في عام 1978م استفاقت شعوب المنطقة على حقيقة مفادها أن الشعوب يمكنها الانتصار على جلاديها، أولئك الآلهة المزيفة التي طوّعت الإعلام لخدمة سلطاتها المطلقة عندما انتصرت الثورة في إيران.
وفي عام 1979م انطلق الجهاد الأفغاني ضد الانقلاب الشيوعي والتدخل العسكري الروسي لحمايته ارتفع منسوب الوعي لدى شعوبنا وشارك الشباب العربي في ملحمة أفغانستان بعد أن سدت الطرق جميعها أمامه نحو فلسطين.
كان الجهاد الأفغاني ملهماً إلى أبعد الحدود، وانتعشت كثيرًا آمال الشعوب المسلمة في تحقيق أهداف رسالة الإسلام العظيم.
وفي عام 1992م، وتحديدًا في 6 أبريل، بدأ العدوان الصربي على البوسنة، ومثل ذلك تراكمًا كبيرًا للوعي داخل الأمة، وساهمت برجالها وأموالها في دعم المقاومة البوسنية بزعامة الرجل الفذ علي عزت بيجوفيتش رحمه الله (1925 – 2003م) الذي قلب معادلة «الهجرة في وجه الإبادة إلى المقاومة من أجل البقاء»، ويبدو أن الفلسطينيين استفادوا كثيرًا من التجربة البوسنية رغم التضحيات الجسام (200 ألف شهيد بوسنوي).
وفي عام 1996م، انطلق الجهاد في الشيشان، وراكمت الأمة تجاربها وكان من نتائجها «الربيع العربي» الذي انطلق من تونس في ديسمبر 2010م، ورغم إجهاض «الربيع العربي» وعودة الاستبداد والدكتاتورية، فإن روح الثورات والمقاومة ظلت قائمة من خلال كسر حاجز الخوف.
ونحن اليوم نشاهد في فلسطين ثباتًا تاريخيًا غير مسبوق، فبعد الهجرة على إثر المجازر التي عرفها الشعب الفلسطيني نجد مقاومة لم يشهدها العدو في تاريخه، بل يعترف بأنه يواجه كارثة لم يعرف لها مثيلًا منذ قيام كيانه المنهار بعون الله.
الخلاصة؛ إن الذين قادوا المقاومة في أمتنا ضد الاحتلال هم قادة معروفون بتوجهاتهم الإسلامية في المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان والعراق وسورية وفي كل بلد تقريبًا، أما الذين انتخبهم الاحتلال ليمثلوا البلدان المنكوبة فهم دمى معروفة ومكشوفة عملوا على ترسيخ الاستعباد للاحتلال غير المباشر بطرق كثيرة من بينها التمكين لثقافته..
اليوم في فلسطين وغيرها المقاومة إسلامية، لا قومية ولا شيوعية.
البعض وبدون حياء يتحدث كما لو كانوا ضمن المقاومة، ولا يستحيي عندما يحاول النيل من مدرسة المقاومة ولا يخفون كرههم لها.. مدرسة «الإخوان المسلمون».. وبكل فخر «حماس» الإخوانية ستعيد عقارب الساعة وعقارب الزمن إلى أماكنها لتستأنف الأمة دورة حضارية جديدة ولو كره المنافقون والجاحدون والحاقدون والكافرون سواء بسواء.