يهوى الطفل سماع القصص من الجدة، أو الأم، وقد ينام في سنواته الأولى وهو يجول بخياله بين أبطال قصة مشوقة ينجح أحد الوالدين في سردها على مسامعه، لينمو لديه الحس الخيالي والذهني واللغوي.
وتساعد القصص؛ قراءة وكتابة، الطفل على اكتشاف الجديد في العالم الذي يحيط به، وتكوين صورة ذهنية عن الأشياء، بل ربما ابتكار صور جديدة، في ظل خيال خصب لم يتلوث بعد.
يقول علماء النفس: إن كتابة القصص تعزز استكشاف تفكير الطفل وعالمه، والاحتفاظ بأفكاره واكتشافاته الشخصية، وقد تكشف عن موهبة كبيرة، تؤهل الطفل ليكون كاتباً أو روائياً أو شاعراً أو عالماً.
ويكفي أن تعرف أن العالم المسلم جلال الدين السيوطي (1445 – 1505م)، كتب كتابه الأول «شرح الاستعاذة والبسملة» بعمر 17 عاماً.
وينقل الإمام ابن الجوزيّ في «المنتظم» عن الإمام الشافعي (ت 204هـ/ 819م) قوله: «حفظتُ القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت «الموطأ» وأنا ابن عشر سنين، وما أفتيتُ حتى حفظت عشرة آلاف حديث، وأفتى وله خمس عشرة سنة»!
وهناك شيخُ الإسلام وعالم الأُمة مالك بن أنس (93 – 179هـ) الذي أخذ عن تلامذة الصحابة من التابعين، وبدأ الطلب وعمره سبع سنين ليتصدر للإفادة والتدريس والفتوى في حياة مشايخه وهو ابن سبع عشرة سنة.
ويمكن للطفل أن يبدأ رواية قصته الأولى في أي عُمْر، ما دام استطاع الكلام، على أن ينصت له الوالدان، دون اتهامه بالكذب، مع مساعدته على بلورة قصصه بأهداف واضحة، وغايات نبيلة.
وتنصح المختصة التربوية جيل تومبكينز بتنمية حس الكتابة لدى الأطفال، قائلة: إن بعض الأطفال يكتبون الحكايات بإرادتهم، والبعض الآخر يكتبها مضطراً كواجب دراسي.
ومن فوائد كتابة القصص والكتابة بشكل عام ما يلي:
1- تعلم القراءة والكتابة، وفهم التهجئة وقواعد الكتابة.
2- مساعدة الطفل على استكشاف تفكيره وعالمه.
3- اكتشاف وتنمية المواهب لدى الطفل، وتطوير أفكاره.
4- البحث عن الهوية حيث تعني القصة صراعاً؛ الجيد مقابل السيئ.
5- تحفيز الخيال والتعبير الفني عما وراء الأشياء.
6- محاولة فهم وجهات نظر الآخرين وتقمصها.
7- توضيح الأفكار عبر إخراجها في صور حكاية.
8- جانب ترفيهي للطفل يمنحه الثقة في النفس والسعادة.