منذ كان لدولة الشيطان كيان في أرض الإسراء والمعراج، وقوى الإجرام وأخطبوط الماسونية العالمية، قد أسس هذا الكيان على فكرة القوة المروعة، والذراع الطويلة، والهيمنة السريعة، وأطواق الحماية الداخلية والخارجية، واعتماد سياسة «شوك القنفذ» ذي الدفاعات الخارقة، و«قفزة الضفدع» ذات الانقضاضات البعيدة.
وذلك من خلال بناء قوة الكيان الداخلية والخارجية، بما يجعل المنطقة بأسرها من الخليج إلى المحيط، مسرح عمليات متاحاً في أي وقت، وبما يفرض إرادة الكيان، ويمد ذراعه ويوطد أقدامه، إلى ما هو أبعد من أوهامه التلمودية، وتطلعاته التوراتية، وأحقاده التاريخية، وأساطيره الصهيونية المتعفنة.
ولكي يعلم المستعربون والمتأسلمون مدى الانتصار الأسطوري الذي حققته المقاومة الإسلامية في فلسطين؛ علميًا وأخلاقيًا وميدانيًا وتكتيكيًا واستخباراتيًا وإيمانيًا، علينا أن نلقي نظرة عجلى على بعض ملامح قوة الهيمنة السريعة التي يمتلكها الكيان، فضلًا عما يصب عليه من ذخائر ومعدات وأسلحة، بكافة الأشكال والكميات والألوان، بما يكفي لتسليح دولة كاملة:
– أكثر من مليون وثلث مليون من الجنود والضباط النظامين والاحتياط.
– 560 طائرة حربية، في تشكيلة فائقة القدرة من «إف 16»، و«إف 15»، و«إف 35» متعددة المهام.
– 2200 دبابة، على رأسها «الميركافا»، فخر الصناعات الحربية «الإسرائيلية»!
– 530 مدفعاً ميدانياً.
– 420 معدة مقاتلة.
– 5 غواصات حربية، متعددة المهام، شديدة التطور.
– 3 أجهزة استخبارات ضخمة (الموساد، الشاباك، أمان).
– 50 سفينة حربية قتالية.
علاوة على أسلحة الدمار الشامل، التي تؤكد جهوزيتها بأكثر من 300 قنبلة نووية، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، ومن المعروف أن كيان الشيطان قد بدأ مشروعه النووي بعد أشهر قليلة من إعلان دولته في 15 مايو 1948م، بدعم كامل من فرنسا التي أنشأت للكيان مفاعل ديمونة أوائل الخمسينيات من القرن الماضي.
ومعروف أيضًا أن كيان الشيطان يضع قوته النووية في وضع استعداد توجيهي كامل إلى 66 هدفًا ومدينة عربية وإسلامية مهمة، وهي رهن الاستخدام في أي لحظة، ضمن سياسة الردع والإرهاب التي يقوم عليها الكيان في كل دقيقة من عمره اللعين.
إلى ما سبق، فإن كيان الشيطان يملك عددًا كبيرًا من الأقمار الصناعية، على رأسها «أفق 3» الذي يدور حول الكرة الأرضية مرة كل 90 دقيقة، ولهذه الأقمار القدرة على التحليق والتصوير متناهي الدقة، والبقاء في الفضاء لعقود! كما أنها تمتاز بالقدرة على الرصد والتصوير ليلًا ونهارًا عبر الأشعة، دون حاجة إلى ضوء إطلاقًا.
أعلم أنه ليس من المناسب على الإطلاق نشر أي شيء عن قوة هذا الكيان المخزي المهزوم، بعدد أيام الطوفان (120 يومًا حتى كتابة هذه السطور)!
لكن لتعلم البلاد التي دجنت قوتها، ولم تطلق حصوة أو ترمي حجرًا تجاه كيان الشيطان، الذي سبق له واجتاحها جميعًا في 6 ساعات، الذي يعتمد منذ قيامه حروب الإبادة للحجر والشجر والبشر، والاستئصال الجماعي للحياة والأحياء، عبر المجازر والمذابح والقصف السجادي واعتماد سياسة الأرض المحروقة، على مدار الساعة، فضلًا عن الجاسوسية والاختراق والخنق الاقتصادي الدولي، والاغتيال الدائم للقيادات والعلماء والرموز.
لو كانت المقاومة بالملايين.. لنفدت!
ولو كانت ذخائرها جبالًا.. لنفدت!
ولو كانت قواها بركانًا.. لنفد!
ولو كانت عزائمها حديدًا.. لنفد!
ولو كانت غزة كلها مصانع سلاح.. لنفدت!
فكيف بعدة آلاف من البشر، على عدة مئات من الكيلومترات من الأرض المحاصرة منذ 17 عامًا، حتى الخنق والإماتة، المزدحمة السماء بكل أنواع طائرات وصواريخ «إسرائيل»، و5 دول عظمي معها، قصفوها بما يكفي لتذخير حرب عالمية ثالثة، ومنعوا عنها الماء والغذاء والدواء والوقود، واحتد عليها الشتاء بأمطاره وثلجه ورعده وبرقه، ودكت دورها على رؤوس دياريها من النساء والأطفال والعجزة والآمنين، وقبر الآلاف تحت الأنقاض، ورأينا عشرات المقابر الجماعية، وتحللت الجثث، وتناهشتها القطط، وتجاوز الشهداء والجرحى والمصابون مائة ألف، في أقذر مؤامرة إنسانية، عرفها تاريخ الحضارة المعاصرة، على ثلة من عباد الله المؤمنين بربهم وحقهم في أرضهم، ونفيرهم لحماية مقدسات أمتهم، وما يملكون سوى عقيدة قل نظيرها في الدنيا بما رحبت، وبعض الأسلحة المحلية الصنع، التي لا وجه للمقارنة على الإطلاق، بينها وبين عدوها النووي الأثيم.
كيف لهم أن يصمدوا كل هذا الوقت، بل يحققوا انتصارات كبيرة وضربات موجعة لكيان الشيطان وكل قوى الاستكبار العالمي التي معه.
وما نفروا في السابع من أكتوبر 2023م إلا لنصرة «الأقصى»، الذي كان كل شيء معدًا للبدء في هدمه، وإقامة «الهيكل» المزعوم.
فويل للقاعدين والخائنين والمتآمرين! (وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ) (الأعراف: 146).