخميس قال البخاري في صحيحه، قال قتادة: ( خلق الله هذه النجوم لثلاث : زينة للسماء ، ورجوماً للشياطين ، وعلامات يهتدى بها ، فمن تأول غير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه ، وتكلف ما لا علم له به ) . فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به.
وأكد الخميس من اعتقد أن من خلالها يعرف الحظ والنحس ويعرف في الأبراج ماذا سيحث له وماذا يمكن ان يصيبه فهذا أضاع حظه ويدخل في ذلك قراءة الأبراج ..هذه كلها لاتجوز قراءتها والاعتقاد فيها وهذا هو التنجيم
وفي إجابة عن سؤال عن جواز قراءة وتصديق بعض الكتب التي تتكلم عن ارتباط شخصية الإنسان بوقت مولده وبرجه قال عميد كلية الشريعة -سابقا-عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي والمجمع الفقهي الإسلامي – رابطة العالم الإسلامي – حاليا – وهيئة المحاسبة والمراجعة AAOIFI- سابقا- د.عجيل النشمي “لم يثبت علميّاً -حسب علمي- أن هناك صلة بين الأبراج وولادة الشخص، وليس هناك أي تأثير بأن يولد الشخص في تاريخ معين، فلا أثر للتاريخ ولا البرج، وشخصية الإنسان هي هي في أي برج كانت وولادته. ولا يجوز تصديق ذلك، وهو نوع من الكهانة؛ لأنه إخبار عن أمور ترتبط بتاريخ معين لشخص معين، وأخشى يشمله قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد) أخرجه ابن ماجه وأحمد”.